منذ الرابعة مساء اليوم الاول للعيد المبارك وطوال ايام العيد الثلاثة استقبل مركز الملك فهد الثقافي بالرياض الامهات والاطفال للاستمتاع بالعروض الثقافية الترفيهية الجديدة التي تنظمها امانة مدينة الرياض لهذا العام، حيث يحظى الصغار بثلاثة عروض منفصلة لسينما الاطفال بصحبة امهاتهم تبدأ من الرابعة وتنتهي في الثامنة مساء، يشاهد الصغار خلالها ثلاثة افلام كارتون زاخرة بالقيم الإسلامة العربية الاصيلة وتُعرض في اسلوب بسيط وبطريقة جذابة قصص هادفة مسلية. سينما الاطفال هذه تجربة جديدة وهي الاولى من نوعها لذا فنحن نثمن لامانة الرياض هذه المبادرة الطيبة ونقدرها لهم، بهذه الكلمات استهلت السيدة ام عبدالرحمن العتيبي حديثها ل «الرياض» بعد الانتهاء من العرض السينمائي الأخير واضافت: لا احب ان اذكر اية ملاحظات على هذا العمل خاصة انه الاول من نوعه ونحن مازلنا نأمل في المزيد، لكن اولادي اشتكوا من عدم وضوح الصوت في بعض فترات العرض، اما ما عدا ذلك فكل شيء على ما يرام ولله الحمد. من جانبها قالت السيدة ام رضوى: الخطوة جداً جميلة، ولقد فرحت بها واسعدني انها الى حد كبير لاقت استحسان الجميع لكنني كنت آمل من الامانة ان تقدم لنا اشرطة او سيديهات عليها هذه الاعمال لنحتفظ بها في بيوتنا ويمكنها ان تبيع لنا هذه المواد ضمن مكتبة للاطفال تبيع الكتب والاشرطة لهم بجوار اركان بيع الاطعمة في بهو المركز. وايدت عدد من الامهات والاطفال فكرة وجود منفذ لبيع مواد العرض السينمائي ومواد أخرى للاطفال حتى تنبه فيهم قيمة حب الثقافة والسعي لاقتنائها. وقدرت السيدة فائزة المسعري مشرفة من القسم النسائي بمركز الملك فهد الثقافي عدد اللواتي حضرن اليوم الاول في سينما الاطفال بحوالي مائة وخمسين الى مائتين فرد بين اطفال وامهات مشيرة الى انه عدد كبير نسبياً اذا اخذنا في الحسبان جدة الحدث وعدم اعتياد الناس عليه. واستطلعت «الرياض» آراء عدد من الصغار حول رأيهم في سينما الاطفال فجاءت ردودهم مؤيدة للعمل لكنهم ايضاً وضعوا بعض الملاحظات فتحدث بعضهم عن الصوت الذي لم يكن مفهوماً احياناً وتحدث آخرون عن رغبتهم في وجود مواد اكثر تنوعاً واطول وقتاً. بهو المركز بعد انطلاق الاطفال وامهاتهم من قاعة السينما يتوجه الجميع تلقائياً الى بهو المركز حيث ينتظرهم عدد من الانشطة والاركان، ففي البهو هناك ركن متسع لبيع المأكولات والمشروبات وطاولة وضعت لتلوين الوجوه وفي احدى الزوايا تقوم طبيبة الاسنان اريج بالرد على استفسارات الامهات والاولاد حول صحة اسنان اولادهن وانفسهن في الوقت الذي يحصل الصغار فيه على بعض الهدايا التذكارية من مركز ميرال لطب الاسنان، وتنتشر في البهو بعض الشخصيات الكارتونية للحيوانات وقد ارتدت اقنعتها بعض الفتيات ومهمتهن ملاعبة الصغار وتقديم الهدايا لهم، وقبل ان تنطلق السيدات الى قاعة المسرح لمشاهدة المسرحية النسائية التي تبدأ بعد صلاة العشاء عليهن أن يناقشن مشكلة ترك أطفالهن في بهو المركز لمدة تزيد عن ساعة ونصف مدة عرض المسرحية، تنفيذا لشرط دخول المسرحية مع عدم اصطحاب الأطفال، ثم الموافقة على تركهم في رعاية عدد لا بأس به من بنات الاستقبال والأمن داخل المركز. المسرح النسائي لعلها تجربة فريدة وجديدة تلك التي عاشتها السيدات مساء اليوم الأول لعيد الفطر المبارك في قاعة المسرح بمركز الملك فهد الثقافي، حيث عايشن للمرة الأولى بعض تقاليد المسرح الاحترافي، ورغم تأخر عرض المسرحية لبعض الوقت ريثما تمتلئ قاعة المسرح الا أن الحاضرات سعدن بعمل