أمراض الجلية كثيرة وأنواعها متعددة وسنركز حديثنا اليوم عن الطفح الوردي الذي ربما يكون بسبب التهابا جرثومياً أو فيروسيا أو تحسسيا. ويزعج الأطباء كثيراً خاصة العامين منهم الا وهو ذلك المرض الذي يدعى المرض السادس والذي ينتشر في دور الحضانة وهو عبارة عن وباء يتمثل في طفح وردي يصيب معظم الأطفال وهذا الطفح الوردي يطلق عليه اسم المرض السادس أو الطفح المفاجىء. إنه أكثر أمراض الطفح الجلدي انتشاراً يقع قبل عمر السنتين في 90٪ من الحالات وهو مرض غير خطير، مع بعض التحفظات كما سنبين بعد قليل. هذا الطفح الوردي الطفولي هو مرض فيروسي يتطور بشكل وباء صغير في دور الحضانة. وعادة يصاب الرضيع فجأة بحمى مرتفعة جداً تقلق الأهل والطفل، ويكون سلوكه غير اعتيادي، يبدو وكأن رأسه يؤلمه.. حينما يستدعي الطبيب لذلك، ويكشف عليه لا يجد الطبيب سبباً واضحاً لهذه الحمى بعد فحص الطفل كاملاً من رأسه إلى أخمص قدميه حتى الأذنين. كذلك لا توجد اشارات أو علامات على وجود التهاب في سحايا المخ. يطلب الطبيب أحياناً فحصاً للبول، فتأتي النتيجة لتثبت عدم وجود التهابات في مجاري البول. وقد تكون الحمى المعزولة الوحيدة أحياناً العلامة على وجود التهاب في البول بمعنى أن التهاب البول يمكن أن يظهر بحمى فقط. فيحتار الطبيب كثيراً. في هذه الحالة أي ارتفاع الحمى وعدم وجود علامات على أمراض واضحة يفضل عدم إعطاء مضادات حيوية والاكتفاء بأخذ خافضات الحرارة مثل الباراستيامول والابتعاد عن مشتقات الاسبرين خاصة في الاطفال، وذلك لمضاعفاته الخطيرة والمميتة أحياناً. والغريب في الأمر انه بعد مرور ثلاثة أيام على هذه الحمى المرتفعة، تنخفض فجأة، ويظهر طفح جلدي وردي على الرقبة والجذع والأطراف، ويتكون هذا الطفح الجلدي من بقع صغيرة وردية اللون وهذا الطفح يعني الشفاء، فيستعيد الطفل سريعاً حالته الطبيعية. ولكن هناك مضاعفات قد تنشأ لدى بعض الأطفال (الذين لهم قابلية) نوبات تشنجية حرارية التي كما ذكرنا في أعداد سابقة لا تترك أية عواقب أو نتائج سيئة على مخ الطفل والحمد لله.