قاد بلاغ من مواطن إلى الاشتباه بتسجيل أول حالة لأنفلونزا الطيور في السعودية، بعد أن لاحظ نفوقا سريعا للدواجن في مزرعته، حيث تبدأ عوارض المرض بالكحة ثم إغماء الدواجن إلى أن تنفق. وهرعت فرقة من وزارة الزراعة إلى مزرعة مواطن في سراة عبيدة الذي أبلغ عن هذه الحالة التي لا حظها على مدى ثلاثة أيام، وأخذت عينات من الدواجن لإخضاعها للكشف مخبريا، كما عملت على رش الموقع بالكامل. وقال ل «الرياض الاقتصادي» سعيد بن مسفر القحطاني مدير فرع وزارة الزراعة في سراة عبيدة، وقفنا على الموقع، ولا يشتبه في أن تكون أنفلونزا طيور، وإنما قد تكون بسبب برودة الجو بحسب تأكيدات الطبيب البيطري الذي وصف الحالة بأنها عارضة وليست أنفلوزا الطيور. وأكد القحطاني على أنه تم بعث عينات من الدواجن إلى المختبر كإجراء احتياطي. يشار هنا إلى أن السعودية لم تسجل أي حالة لهذا الوباء بسبب الاحترازات التي تتبعها في وقف استيراد الدواجن من المناطق الموبوءة، فضلا عن الرقابة الميدانية الصارمة على مزارع الدواجن العاملة في البلاد. وأوضح المواطن عبد الله محمد آل راحلة صاحب البلاغ، إلى أنه تم إحالته وأسرته إلى مستشفى سراة عبيدة العام للكشف عليهم عبر فريق طبي، حيث تم طمأنتهم على وضعهم الصحي، مشيدا بسرعة تجاوب جهات الاختصاص مع بلاغه، حيث اتصل به مباشرة محافظ سراة عبيدة أحمد بن سعيد الشهراني. وتتجدد المخاوف كون الانسان يلتقط العدوى عن طريق الاحتكاك المباشر بالطيور المصابة بالمرض. ويخرج الفيروس من جسم الطيور مع فضلاتها التي تتحول إلى مسحوق ينقله الهواء. وتتشابه أعراض أنفلونزا الطيور مع العديد من أنواع الأنفلونزا الأخرى حيث يصيب الإنسان بالحمى واحتقان في الحلق والسعال. كما يمكن أن تتطور الأعراض لتصل إلى التهابات ورمد في العين. وكان جميع الذين أصيبوا بالمرض في عام 1997 والبالغ عددهم 18 حالة يحتكون مباشرة بحيوانات حية سواء في المزارع أو في الأسواق. وهناك العديد من أنواع أنفلونزا الطيور إلا أن النوع المعروف باسم «إتش5 إن1» هو الأكثر خطورة حيث تزيد احتمالات الوفاة بين البشر المصابين بهذا النوع من الفيروس. ويمكن أن يعيش الفيروس لفترات طويلة في أنسجة وفضلات الطيور خاصة في درجات الحرارة المنخفضة. س: هل يمكن الشفاء أنفلونزا الطيور؟ ج: يمكن أن يبرأ المرضى المصابون بأنفلونزا الطيور من الفيروس إذا تعاطوا المضادات الحيوية. ويعطف الباحثون في الوقت الراهن على تطوير مصل مضاد للمرض. وترتفع احتمالات الوفاة بين البشر المصابين بأنفلونزا الطيور. فقد توفي ست حالات من 18 مريضا أصيبوا بالفيروس في عام 1997. كما أن المرض تسبب في مقتل 10 أشخاص في الأسابيع الماضية. ولا يضاهي فيروس أنفلونزا الطيور فيروس الالتهاب الرئوي الحاد المعروف باسم «سارس» والذي أسفر عن سقوط 800 قتيل وإصابة 8400 شخص في جميع أنحاء العالم منذ انتشاره لأول مرة في نوفمبر - تشرين الثاني عام 2002. ولم تسجل حتى الآن وقائع تثبت حدوث ذلك. ولتجنب الإصابة بالمرض يجب الابتعاد عن الأماكن التي توجد بها الدواجن الحية حيث يمكن أن يتفشى الفيروس بشدة. كما أن هناك مخاوف من أن الفيروس قد يندمج مع نوع آخر من فيروسات الأنفلونزا التي تصيب الإنسان ليشكلا معا نوعا جديدا من الفيروسات يمكن أن ينتقل من شخص لآخر. ويمكن أن يحدث هذا الاندماج في حالة إصابة شخص مريض أساسا بنوع من أنواع الأنفلونزا بفيروس أنفلونزا الطيور. وكلما زادت حالات الإصابة المزدوجة هذه كلما زادت احتمالات تطور صورة الفيروس، ويمكن الاستمرار في أكل الدجاج دون قلق لأن الخبراء يأكدون أن فيروس أنفلونزا الطيور لا ينتقل عبر الأكل، لذا فإن تناول الدجاج لا يمثل أي خطورة. وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه ينظر في إمكانية اتخاذ إجراء وقائي لحظر استيراد منتجات ولحوم الدواجن من تايلاند لمنع وصول أي طيور مصابة إلى أراضيها.