(طابع الغرابة على النحت).. «كان للدادية دور أول في اضفائه على الأعمال النحتية الممثلة للتيارات الفنية الحديثة حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية.. فكان الاختزال والتحوير والتشويه حاضراً في هذه الأعمال.. اضافة لما فيها من الغرابة والخيال ووسائل تعبيرية لم تكن مألوفة»٭. وأكثر هذه الأعمال النحتية تنوعاً وأبعد أثراً على الجيل الجديد من الفنانين هي أعمال (بابلو بيكاسو)، فقد قام بعدة محاولات منذ العام (1905م) وانتج منحوتات فيها من الغرابة ما جعلها تصنف من السريالية فتبونها لأنها تعبر عن ما يلتقي مع مفاهيمهم الخاصة وأبرز هذه الأعمال السعدان (1951م)، الحديrة (1930م)، الراعي (1944م)، العنزة (1950م)، رأس محارب (1933م)، واعتبرت منحوتة الجمجمة (1944م) صورة مأساوية لواقع معاصر شهد من آثار الحرب ما لم تشهده البشرية قبل ذلك التاريخ.. وقد كان لهذه الأعمال تأثير كبير على الجيل الجديد من الفنانين.. لكن الذي أثار الدهشة هو رأس الثور (1943م).. قمة نحتية في عالم الاختزال والتحوير فالعمل مؤلف من مقعد ومقود دراجة.. أعاد (بيكاسو) تركيبها بحيث يشكلان معاً (رأس الثور) وهي موجودة حالياً بمتحف بيكاسو (باريس). --------------- ٭ التيارات الفنية المعاصرة. د. محمود أمهر