كثيراً ما أصبحنا نردد حين السفر للخارج عبارة "ليس العرب كثيرين بهذه المنطقة أو تلك" أو "لايوجد خليجيون كثر" أو "لا توجد جنسية محددة" لماذا وصلنا مرحلة -للبعض- أنه لا يفضل وجود جنسيات محددة بالخارج سواء بمدينة أو منطقة بذاتها؟! هذا موجود ولا يمكن أن ينكره البعض، أصبحنا طاردين لبعضنا؛ السبب باختصار هو الإساءات السلوكية التي تحصل وتحدث، والصور كثيرة ولا أريد الخوض بها، ولكن هي سلوكيات للأسف تتعلق بالتعامل والأخلاقيات أو سلوكيات أو تجمعات أو مضايقات وغيره كثير مما يمارس، ونسمع الأن دولاً -إن صدق ما يتناقل- بدأت أو تفكر بسن قوانين مشددة سلوكية ضد السياح الخليجيين بالذات، أو جنسيات قد تكون محددة. ما نشاهده في الخارج من سلوكيات حقيقة هي مسيئة وسيئة، وتتعلق باحترام الذوق العام، والسلوكيات والنظافة، وفرض العادات والتقاليد ببلادنا للبلاد التي نتجه لها سياحيا، ناهيك عن التجمعات والمضايقات الكثيرة، حتى أننا نجد "الخليجيين خصوصا" يمشون بالشوارع وهم مطرزون بمختلف الماركات والاستفزاز للآخرين ظناً منهم أنهم ملفتون للأهمية أو يثيرون التعجب والإعجاب، قد تعرف الخليجية من خلال الماركات التي تبدأ من أخمص القدمين إلى أعلى رأسها، ولا أفهم أي نوع من السياحة هذه وأسلوب المبارزات والتفاخر الخليجي الذي ينتقل من بلاد الخليج لأوروبا أو أميركا، ناهيك عن الشباب والسلوكيات قبل الممارسات المسيئة. طفرة الخليجيين من الفقر الشديد قبل عقود وقبل النفط إلى فورة المال، خلقت مجتمعاً غير متوازن بالسلوكيات، لم يجد إلا المال لكي يكون مثيراً ومهماً ويلفت النظر في فئة منه، وأشدد على عدم التعميم، ولكن القلة يضرون الأكثرية بهذه السلوكيات التي نشاهدها، وهذا ما يجب أن نتنبه له كثيراً ونعمل عليه بجد من التوعية بالسلوكيات الحميدة ليس للخارج بل حتى بالداخل أولاً وقبلاً، نحن نحتاج الكثير، فنجد حالات كأنها انفصام بالسلوكيات، تجده بالمظهر الخارجي والحديث هو المثالي الأفضل، ولكن حين تأتي الممارسة والسلوك العام بالخارج أي بالشارع نجد شيئاً مختلفاً، يجب أن يكون سلوكنا وإيماننا الداخلي كما هو الخارجي والتعامل به، وأن تكون مصداقيتنا مع أنفسنا سلوكاً عاماً بكل مكان، وهذا هو التحدي الحقيقي الذي يجب أن يرسخ بمجتمعنا؛ وإلا لماذا نحترم القوانين ونلتزم بها بالخارج بمجرد سفرنا ثم نعود كما كنا حين نرجع؟! لأن الغالبية ترا أنه سلوك مجتمعي كلي لا يمكن السيطرة عليه، وهذا غير صحيح، لأننا نحتاج التوعية السليمة والقوانين الملزمة الحازمة التي لا تستثني، وأن يكون هناك أيضا وعي مجتمعي بأن المواطن نفسه يحاسب المخالف من مواطن آخر، لا يكفي أن ننتظر قانون وجهات رسمية، حتى المواطن نفسه له دور ولو بكلمة وملاحظة، نحتاج لجهد جماعي مجتمعي ووعي أكبر، نحتاج أن نكون مثال المسلم الحقيقي الذي لا يكذب ولا يسيء ولا يؤذي، ويتحلى بالنظافة واحترام الحقوق، والكثير من صفات المسلمين التي هي من صفات المسلم الحقيقي، نحتاج فقط أن نطبق الإسلام الحقيقي بسلوكياتنا وتعاملاتنا.. فقط لا غير.