قدمت الحكومة اليمنية رسالة إلى مجلس الأمن الدولي حول ما تتعرض له محافظة تعز من عملية ممنهجة من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع صالح والتي تصنف في القانون الدولي ضمن جرائم الحرب. وسلمت الحكومة الرسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عبر السفير اليمني في الأممالمتحدة خالد اليماني وتتضمن تقارير مفصلة عن انتهاكات ومجازر مليشيات الحوثي والمخلوع صالح بحق المدنيين واستخدام ما يسمى بالقوى المفرطة ضدهم. تعز بوابة النصر لليمن كافة.. والمليشيات تنتحر على أسوارها وفي هذا الشأن، قال وزير حقوق الإنساني اليمني عز الدين الأصبحي ل"الرياض" إنه تم تقديم الرسالة بوضوح للأمين العام وأعضاء المجلس، وأن العمل جار الآن على رسالة أخرى للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف، وستعمم على جميع البعثات، بالتزامن مع تحرك دبلوماسي كبير على الصعيد الإقليمي والدولي. وأكد الأصبحي أن هناك تفهما واضحا من قبل المجلس والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بعد تقديم الرسالة، ويوجد تعاون مع دول أوروبية فيما يخص جلسات حقوق الانسان المقبلة، حيث من المتوقع صدور مواقف أكثر قوة من الجهات الدولية تجاه ما تقوم به المليشيات من جرائم، ولن يكتفى بالإدانة. وأوضح الأصبحي أن تركيز استخدام الانقلابيين للمدفعية وصواريخ الكاتيوشا ضد الأحياء المكتظة بالسكان وعلى المواطنين العزل بشكل ممنهج لا يصنف ضمن المعارك العسكرية التي تهدف للحسم من الجانب العسكري، بل لتوقع اذى بالمواطنين وهذا معرف حسب القانون الدولي على أنه من جرائم الحرب، إضافة إلى استخدام القوى المفرطة ضد المدنيين، وقصف مناطق ذات طابع أثري، شمل كل المعالم الأثرية والثقافية والمساجد، مضيفاً أنه خلال اليومين الماضيين فقط فقد أكثر من 49 شخصاً حياتهم جراء هذه الأعمال. وقال وزير حقوق الإنسان اليمني إن كافة المنشآت الصحية المهمة في محافظة تعز تعرضت للقصف الحوثي، حيث تعرض مستشفى الثورة للقصف وتم احراقه، وكذلك المستشفى المركزي، كما حولت مليشيات الحوثي وصالح مستشفى اليمن الدولي إلى ثكنة عسكرية واستخدمته كمنصة لقصف الأحياء السكنية وهو ما يصنف ضمن جرائم الحرب. وبين عز الدين الأصبحي أن منظمات حقوقية وأعضاء تابعين لوزارة حقوق الإنسان اليمنية رصدوا قصفا ممنهجا على محطات الكهرباء والمياه، حيث وجهت القذائف بإحكام تجاه محطة "عصيفرة" الكهربائية وهي المحطة المركزية في محافظة تعز، وقصفت محولات الكهرباء الأخرى، مما اغرقها في الظلام، مشيراً إلى أن هذا الاستهداف الممنهج لهذه المنشآت يهدف إلى إلحاق الأذى بالمواطنين وحياتهم بشكل مباشر، حيث تقبع المدينة وللشهر الرابع على التوالي تحت حصار مطبق يمنع دخول الأدوية والأغذية إضافة إلى جرائم القتل الجماعي التي ترتكبها المليشيات، والتي قد ترقى إلى مستوى جرائم الإبادة. وقال الوزير الأصبحي أن على المقاومة في تعز والشعب اليمني عموماً، أن يدركوا أن هذه القضايا محل اهتمام على مستوى الحكومة ودول التحالف وعلى المستوى الدولي، محذراً من ما اسماه بالغزو من الداخل عبر ما يتم ترويجه من شائعات حول عدم الاكتراث بما يجري، ومحاولات شق صف المقاومة، وأضاف: "نحن مدركون تماما أن ما يحاوله العدو هو تمزيق للنسيج الاجتماعي وللوطن بشكل كامل، ويدرك أن تعز هي بوابة النصر لليمن كافة، لذلك الكلفة عالية في هذا الأمر". وفيما يتعلق بالجانب العسكري أوضح الأصبحي أن مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية حشدت كل ما لديها من بقايا مخازن الذخيرة والسلاح والكتائب في بعض المناطق الشمالية وزجوا بها في معركة تعز، لأنهم تعرضوا للضرب في مختلف الجبهات، وهناك انهيار حقيقي وكامل، ناقلاً ذلك عن مصادر عسكرية عليا وسياسية مطلعة، واصفاً ما تفعله المليشيات بالانتحار على أسوار مدينة تعز. وكانت الحكومة اليمنية قد أعلنت محافظة تعز مدينة منكوبة على إثر ما يتعرض له المدنيين بشكل شبه يومي على ايدي ميليشيا الحوثي وصالح، ووجهت الحكومة نداءا عاجلا للمجتمع الدولي للتدخل الفوري لإنقاذ المدنيين من حرب الإبادة التي يتعرضون لها، وناشدت المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والتدخل العاجل لوقف المجازر بعد أن أوغلت المليشيات في اجرامها ضاربة عرض الحائط كافة القوانين والتشريعات الدولية التي تؤكد على حماية المدنيين خلال الحروب.