من منكم يهتم بكتابة مذكراته اليومية ولكن ليس على طريقة كتابة ما نفعله وأين نذهب وإنما كتابة حتى مشاعرنا الانفعالية وكيف تصرفنا في ذلك الحين وما هي ردود الفعل التي قمنا بها وما موقفنا منها. هل أقنعتنا تلك السلوكيات أم أننا ندمنا عليها؟ الى غير ذلك مما يمر علينا من مواقف واستجابتنا تجاهها. ما يحصل هو أنك قد تكتب مشاعرك في لحظة غضب عارم، ثم تعود لقراءتها بعد ذلك لتجد أن الموقف لم يكن يستحق كل ذلك الغضب وأنك بالغت في مشاعرك. أو أن الموقف قد حل بطريقة لا تستدعي كل ردود الفعل التى قمت بها. وهذا يحدث لنا كثيراً ولكن بما أننا لا نسجله فبالتالي لا نتعلم من خبراتنا الماضية. لذلك عندما تقرأ مذكراتك تتعرف أكثر إلى عاداتك السلوكية والانفعالية. تقول الكاتبة Philippa Perry فيلبا بيري في كتابها "كيف تحافظ على صحتك العقلية" إن كتابة المذكرات الشخصية مهمة جداً خاصة بعد أن نمر بموقف مؤلم أو حتى في مواقف الحداد. ولقد أُجريت دراسة على عينتين إحداها تكتب مذكراتها اليومية والأخرى لا تفعل ذلك. ولقد وجد أن العينة التي كانت تحتفظ بمذكرات يومية كانت حالتها المزاجية أحسن ولحظات القلق لديها أقل، وحتى دخولها للمستشفى أقل وإن دخلت ففترة مكوثها أقل من العينة التي لم تكتب مذكراتها. إضافةً إلى أن وظائف الكبد ومستوى ضغط الدم لديها أفضل. وكذلك كتابة المذكرات تزيد مناعة الجسم خاصة لو كُتبت فيها لحظات الفرح والشكر والامتنان. ومن فوائد كتابة المذكرات اليومية الأخرى هي أنها تساعدنا على ملاحظة الذات والتعلم مما نمر به من خبرات ومشاعر شتى، وهي فعلاً علاج غير مكلف. وتنصح الكاتبة فيلبا من يعتقد بأنه لا يستطيع الكتابة أو لا يعرف ماذا يكتب، بأن يجرب كتابة أية فكرة تخطر على باله وسيجد لاحقاً أن الأفكار ستتوالى تباعاً. وترى بأن أحسن وقت للكتابة هو الصباح الباكر لأن هذه الفترة من النهار يزداد فيها وعي الإنسان بذاته وأن يكون صادقاً فيما يكتب وأن تكون كتابة المذكرات بلغة بسيطة، ولا تمسح ما تكتبه ولا تخجل مما كتبت. بل اكتب ما تشعر به وتفكر فيه في تلك اللحظة. وبالطبع لا تنسَ كتابة أحلامك وما هي مشاعرك تجاهها. وفى النهاية، دعونا نجرب كتابة حياتنا وما نمر به على صفحات من الورق تكون بمثابة تاريخنا الشخصي الذي نعود إليه لنتعلم ونلاحظ. لمراسلة الكاتب: [email protected]