عيد بأية حال عدت يا عيد *** بما مضى أم لأمر فيك تجديد تساءل المتنبي قبل مئات السنين عن حال العيد وكأنه ينكر عليه تكرار نفسه في كل عام، وتمر بنا السنون وكل عيد يحمل الفرح والأحزان بدرجات متفاوتة على مستوى الأوطان والأفراد. وبدون ذكر للأسماء أعرف من الفرحين من يعيش أيام العيد وقد حقق أهدافه الوظيفية والمالية والاجتماعية، وأعرف من الحزانى من يعيش أيام عيد سوداء بقلب مكسور أو بسبب وفاة عزيز في حادث مرور. ولا يختلف الحال كثيراً على مستوى الأوطان، فهناك من ينعم بطفرة اقتصادية جديدة وهناك من يرزح تحت احتلال قديم أو يعاني ويلات كارثة أودت بحياة الأبرياء. وأتساءل معك - عزيزي القارئ - عن حالنا هذا العيد؟ متمنياً أن يكون حال الوطن والمواطن خيراً من أحوالهم في العيد الماضي.. ويقيني أن لكل مناقصة بين العيدين تصلح لتكون مسلسلاً رمضانياً يتفوق على جميع المسلسلات التي شوهت واقع الحياة الخليجية بشكل عام والعربية على وجه العموم، وأسمح لي من حرقتي أن أكرر بأن قيمة التسعين دقيقة من المسلسل العربي تتجاوز مائة ألف ريال تصل إلى مائة وخمسين ألفاً للمسلسل المحلي، في حين لا زالت قيمة نقل المباراة في الدوري المحلي خمسة وعشرين ألف ريال توزع بين فريقين منذ أكثر من ربع قرن من الزمان. أعود للعيد وأقول بأن حالي مع العيد يمكن تلخيصه بأنني قبل سنوات كنت أسعد بصوت والدتي تنادي فجر العيد فأصحو على صوتها، وقبل عامين كنا نبارك لها بالعيد على كرسيها المتحرك، وفي العام الماضي قضينا ساعات العيد الأولى عندها في العناية المركزة، ولكن هذا العيد هو الأسوأ لأن أمي قد غادرت دنيانا الفانية التي لم يعد لها نفس الطعم منذ رحيلها رحمها الله. وطوينا صفحة هذا العيد، راجيا من الله أن يكون عيدكم سعيداً وأن تكون أعيادكم القادمة أسعد، وأن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ويغفر للمؤمنين والمؤمنات إنه سميع مجيب. عيد الوطن عيدان! في هذا العيد تنتظر الرياضة السعودية استحقاقات هامة، لعل أهمها اليوم كأس القارة الآسيوية التي ستبقى في عرين العميد ليكون سفيرنا الجديد في كأس العالم للأندية بإذن الله. والأمل أن يقف الوطن كله مع ممثل الوطن، وأن نقطع الطريق على من يحاول أن يزرع بذور الفرقة بيننا ويستغل هذه المناسبة للانتقاص من الآخرين وإثارة الفتن واذكاء نار التعصب. كما يدخل منتخبنا الوطني معسكره التدريبي الأول استعداداً لكأس العالم.. حيث سنلعب المباراة الودية الأولى أمام منتخب «غانا» والأخضر بأمس الحاجة لوقفتنا الصادقة معه، فعلينا من اليوم أن نضع قلم النادي جانباً ونمسك جميعاً بقلم المنتخب لنكتب باللون الأخضر دعماً متواصلاً حتى نعود من ألمانيا.. فإعلام هذه المرحلة أمام رقيب واحد يملك ميزاناً يسمى «مصلحة الوطن».. فكل ما يطرح في إعلامنا يجب تمريره أمام سؤال واحد: هل يتوافق طرحنا مع مصلحة الوطن؟ وعلى صانع القرار أن يجيز المادة التي تصب في صالح الوطن وأن يوقف كل ما من شأنه إلحاق الضرر بالأخضر ومسيرته الإعدادية، عندها يمكن القول بأننا يد واحدة مع منتخب الوطن، وأننا تعلمنا من دروس المشاركات السابقة فتجاوزنا أهم السلبيات. تعالوا نقدم المصلحة العامة على الخاصة ونفعل شعار «المنتخب أولاً» ليكون عيد الوطن عيدين.. وعلى دروب الخير نلتقي،،،