نجحت قوات من الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، امس، في السيطرة على مزيد من المناطق الواقعة بين مدينة عدن ومحافظة لحج، في تقدم من شأنه تضييق الخناق على ميليشيات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح صالح والحوثي في جنوب اليمن. وقالت مصادر عسكرية ل"الرياض" إن القوات الحكومية، بدعم من مقاتلي المقاومة، سيطرت على منطقة العلم عند المدخل الشرقي لعدن، والذي يربط عدن مع ابين غداة سيطرتها على البساتين ومزارع جعولة وقرية الفلاحين على مداخل محافظة لحج. وتمكنت القوات الموالية للشرعية من السيطرة على المنطقة إثر مواجهات، وصفتها المصادر بالضارية، في المناطق الواصلة بين مدينة عدن ومحافظة لحج، أسفرت عن مقتل 6 مقاتلين من المقاومة، و11 حوثيا. وبهذا تصبح المدينة الخضراء في أطراف عدن هي الملاذ الأخير لميليشيا الحوثي وصالح في أطراف مدينة ومن ثم قاعدة العند الجوية ومدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. وفي أبين، سيطرت المقاومة على معظم أحياء مدينة لودر، أكبر مدن المحافظة، عقب معارك استمرت لثلاثة أيام، وأوقعت 25 قتيلا من ميليشيات الحوثي وصالح و13 مقاوما. فيما تم اسر 35 اخرين من ميليشيات الحوثي وصالح. وتمت السيطرة على جبل يسوف الاستراتيجي وبعض المناطق الاخرى. كما تمت السيطرة على معدات عسكرية وحربية كبيرة تابعة للحوثين. وتسعى القوات الحكومية من خلال هذه المواجهات إلى تحقيق المزيد من الانتصارات وتأمين عدن التي نجحت في تحريرها قبل أسابيع، مما يمكنها من إحكام الطوق على فلول المتمردين وتحرير لحج، وغيرها من المحافظات. في نفس السياق، يحكم رجال المقاومة حصارهم على قاعدة العند العسكرية من كل الاتجاهات، والتي يتحصن فيها مسلحو الجماعة، في الوقت التي ما تزال المعارك المحدودة في محيط القاعدة مستمرة. ويسعى الحوثيون مهاجمة المقاومة لخلخلة الحصار المفروض والمشدد على القاعدة. هذا وقالت مصادر وسكان محليون إن حرب شوارع دارت في مدينة الحوطة بمحافظة لحج الاربعاء في مساعٍ للمقاومة السيطرة مجدداً على المدينة وتحريرها من الحوثيين. وكشف المتحدث باسم المقاومة، علي الأحمدي، عن استهداف "نقاط المراقبة في سور قاعدة العند" الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي وصالح بصواريخ الكاتيوشا ومضاد الدروع. وأكد الأحمدي في تصريحات صحافية أن "وحدات خاصة من الجيش الوطني معززة برجال المقاومة على أهبة الاستعداد لاقتحام القاعدة من جهة مصنع الإسمنت". واستمرت طائرات التحالف العربي في مساندة التقدم الميداني للقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، حيث شنت امس غارات على مواقع المتمردين في عدة مناطق من محافظة مأرب. وقالت مصادر محلية ل"الرياض" إن 13 مسلحاً حوثياً على الأقل قتلوا امس جراء غارات على مواقع متفرقة بمأرب. واضافت المصادر إن نحو سبع غارات جوية شنها طيران التحالف منذ ساعات الصباح الاولى، على مواقع وتجمعات وآليات لميليشيا الحوثي وصالح في جبهتي، "الجفينة، والفاو" جنوب غربي المحافظة. وأشارت المصادر إلى أن غارتين صباح امس في منطقة الفاو استهدفت إحداها تجمعا للحوثيين وقتلت ستة من المسلحين، بينما استهدفت الأخرى عربة مدرعة نوع (بي تي آر) ما أدى لتدميرها وقتل اثنين من طاقمها. وفي الساعات الأولى من صباح امس استهدفت إحدى الغارات دبابة تابعه للحوثيين في منطقة الجفينة ودمرتها بالكامل وقتل خمسة من طاقمها. بينما استهدفت غارة أخرى مدفع هاون تابع للحوثيين وتم تدميره في جبهة الجفينة. وفي وقت متأخر من مساء الاربعاء قصف الطيران موقعاً للدفاع الجوي بمدينة الحديدة غربي اليمن. وفشلت هدنة إنسانية أعلنت قوات التحالف عن بدءها الأحد الماضي، لكن خروقات جماعة الحوثيين وصالح للهدنة حال دون تحقيقها. وفي مدينة تعز سقط عشرات القتلى والجرحى في مواجهات عنيفة شهدتها مناطق متفرقة من المدينة مساء الاربعاء. وهزت انفجارات عنيفة مدينة جراء قصف الحوثيون وقوات صالح بالدبابات ولمدفعية الثقيلة أماكن متفرقة من المدينة. وذكرت مصادر محلية ان ميليشيات صالح والحوثي قصفت بقذائف الهاون والهوزر والدبابات أحياء سكنية منها حي الروضة، احياء و"القمط" . كما استهدف القصف العنيف عقبة شارع 26 والجمهوري وادارة الامن وكلية الآداب المجاورة في محاولة لمنع تقدم مسلحي المقاومة الذين أصبحوا على مقربة من مبنى إدارة الأمن. وطال القصف قرى في جبل صبر المطل على المدينة. اذ احرزت المقاومة الشعبية تقدما كبيرا في عدد من الجبهات القتالية وسط وغرب المدينة. ففي وسط المدينة تقدمت المقاومة الشعبية باتجاه ادارة امن محافظة تعز وسيطرت على حديقة غاردن سيتي القريبة من ادارة الامن في المحافظة بعد مواجهات سقط فيها قتلى و جرحى من الطرفين. كما دارت معارك بين الجيش الوطني الشرعي والمسنود بمقاتلي المقاومة مع الحوثين وقوات صالح في منطقة الضباب. كما تمكنت من تدمير دبابة تابعة لمليشيات الحوثيين وقوات اصالح، بجوار محطة الجهيم في حي كلابه. وتزامن هذا مع وصول تعزيزات عسكرية ومقاتلين للحوثين وقوات صالح الى بعض جبهات القتال في تعز منها كلابة والحرير شمالي شرق المدينة. وفي صنعاء، شهدت شوارع المدينة انتشارا مكثفا لميليشيات الحوثي وصالح، فيما سمع دوي انفجارات في الاحياء الشمالية والشرقية للمدينة مساء الاربعاء. وقال سكان محليون ل"الرياض" ان الحوثين وقوات صالح قاموا بتجريب للدبابات والمدفعية في بعض المعسكرات تخوفا من اية قلاقل او مواجهات قد تشهدها العاصمة . واشارت المصادر الى ان الحوثيين يخشون الان على وضع صنعاء بعد التقدم الكبير الذي احرزته المقاومة في عدن والمناطق المحيطة بها. وشوهد انتشار لنقاط كثيرة في شارع القيادة وبعض الشوارع الاخرى. عنصر من المقاومة الشعبية يقف على ظهر دبابة في عدن (ا ف ب)