تأمل شركة جديدة لصناعة السيارات في كاليفورنيا بأن يسهم نموذجها التجريبي من السيارات الفارهة الصديقة للبيئة في إعادة صياغة مفهوم صناعة السيارات في المستقبل لأن المركبة الحديثة لن تخرج من خطوط الإنتاج والتجميع التقليدية بل بالاستعانة بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد. قضى كيفن زينجر من شركة (دافيرجنت مايكروفاكتوريز) معظم حياته العملية في حقل صناعة السيارات، وأدرك يوما ما أنه مهما كانت درجة كفاءة استهلاك الوقود وقلة الانبعاثات الغازية الناجمة عن السيارات الحديثة إلا أنها تدمر البيئة. وقال زينجر في مقابلة مع رويترز في وادي السليكون "أدت تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد إلى تغييرات جذرية في هذا الأمر، ويجب أن ينظر إلى هذه التقنية ليس من خلال التركيب الإجمالي بل ابتكار هياكل معيارية منفردة لأنها تغير كل شيء". وقال: إن هذه التقنية تغير كل شيء من خلال تعديل الطريقة التي تصنع بها المكونات التركيبية الهيكلية للسيارات إذ يجري حاليا تركيب أجزاء السيارات في خطوط إنتاج بمصانع ضخمة تستخدم كمّا هائلا من الطاقة. وحتى أكثر المصانع من حيث كفاءة استخدام وقود السيارات لديها بصمة كربونية. والبصمة الكربونية مؤشر للتعبير عن كمية الانبعاثات الكربونية الناتجة عن قيام مركبة أو مصنع بحرق الوقود الحفري مثل النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري المستخدم في إنتاج الطاقة الكهربية ووسائل النقل المختلفة والنشاطات الصناعية. وقال زينجر: إن نهج الفريق المعاون له هو استبعاد المصانع الكبيرة من المعادلة، ثم اللجوء إلى تقنية الطباعة المجسمة للأجزاء القياسية لإنتاج هياكل السيارات من ألياف الكربون. وأشار إلى أن هذا الهيكل يزن 102 رطل، وله نفس خواص المتانة والأمان والحماية للهيكل المصنوع من الصلب أو الألمنيوم. وفي هذه الحالة تزن السيارة بالكامل 625 كلجم مع الاحتفاظ بمعايير تناسب وزن السيارة مع قدرتها بالحصان التي تصل إلى 700 حصان، وتسير بالغاز الطبيعي ما يؤدي إلى الإقلال من بصمتها الكربونية. وقال مصممو السيارة الحديثة: إن هدفهم النهائي هو أن تكون صديقة للبيئة مع الاهتمام بالجوانب الجمالية للمركبة، مشيرين إلى أن السيارات الكهربائية مجرد خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها لا تصلح منفردة للحد من الانبعاثات الغازية.