عانى المنتخب السعودي في الأعوام الأخيرة من التعصب الرياضي الذي ألقى بظلاله على مستوياته ونتائجه، فالعلاقة بين التعصب والنتائج اتضح بأنها عكسية، أي أنه كلما زاد التعصب الأعمى والاحتقان والتشنج بين الرياضيين تراجعت هذه النتائج والمستويات، ولعل النتائج التي خذلتنا مؤخرا أبلغ دليل على ذلك، إذ لم يعد من بين تلك المنتخبات التي تلعب بهيبتها قبل كل شي، وأصبح لا يصنف من بين كبار القارة الآسيوية، حتى التصنيف الدولي الذي يصدره (الفيفا) في كل شهر يثبت بأن واقعنا تغير للأسوأ. اليوم يمر "الأخضر" بمرحلة جديدة مع المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك نأمل بأن تكون حقاً بداية العودة إلى سابق العهد. الحديث هنا عن الزمن الجميل الذي كانت لنا فيه هيبة في شرق القارة الصفراء وغربها، وهذا لن يحدث والحال على ماهو عليه، خصوصاً على صعيد تعاطينا مع القضايا والأحداث والزج بها في مسيرة "الصقور الخضر"، صحيح أن مارفيك لن يشرف على المنتخب الليلة، لكن تواجده سيجعل المباراة تحت المجهر الذي سيفيده في المستقبل، إذا ما أردنا أن نستمتع بمنتخب قوي فنحن مطالبين بإصلاح أنفسنا قبل كل شي، ولو أحضر الاتحاد السعودي لكرة القدم أفضل مدرب في العالم وحالنا هو ذاته لن ينجح مهما فعل ولن نتطور. لذلك على الإعلاميين والجماهير الرياضية وقبلهم المسؤولون أن يضعوا شعارات الأندية جانباً ويتحدوا خلف الشعار الأخضر، لأن اللاعب لا يمكن أن ينتج داخل الملعب وهناك مشجع يهتف ضده في المدرجات لمجرد أنه يلعب لنادي منافس، لا نبالغ في هذا الشأن لأن ما نتحدث عنه حدث فعلاً، وشاهدنا في الأعوام الأخيرة أحداثا عدة عكست عدم تفريق البعض بين الأندية والمنتخب، فانتقل التعصب "المقزز" إلى معسكرات المنتخب ومدرجات مبارياته، بينما الواقع أن اللاعبين على قلب رجل واحد، وعلى سبيل المثال تجد الهلالي مع النصراوي والاتحادي مع الأهلاوي تجمعهم المحبة والتقدير وكأنهم أبناء نادٍ واحد، لأن المنافسة بينهم شريفة ولا تتجاوز حدود الملعب، وهو ما يجهله أو يتجاهله إن صح التعبير كثير من الرياضيين الذين أعماهم التعصب. متعصبو الأندية طال عبثهم .. ونجاح مارفيك على المحك "الأخضر" بحاجة إلى دعم الجميع له لاسيما وأنه في مرحلة انتقالية تحت إشراف المدرب الهولندي الذي دخل في تحدي مع نفسه لإثبات وجوده، وحتى يكسب التحدي الذي سينعكس إيجابياً على كرة القدم السعودية لابد أن يجد الأدوات التي تساعده على ذلك، ومن بينها توفير بيئة صحية لعمله وللاعبين، وأولى الخطوات هي أن يترك الجميع ميولهم خلف ظهورهم ويساندوا صقورنا الخضر بعيداً عن التعصب، أن يهتف الهلالي لمحمد لسهلاوي عندما يسجل ويشيد النصراوي بالحارس خالد شراحيلي اذا انقذ عرينه وهكذا. الليلة الدعوة مفتوحة للجماهير الرياضية من أجل التواجد في مدرجات ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة للوقوف مع اللاعبين ومؤازرتهم في مهمتهم الآسيوية مع منتخب تيمور، جماهير المنطقة الغربية على وجه الخصوص عرفت بدعم المنتخب السعودي ومساندته في مبارياته التي يخوضها في جدة، وبالتأكيد أنهم سيواصلون اليوم ما عرفوا به، لكنهم يحتاجون التذكير فقط.