ديوان (ما علّمك صوت المطر) هو الديوان المطبوع الرابع في ترتيب الدواوين التي أصدرها الشاعر المبدع فهد المساعد، وتضمّن الديوان أبياتًا ومقطوعات شعرية جميلة تتفاوت في مواضيعها وفي درجة إتقانها، وأود في السطور التالية تسجيل مُلاحظات صغيرة وسريعة على هذ الديوان. أولها عدم تعبير الكلمات التي وُضعت على الغلاف الأخير عن حقيقة مادته الشعرية بدقة، فقد كُتب عليه: "الشعر اختصار الكلام، وفي ديوان (ما علمك صوت المطر) محاولة جديدة لاختصار القصيدة العامية بشكلها الكلاسيكي إلى بيت أو بيتين تؤدي نفس غرض القصيدة الطويل، توصل الفكرة بكلمات أقل"، لكن المطلع على الديوان سيجد أبياتًا كثيرة ومقطوعات مأخوذة من قصائد مُكتملة تضمنها ديوان (عمري الجاي) الذي اشتمل بدوره على جميع قصائد الديوان الأول للمساعد (سالفة عشاق)، كما أن بعض الأبيات لم يستطيع التعبير ولو عن جزء يسير من غرض القصيدة كاملةً! في مواضع مُتفرقة من الديوان نُقابل أبياتًا مجتزأة من قصائد عديدة سابقة للمساعد مثل: "المدينة والغريب" و"عمري الجاي" و"يا صغير السن" و"آخر نجوم السماء" و"كلمة حبيبي" و"غمازتين وسلة" و"صباح الخير يا بلادي" و"الدمع"، وغيرها من قصائد الشاعر المكتملة البناء، وقد لا يرى البعض أدنى حرج في إعادة الشاعر لنشر بعض أبياته القديمة في إصدار جديد حتى لو أُوهِمَ القارئ بخلاف ذلك، لكن الملاحظة التي لفتت نظري، أكثر من مُلاحظة تكرار النشر، هي العشوائية الواضحة في الاختيار من القصائد الأصلية التي سبق نشرها، إذ تقابلنا في أكثر من موضع الأبيات الاستهلالية لعدد من القصائد مثل: "أربعة" و"استخارة" و"تعبت أسولف لك" التي نجد البيتين الأوليين منها في (ص96) ثم نجد البيتين الثالث والرابع من نفس القصيدة في صفحة قريبة هي (ص98)، وتتجلّى لنا أوضح النماذج على العشوائية في الاختيار في (ص41) التي يرد فيها البيتان الأولان من قصيدة "احتياج" مع أنهما بيتان مبتوران ولا يستغنيان عن الأبيات اللاحقة بهما بأي حالٍ من الأحوال، وتتجلى العشوائية أيضًا في (ص104) التي يرد فيها البيتان الثالث والرابع من قصيدة المساعد الرائعة (صدفة) مع أن هذين البيتين لا يكتفيان بذاتهما خلافًا لأبيات أخرى من القصيدة يسهل اجتزاؤها واستقلالها. أعتمدُ في تسجيل هذه الملاحظات على الطبعة السادسة لديوان (ما علمك صوت المطر؟!) الذي صدرت طبعته الأولى في مارس 2014م عن دار مدارك، ومع ذلك يُمكن تسجيل مُلاحظة أخرى تدل على عدم العناية بمراجعة الديوان وتصويب أخطائه، إذ يمكن بسهولة مُلاحظة أخطاء إملائية ومطبعية وتكرار بعض الأبيات والمقاطع الشعرية في مواضع مُختلفة من الديوان نفسه، ففي (ص88) يقول الشاعر: إنتي البنت الأخيرة في حياتي وإنتي أول بنت لأسميها الأخيرة ويتكرر البيت نفسه في (ص178). ويقول الشاعر في (ص144): بالله أجل هذي سواليف تنقال؟ ما عندك إلا كانت فلانه وكنت تفضح بنات الناس وتقول رجال ما فيه رجّال يتمرجل على بنت فهذان البيتان يتكرران في صفحة لاحقة 174، ويحدث التكرار أيضًا في صفحتي 153 و176. هذه بعض الملاحظات السريعة التي لا يمكن لها التقليل من القيمة الشعرية في مادة (ما علمك صوت المطر) الذي تتناسب مادته مع طبيعة هذه المرحلة، لكن التنبيه إليها مني أو من غيري كفيل بإيصال صوت المبدع فهد المساعد وأمثاله من المبدعين بصورة أنقى وأجمل بإذن الله.