انتشرت مؤخراً ظاهرة خطيرة أصبحت تؤرق الأهالي وهي ظاهرة السرقات في العرضية الشمالية بل كانت هذه السرقات في وضح النهار حيث تمكن اللصوص من سرقة بعض المحال التجارية ومحل للذهب والمجوهرات تحت تهديد السلاح بالإضافة إلى سرقة منازل مواطنين والغريب أن الثلاث العمليات للسطو المسلح تمت في ظرف أسبوعين ولم يعرف إن كان الفاعل من الشباب العاطلين الكثر في المنطقة أم من العمالة السائبة التي تجوب ليل نهار رغم تواجد دوريات الجوازات بمنطقة الباحة رغم أن العرضية الشمالية لا تتبعها إدارياً فهي تتبع محافظة القنفذة ولكن بدافع الحس الوطني تقوم دوريات الجوازات بالباحة بتمشيط المنطقة والقبض على العمالة المخالفة سواء مخالفي نظام العمل أو الإقامة.. ولكن المشكلة تظل قائمة من هذه العمالة غير النظامية لما تسببه من قضايا أمنية وتثير مخاوف الأهالي في ظل وجود هذه العمالة التي تسرح وتمرح دون رقيب بل تتواجد عياناً وفي أماكن عامة. وللوقوف على حقيقة هذه العمالة غير النظامية التي تجوب القرى والهجر كان ل «الرياض» جولة على العرضية الشمالية والتي تبعد عن الباحة حوالي 60 كلم وتتبع إدارياً محافظة القنفذة وتبعد عنها أكثر من 160 كلم ورصدنا خلال هذه الجولة أعداداً كبيرة من العمالة غير النظامية تجوب وسط المركز (نمرة) وفي القرى والهجر في وضح النهار دون خوف أو مبالاة فتجدهم في الأماكن العامة ينتظرون المواطن الذي يرغب في تشغيلهم في أي مهنة، وتجدهم يسكنون في بعض المنازل المهجورة وتكون قريبة من القرية مما يثير مخاوف الأهالي فأصبح هذا العامل مصدر خوف وازعاج للأسر وحدثت عدة قضايا أمنية بالعرضية الشمالية شملت القتل والنهب والمضاربة والسطو المسلح على المحال التجارية وغيرها وكلها على ما يبدو من هذه العمالة غير النظامية أو من قبل بعض الشباب العاطلين الذين يتعاونون مع هذه العمالة غير النظامية. وقد ألقت شرطة العرضية الشمالية قبل أشهر تقريباً القبض على مجموعة من الشباب السعوديين العاطلين ومعهم وافد يمني تخصصوا في سرقة المحلات التجارية والمنازل وسرقة السيارات وصدر حكم شرعي بحقهم وهم لا زالوا في السجن لقضاء المحكومية الشرعية بحقهم. وقد يحدث أحياناً سرقات وحوادث جنائية ولم يعرف الجاني وربما يكون وافداً غير نظامي ثم يهرب إلى منطقة أخرى وربما يغادر إلى بلاده وتظل القضية مسجلة ضد مجهول بسبب تفشي هذه الظاهرة الغريبة وحدثت عدة حوادث وقصص أدمت قلوب الأهالي وافزعتهم.. إن هذه العمالة والتي تأخذ من الجبال والمنازل المهجورة سكناً لها تتسبب في ترويع الأهالي وقد تحدث تجاوزات من بعض المواطنين من خلال تشغيل هذه العمالة المجهولة. فعلاً إنها مأساة لهذه المنطقة التي هي بحاجة إلى مركز للجوازات لملاحقة هذه العمالة غير النظامية التي أصبحت هاجساً يؤرق الأهالي وهي بحاجة ماسة جداً لذلك وكذلك الدعم لمخفر الشرطة وافتتاح مخافر جديدة للشرطة في القرى الكبيرة بالمنطقة مع أهمية ايجاد دوريات أمنية تجوب القرى والهجر للقضاء على هذه العمالة السائبة وضبط الأمن في منطقة مترامية الأطراف يبلغ تعداد سكانها فوق سبعين ألف نسمة تقريباً. المواطن محسن علي السهيمي أكد ل «الرياض» أن أهم أسباب تفشي مثل هذه الظاهرة هو تصنيف العرضية الشمالية كمركز في حين انها يفترض أن تكون محافظة نظراً لاتساع مساحتها التي تقرب من 60 كلم بالإضافة إلى كثرة العمالة السائبة في بطون الأودية وسفوح الجبال وهذا التصنيف جعل العرضية الشمالية لا يوجد بها سوى مخفر للشرطة في حاضرتها نمرة لا يتجاوز العاملون فيه ليلاً الخمسة أفراد وربما أقل ومع هذا بها قضايا كثيرة. لقد طالبنا من منطلق الحرص على أمن وطننا العزيز ولا يزال أملنا كبيراً في ولاة أمرنا حفظهم الله في أن يضعوا حلاً لهذه المعاناة متمثلاً في تصنيف العرضية الشمالية كمحافظة لتحظى بخدمات أميز وأفضل.