سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير تركي الفيصل: الإرهاب أكبر تهديد للسلام والاستقرار العالميين وعلى الولايات المتحدة أن تضاعف مساعيها لإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي أكد أن المملكة من أكثر المتضررين من الإرهاب في خطاب أمام نادي الصحافة الوطني في واشنطن :
ألقى صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة، خطابا جامعا صباح الثلاثاء، في نادي الصحافة الوطني، في العاصمة واشنطن، وذلك ضمن المؤتمر السنوي ل «مركز الشرق الأوسط» المنعقد في العاصمة الأمريكية. بدأ سموه حديثه عن الإرهاب قائلاً إن : «الإرهاب استطاع أن يشوه العالم. إن لا شيء يجعله، إرهابا مصيبا. ولاشيء يستطيع تبريره. لقد مزق مجتمعات.....وحاول أن يحول الأصدقاء إلى أعداء. لقد اصبح الإرهاب أكبر تهديد للسلام والاستقرار العالميين». وأضاف سموه، بأن منظمة «القاعدة» هي : «مجموعة شيطانية تحمل جدول أعمال سياسياً إرهابياً، وهي تعمل على نشر الذعر، وتحطيم العلاقات والعداء بين الشعوب. وقد إدينت هذه المجموعة من قبل كل عاقل ومن جانب كل حكومة. ومن جانب كل الشعوب من جميع الألوان والعقائد والمذاهب من الشمال والجنوب ومن الشرق والغرب». وقال سموه إن العمليات الإرهابية تؤثر علينا جميعا نحن بني البشر، وبالتالي فإن الإرهابيين مجرمون. وأضاف أن :«القاعدة، ليست، ولم تكن في يوم من الإيام ممثلة للدين الإسلامي أو الإسلام.....إن المسلمين هم من أهل الكتاب» قال السفير تركي الفيصل. وقال في هجومه الكاسح على الإرهابيين، إن هؤلاء الإرهابيين يقولون إنهم مخلصون للإسلام، ومؤمنون بالله، ولكن في الواقع هذا غير صحيح. إنهم يستغلون الإسلام بشكل خاطئ، ويحرفون التعاليم الإسلامية :«إنهم على خطأ تام، وبعيدون جدا عن التعاليم الإسلامية. إن هذا (أي عملهم)ليس الإسلام، وأعمالهم ليست برضى الله». وأضاف أن التحدي هو للعالم، ولهذا فإنه يجب أن يكون هناك تعاونا عالميا لمحاربة الإرهاب، لأنه من الصعب على دولة واحدة أن تقوم بهذا العمل. وأضاف :«أيها السيدات والسادة، إنه حان الوقت للعالم كله أن يتحرك». وتطرق سموه بعد ذلك إلى القضية الفلسطينية، والصراع العربي - الإسرائيلي، فقال إن هذا الصراع : «كان ولايزال جرحا مفتوحا في الشرق الأوسط أكثر من خمسة عقود ...وحسب الإحصائيات التي جاء بها معهد الدراسات الإستراتيجية، في لندن فإنه منذ عام 1978 قتل ثلاثون الف إنسان، وخلال السنوات الخمس الأخيرة أربعة آلاف إنسان بسبب هذا الصراع». وأشار سموه إلى قبول مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في بيروت عام 2002، المبادرة السعودية التي تقدم بها في حينه ولي العهد، وخادم الحرمين الشريفين اليوم، والمعروفة الآن ب «مبادرة السلام العربية»، والتي تدعو إلى :«أن تقوم دولة فلسطينية عاصمتها القدس، على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967، مقابل اعتراف جميع الدول العربية بإسرائيل. إلا أن إسرائيل رفضت ذلك». وأضاف سموه أنه يجب على العالم أن يتحرك الآن لحل هذه القضية، وهو يحمل تعهدا عادلا. ومن المعروف، أضاف، إن الولاياتالمتحدة هي الدولة الوحيدة التي تستطيع أن تلعب دورا أساسيا ومهما في هذا المجال وان عليها مضاعفة المساعي لإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي وأشار إلى تعهد الرئيس بوش بإقامة الدولة الفلسطينية. وأشار سموه إلى الوضع في العراق، وإلى الجهود العربية الرامية إلى الوصول للاستقرار، مشيرا إلى الجهود التي تقوم بها الجامعة العربية، وسكرتيرها السيد عمرو موسى. وقال إن الشعب العراقي يتطلع إلى الاستقرار. وعن أفغانستان، قال سموه إن الشعب الأفغاني يعاني منذ 25سنة وأكثر. لقد تعرض للغزو، وللحرب الأهلية، ومن ثم ظهور (القاعدة) على أراضيه. ولكن اليوم هناك أمل بالنسبة للشعب الأفغاني ويجب علينا دعم جهوده في إقامة حكومته الوطنية. وقال الامير تركي في خطابه ان هناك من يظنون ان الموجة الحالية من الارهاب تنطلق من المملكة وان المملكة تؤيدها. واضاف «هذا غير صحيح بالمرة. لقد عانينا من الإرهاب. ونحن لانؤيدهم. ولا نمولهم. هؤلاء الارهابيون ضدنا مثلما هم ضدكم». وألقى الامير تركي بالمسئولية عن إثارة حفيظة اتباع تنظيم (القاعدة) على «التعامل غير المتوازن» الخاص بالشؤون المتعلقة باسرائيل والفلسطينيين.