ارتفعت حصيلة تحطم طائرة لسلاح الجو الإندونيسي الثلاثاء في منطقة مأهولة في مدينة ميدان بجزيرة سومطرة، إلى 142 قتيلا يوم أمس كما قالت شرطة ميدان في بيان لها، فيما استمرت عمليات البحث عن ضحايا آخرين بين الانقاض. وكانت طائرة هيركوليس سي-130 المصنوعة منذ 51 عاما، أقلعت وعلى متنها 122 شخصا من قاعدة عسكرية في ميدان وتحطمت بعد فترة وجيزة في منطقة سكنية حديثة البناء في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة. وقد تحطمت الطائرة بالكامل تقريبا بعد اصطدامها بفندق وناد للتدليك، وجناحاها هما الجزءان الوحيدان اللذان ما زال ممكنا التعرف اليهما بين الانقاض. ومعظم ركاب الطائرة هم أفراد عائلات من عسكريين ونساء. ولم يعرف حتى الآن عدد الأشخاص الذين قضوا على الأرض في الحادث. وما زالت جثث الضحايا تصل لى مشرحة مستشفى ميدان حيث تتواصل عمليات تحديد هويات الضحايا. ويقوم عناصر إنقاذ ورجال شرطة وجنود بإزالة الركام في مكان تحطم الطائرة، وسط الانقاض وكتل الاسمنت. وتحول جزء من بناية من ثلاثة طوابق إلى انقاض متفحمة. وتحدث شخص شهد الكارثة، لوكالة فرانس برس الأربعاء، عن مشاهد مرعبة عندما اصطدمت طائرة كانت تحلق على ارتفاع منخفض ببناية عند الظهر. وقال إن "ألسنة اللهب فاقت ارتفاع بناية من أربعة طوابق". وقال تومباك نايباهو الذي يعمل في مرآب لتصليح الإطارات إن "الجميع كان يصرخ ومرعوبا"، موضحا أن مئات الاشخاص كانوا في تلك المنطقة لدى وقوع الحادث. وأضاف "ظننت أن ما يحصل هجوم ارهابي أو شيء من هذا القبيل. رأيت رجلا كانت ثيابه تحترق يركض بين الانقاض. كان وجهه مغطى بالدم والغبار والرماد". وقال "شعرت بخوف لم أشعر به من قبل، ظننت أني سأموت". وتكشف هذه الكارثة مرة جديدة عن تخلف إندونيسيا على صعيد السلامة الجوية. وهذا سادس حادث دموي تتعرض له طائرة عسكرية في العقد الأخير. وأمر الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو غداة الحادث بإجراء إعادة نظر شاملة في التجهيزات العسكرية القديمة في هذا البلد. وقال الرئيس الملقب جوكووي "كلفت وزير الدفاع وقائد القوات المسلحة إجراء إعادة تنظيم عميقة لإدارة التجهيزات العسكرية". ولم تعرف حتى الآن أسباب الحادث، لكن قائد الجيش قال الثلاثاء ان الطيار طلب العودة إلى القاعدة بعد إقلاعه، بسبب مشكلة في المحرك بالتأكيد. وهذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها ميدان لكارثة مماثلة. ففي عام 2005، تحطمت طائرة لشركة مندالا ارلاينز المحلية بعيد إقلاعها في منطقة مكتظة بالسكان، وأسفر تحطمها عن 150 قتيلا على الأقل. وقد حصل ذاك الحادث في الشارع نفسه الذي وقع فيه حادث يوم الثلاثاء، وهو جالان جيمان جينتينغ. وفي أبريل، اندلعت النار في مقاتلة إف-16 لدى إقلاعها من قاعدة عسكرية في جاكرتا، فاضطر الطيار إلى القفز بالمظلة من الطائرة المحترقة. وقد أصيب بجروح طفيفة. وفي ديسمبر 2014، هوت طائرة لشركة ار آجيا في البحر بعد نصف ساعة من إقلاعها من مدينة سورابايا متوجهة إلى سنغافورة، فلقي 162 شخصا كانوا فيها مصرعهم ومعظمهم من الإندونيسيين. رجال الإنقاذ ينتشلون إحدى الجثث من تحت الانقاض