قضية اختطاف تعليمنا لستُ أول من صرح بها وفجرها في مجتمع ساكن آمن مطمئن؛ بل فجرها من وقفوا على الاختطاف وشهدوه وصدعوا بالحق ضد الداء والغش ممن شعروا بمسؤوليتهم السياسية والأمنية والاجتماعية تجاه وطنهم وأمنه وأبنائه ودينهم، وآخرون من أولي الفكر والتجربة رأوا ذلك وأيدوا ذلك، وكتبوا فيه المطولات؛ وإني لأستعيدها اليوم بحمولاتها الدينية لأن الأمن مطلب ديني، وبحمولاتها التربوية لأن التربية رشد وصناعة سلام ومحبة وتنمية، وتنوير، وليست تعصبا لهوى وتسلطا، وصناعة لأعداء وهميين! أستعيد ذلك لأننا في مواجهة الفتنة التي قادها التشدد الذي استبد بمفاصل تعليمنا ومناهجه والقرار فيه. بعد أيام يعود أبناؤنا وبناتنا إلى مقاعد الدراسة في المدارس والجامعات وأجواء أحاديثهم أصدقاء لهم سمعوا عن أنبائهم منهم من خرج إلى الدواعش، ومنهم من فجر جامعا آمنا، ومنهم من هو مطلوب للجهات الأمنية، وتدور بينهم مقاطع لبعض هذا، وأخرى لمن قتل أباه، ومن قتل خاله (أعاذنا الله من كل ذلك). تعليمنا الذي نشتاق إليه هو التعليم الآمن الذي ينبغي أن نسند أمانته لمن تحركه غيرة الدين وليس لأولئك المزايدين الذين قد لا أتجاوز إذا قلتُ إنهم خطفوا الدين وأفراحنا وقوام حياتنا. سأضرب لكم اليوم مثالا واحدا في تغييب نص قرآني عن مناهجنا ووعظنا وإرشادنا هذا النص هو الآيتان 93 ،94 من سورة النساء عن جزاء قاتل المؤمن عمدا في الأولى والنهي عن إخراج من ألقى السلام من الإيمان في الثانية ابتغاء عرض الحياة الدنيا، ومن يذكر شريطا صحويا ارشد لذلك ينبهني إليه، ومن يذكر مقررا دراسيا انطلق من هذا النص يرشدني إليه. إني على قناعة ألا وقت للتلاوم، وعلى ثقة فيمن يعيد إلينا تعليمنا ابتداء من القيادة ومجلس الشؤون السياسية والأمنية، وانتهاء بالمسؤولين المباشرين عن التعليم بعد التأكد من توجيه وإرشاد ذوي التشدد في التعليم بمستوييه، والله الهادي إلى سواء السبيل