شنت قوات الاحتلال في ساعات فجر أمس والليلة قبل الماضية المزيد من حملات الدهم والاعتقال تركزت في الخليل وبيت لحم، في حين قامت طواقم هندسية اسرائيلية بعملية مسح لأراض ملاصقة لجدار الفصل العنصري في قرية كفر ثلث بمحافظة قلقيلية تمهيدا على ما يبدو لمصادرتها. في غضون ذلك خرجت مئات المواطنين يتقدمهم الاطفال في جنين أمس في تشييع جثمان الطفل احمد اسماعيل الخطيب (11 عاما) الذي استشهد متأثرا بجراحه الخطيرة التي اصيب بها صبيحة يوم العيد بعدما فتح جنود الاحتلال النار عليه اثناء لهوه ببندقية بلاستيكية بزعم انهم ظنوه مقاتلا فلسطينيا مسلحا ببندقية حقيقية. وتقدم موكب التشييع العديد من المقاتلين الذين اطلقوا الرصاص في الهواء وتوعدوا بالاقتصاص من القتلة الاسرائيليين. وفي لفتة انسانية تبرعت عائلة الطفل الخطيب الذي قضى في احد المشافي الاسرائيلية مساء أول من امس بأعضائه لصالح مرضى فلسطينيين ويهود. وقال والد الطفل للاذاعة الاسرائيلية صباح أمس ان هذه البادرة بمثابة نداء من اجل وقف قتل الاطفال الابرياء من كل الاطراف وان يكون احمد آخر ضحايا جرائم القتل التي يقترفها جنود الاحتلال في الاراضي الفلسطينية. ومن اجل ان تستخدم اعضاؤه في انقاذ حياة بشر آخرين. من جهة اخرى، واصلت قوات الاحتلال حملات الدهم في الضفة الغربية، واعتقلت أمس خمسة مواطنين في منطقة الخليل، من ضمنهم فتاة زعمت انها عثرت بحوزتها على سكين ومحاولتها طعن احد الجنود المتمركزين عند مداخل الحرم الابراهيمي الشريف في البلدة القديمة من المدينة. وذكر مصدر مطلع أن جنود الاحتلال اعتقلوا الفتاة استقلال فارس مخلص القصراوي (15 عاما) خلال تواجدها قرب الحرم الإبراهيمي، وأجبروها على خلع بعض من ملابسها قبل اعتقالها بذريعة التفتيش. إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية الشاب شادي أبو حامد، بعد توقيفه من جنود دورية إسرائيلية في مركز «باب الزاوية» وسط الخليل. وفي بلدة صوريف، شمال غربي الخليل، التي دهمتها قوات الاحتلال وشنت عمليات دهم وتفتيش طالت العديد من منازلها، جرى اعتقال المواطنين سلامة محمد غنيمات أحد أفراد جهاز الاستخبارات العسكرية، ومهند محمد الهور، ومنير محمود أبو فارة. وفي بيت لحم، دهمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال مخيم الدهيشة وسط إطلاق كثيف للنيران والقنابل الصوتية وتمركزت وسطه، وحاصرت عدداً من منازل المواطنين، واعتقلت الشاب جعفر عزيز عودة. واجبر جنود الاحتلال المواطنين بالخروج من منازلهم وسط البرد القارس، وأجروا عمليات تفتيش دقيقة داخلها، وعبثوا بمحتوياتها وعاثوا فيها خرابا. وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال فجر أول من أمس الشاب أحمد الخراز أحد كوادر كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة «فتح»، في المدينة، ودمرت منزله خلال عملية الاعتقال. وذكرت مصادر في نابلس ان قوة من جيش الاحتلال حاصرت منزله الكائن في حي المخفية قرب جامعة النجاح الوطنية قبل أن تمطره بالقنابل الصوتية التي أدت إلى احتراق جزء من المنزل، في حين دمر الجنود ما تبقى منه قبل اعتقاله. من جانب آخر، قامت قوات الاحتلال، أمس، بعملية مسح في أراض تابعة لبلدة كفر ثلث، جنوب شرق قلقيلية، في خطوة جديدة على ما يبدو لمصادرتها. وقال مواطنون في البلدة إن مساحين إسرائيليين وصلوا إلى المنطقة برفقة قوة عسكرية كبيرة، وشرعوا بعملية مسح فيها. وذكر مسؤولون في مجلس البلدة أن المساحين الإسرائيليين نصبوا معداتهم في الأراضي الواقعة شرق البلدة ومساحتها 200 دونم، وتعود لعائلة المواطن أحمد مصطفى جابر، والمواطن يوسف مقبل. وفي اطار حملات الخداع والتضليل التي تمارسها سلطات الاحتلال في قضية البؤر الاستيطانية العشوائية، ذكرت مصادر اسرائيلية ان وزير الحرب الاسرائيلي شاؤول موفاز، اعطى تعليماته للجيش بهدم المباني الدائمة، التي اقيمت بدون ترخيص، في موقع «عموناه» الاستيطاني بجوار مستعمرة «عوفرا» شرق رام الله وذلك حتى نهاية كانون الثاني 2006. واشارت هذه المصادر الى ان النيابة العامة للدولة نقلت هذا البلاغ نهاية الاسبوع الى المحكمة العليا في أعقاب التماس رفعته حركة السلام الآن. واضافت: «في جهاز الأمن يستعدون لإمكانية المواجهة العنيفة مع المستوطنين. وقد اتبع البلاغ بتحفظ يقول «ان هدم المنازل سيتم حتى الموعد المقرر الا اذا لم يسمح الوضع الامني بذلك».