في الثاني من ديسمبر لعام 2010 أعلن جوزيف بلاتر عن فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022 بعد ان اكتسح الملف القطري ملفات اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الاميركية واستراليا، وهو فوز لم يكن حدثا عابرا بل شكل انتصاراً معنوياً كبيراً لكل عربي ومسلم وكان بمثابة الفخر لكل خليجي وتحديداً القطريين الذين ابهروا العالم بملفهم الاستثنائي الذي قدمه فريق شاب مبدع ومتمكن اجبر الجميع على الوقوف والتصفيق لهم بحرارة. بعدها تباينت ردود الافعال ما بين فرِحٌ مهنّئ ومصدومٌ مشكك، فمن الدوحة انطلقت الافراح وانهالت التهاني الصادقة على القطريين من كل حدب وصوب، وفي الجانب الغربي كان هناك ذهول وصدمة وعدم تقبل لفوز دولة عربية باستضافة كأس العالم على حساب اميركا واليابان، وبدأوا يشككون في قدرة قطر على التنظيم وعلى تطبيق ملف الترشيح على ارض الواقع. ولأنني كنت فرحا لقطر واهلها عشت احتفالاتهم بهذا المنجز من خلال برنامج المجلس الذي وضعنا في قلب الحدث، ولفت نظري وقتها الحديث المتزن للفريق الذي اشتغل على الملف بقيادة حسن الذوادي الذي لم يبالغ بالفرحة بل اتجه جل حديثه مع فريق العمل إلى أن فوز قطر بتنظيم كأس العالم يعتبر الاعلان الرسمي للعمل الجاد على تطبيق الملف القطري على ارض الواقع وان المسؤولية اصبحت مضاعفة والتحدي اكبر. الانجليز والاميركان لم يتقبلوا فوز قطر باستضافة كأس العالم، لذا بدأوا بعد مرور عام من الفوز القطري بالهمز واللمز في ان هناك فسادا ماليا منح روسياوقطر حق استضافة كأسي العالم 2018 /2022 وكأني بهم يمهدون لسيناريو سيظهر، وهذا بالضبط ماحدث، فبعد اربعة اعوام من العمل القطري الدؤوب في تجهيز البنية التحتية وإنشاء الملاعب بشكل مبهر وجذاب، وبعد ان تيقن الانجليز ان القطريين قادرون على تحويل الوعود لواقع كما حولوا المستحيل لممكن، بدأوا في ورقة الضغط على (الفيفا) للتحقيق مع بعض اعضاء اللجنة التنفيذية لاختيار البلد المنظم لكأس العالم بتهمة الفساد في اشارة لعدم احقية قطروروسيا بالتظيم. وتم بالفعل تحقيقات في هذا الشأن انتهت بإعلان بلاتر سلامة الملف القطري والتأكيد على اقامة بطولة 2022 في قطر، الانجليز جن جنونهم فبدأوا في تحالفات ومؤامرات قبل انتخابات (فيفا) الاخيرة ولعبوا بورقة الحسين بن علي ولكنهم فشلوا أمام دهاء بلاتر وخبرته الانتخابية. لم يتبق أمام الانجليز والاميركان الا رفع كرت الفساد المالي مجدداً، حين بدأوا البحث والتنقيب في حسابات مسؤولين في (الفيفا) لعلهم يجدون أي رائحة فساد ليلصقوها بالملف القطري، وبحكم ان حال (الفيفا) هذا كحال اي منظمة يستحيل ان تضمن نزاهة جميع منسوبيها مهما بلغت هذه المنظمة من نزاهة، فقد اعلن الاميركان عن تحويلات مشبوهة لحساب أحد مسؤولي الاتحاد الدولي، وتزامن مع هذا الاعلان استقالة بلاتر من رئاسة (الفيفا) بعد ايام قليلة من فوزه بفترة رئاسية جديدة. المتوقع ان الغرب لن يرتاح حتى يعدل مسار كأس العالم 2022 لبلد آخر، والبداية ستكون بتسهيل الطريق لبلاتيني لرئاسة (الفيفا)، بعدها سيتم حبك سيناريو ابعاد قطر عن استضافة كأس العالم، لذا ننصح بأن يتنبه القطريون لهذا الشيء ويعملون على احباط اي محاولات من هذا النوع. * إدارة وتسويق رياضي