إنه أسبوع حزين على عالمنا العربي الذي جرحه الإرهاب والتطرف بكل خبث.. في الكويت بسلمها وتعايشها الاجتماعي ومحاولات زرع الطائفية بها.. وتونس في اقتصادها وضرب الحركة السياحية المتميزة بها.. وأخيراً مصر في سيادتها وأمنها القومي.. وكما ذكرت في مقال سابق بأن ما حدث من جرائم إرهابية في الكويت وتونس ينعكس إيجابياً على تلاحم وتماسك الشعبين ضد الإرهاب فإني أيضاً أكرر نفس النظرة عن مصر، ومن يقرأ تاريخ مصر يدرك ما أقول.. مصر بحكم موقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية كانت محل اهتمام الدول الأوروبية، وأيضاً زادت مصر تقاربها مع أوروبا عبر البعثات التي كانت لعدة دول أوروبية، في وقت كانت أوروبا تعيش حراكاً ثقافياً مهماً أثبت لتأسيس جيل مثقف لتكوين مؤسسات متنوعة ومهمة مثل القانون والصحافة والفن، وخلال الزمن الملكي أيضاً تشكّلت نخب ثقافية وأحزاب زرعت الحس الوطني مثل: «حزب الوفد وحزب مصر الفتاة»، ومع وجود بنية قوية للمسرح والصحافة ترسّخ الوعي الوطني الذي يسمو فوق الطائفية والعنصرية، ولا يزال الإخوة في مصر - إلى اليوم - يضعون صورة مكرم عبيد باشا المسيحي بجوار الزعيم المسلم سعد زغلول لزعماء وطنيين ناضلوا من أجل استقلال وكرامة مصر.. هذا الوعي الوطني بين المصريين هو الذي جعل مصر تتجاوز كل رياح الإرهاب التي مرّت بها منذ اغتيال أحمد ماهر باشا على يد الإرهاب والتطرف في أربعينيات القرن الماضي، ومروراً بالأحداث الإرهابية التي تعرضت لها مصر خلال تلك السنوات خصوصاً خلال الحملة الإرهابية التي تعرضت لها في التسعينيات التي تعمدت ضرب منطقة الأقصر والمواقع التاريخية لتدمير السياحة المصرية.. بالإضافة لما تعرضت له مصر منذ عامين.. إلا أن مصر كانت تنتصر والإرهاب هو من يخسر، والسبب المباشر وعْي المصريين بوطنيتهم وخسّة الإرهاب.. لمراسلة الكاتب: [email protected]