جدتي يا مرضعة الجبل البعيد من بركان الحليب وسكر الشمس ونكهة الرمضاء يا أميرة القافلة البيضاء التي تلوح من بعيد كطابور من النمل ليتني أنبت في درب قافلتك عابر سبيل أعمى أو قاطع طريق تائباً أو بعيراً أبله يزحف خلف قافلتك المهاجرة إلى مدينة «الذين أنعمت عليهم» أو استرق النظر من ثقوب الغيب لأراك حورية تصفق لمهرجان الأسماك أو أقعد مقاعد للسمع وأنت تساجلين جدي قصائد كان مزاجها كافوراً انقلبي على جنبك الأيمن يا شهر زاد المراب فكم مالت ناطحات السحاب لتستمع قرآن الخيمة وبكى الرخام الفاسق من ترتيل البدوية جدتي.. لن تسمعي غير إكسير ندائي صوتاً نيزكاً يسقط من فضاء فمي يحفر في الأرض لحدك تحملك إليه ذراعا رضيع خائف طوقت بالأمس عنقك وأنت تطوفين به كمقبض الرحى ودمعك القمح أقراص لصداع جمجمة الحجر ها هو الرضيع يؤذن في إخوته.. حي على البكاء فتحلقنا على حصباء قبرك كحلوى العيد تنثرينها في أحضاننا