مسرحي قيم حرصت فيه الممثلات على الالتزام بخطوط أدوارهن وأداء ما عليهن ببساطة وانسيابية وجو من الألفة والتوافق الجماعي، فمن خلال الاخوات تهاني وعبير وغادة وسحر والخادمة ماري واللواتي تؤدي أدوارهن بالترتيب كل من ميرفت المنصوري وأمل حسين وشيرين حطاب ونادين حلواني واغادير السعيد وعبر فصلين متوازنين تعرفت الحاضرات على أنماط مختلفة من المشاكل الأسرية التي تقع بين الأزواج، وكيف يمكن للمرأة أن تساهم بسوء التقدير في توسيع فجوة الخلاف بينها وبين زوجها لأسباب تافهة، فهذه تهاني وعبير وغادة يصلن تباعا باكيات إلى بيت والدتهن حيث تعيش اختهن سحر بلا زواج مع الخادمة ماري ونعرف من خلال الحوار ان الاخوات الثلاث قدمن شاكيات باكيات من أزواجهن لأسباب تافهة وتقرر الاخت تهاني الكبرى أن تلقن الاخوات وازواجهن درسا عبر بقائهن في منزل الوالدة ومقاطعة كل ما هو مذكر في بيت الوالدة حتى أصناف الطعام، وتبدأ الخادمة في استغلال الموقف لصالحها، وبعد مرور عشرة ايام تصاب الزوجات بحالات مختلفة من الانهيار ويبدأن في مكاشفات انسانية يواجهن فيها عيوبهن، وذلك بعد أن تنبههن اختهن الصغرى التي حصلت على الدكتوراه لكنها لم تحظ بزوج بقيمة ما هن فيه من نعمة الاستقرار والزواج الذي هي محرومة منه.. والمسرحية فيها كثير من المواقف الكوميدية الراقية. كما أحسن استخدام المؤثرات الصوتية والديكور والاضاءة وملابس الممثلات المناسبة لشخصياتهن.. كما وفقت مديرة الإنتاج السيدة ريهام زكي في مزامنة العرض وتلافي عشوائية الحركة داخل وخارج المسرح بما حافظ للمتفرجات على جو من الهدوء المطلوب للاستمتاع بالعمل الفني (واخيرا عادوا). وقد لاقت المسرحية استحسان الحضور الذي ملأ القاعة بما يقارب المائتي سيدة، وتلقت «الرياض» عدداً كبيراً من التعليقات الايجابية حول العرض وأكدت إحدى الحاضرات تطابق مشاعر إحدى بطلات العرض مع مشاعرها وظروفها الشخصية، كما أثنت المعلمة منيرة الحسين على العرض المسرحي مشيرة إلى حاجة المرأة والأسرة إلى مثل هذه النشاطات للتفريج عن أنفسهن والاستفادة الممتعة من أوقاتهن. أما خلف الستار فقد جلست الممثلات الأربع ومعهن مخرجة العرض الممثلة ميرفت المنصوري للاستراحة سعيدات بما حظين به من تشجيع ومتابعة واهتمام من الحاضرات وتقول ميرفت: اعتبر هذه المسرحية خطوة ايجابية في طريق قيام مسرح نسائي محترم يقدم الأفكار المفيدة ويناقش هموم المرأة بما يتوافق مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، ولقد جاء تجاوب السيدات معنا مفرحاً للغاية وأعتقد أن المرأة لدينا تحتاج إلى مثل هذا النوع من الثقافة القائمة على الأخذ بأسباب العصر مع الحرص على العادات والتقاليد، وأكدت أمل حسين سعادتها بالطريقة التي استقبلت بها المسرحية وانسيابية سيرها دون عوائق وبتجاوب راقٍ من المشاهدات، من جانبها عبرت الممثلة شيرين حطاب عن سعادتها بدورها المركب داخل العمل وخاصة انها تصاب في مرحلة من المسرحية بانهيار يفقدها توازنها لبعض الوقت وقالت انها تحب هذا النوع من الأدوار حيث يتطلب نشاطاً وحركة وأداءً سريعاً، ووافقتهم كل من نادين حلواني واغادير السعيد شعورهن بالسعادة بنجاح العمل في اليوم الأول سائلات الله أن يستمر النجاح طيلة أيام العيد، من جانبها عبرت ريهام زكي مديرة الإنتاج عن ارتياحها ليوم عرض ناجح بكل المقاييس التزمت فيه الممثلات والتزمت فيه الحاضرات وعبر الجميع بالعمل إلى بر الأمان مكللاً بالنجاح ومحققاً ما اردن أن يحققنه بهذا العمل من متعة وفائدة.