تفشت في الأعمال الدرامية المنوعة مؤخرا ظاهرة تقديم الألفاظ النابية التي لا يمكن أن يحتملها المشاهد الخليجي والعربي ومن يجتمع باسرته امام الشاشة الفضائية في الشهر الفضيل لمشاهدة أي عمل درامي أو برنامج منوعات بغرض المتعة والمشاهدة. ومنها الاستهزاء بألوان الأشخاص والقبائل والتندر بما لا يليق أن يقدمه الفنانون ومن اعتدنا منهم الاحترام وتقديم الأدوار التي تعالج القضايا التي تعاني منها المجتمعات في كل مكان. هناك الكثير من الفنانين الذين انتقلت اليهم هذه العدوى عبر مشاهدتهم المستمرة لعرض مسرحيات طارق العلي والتي عرفها المتابع بعدم الاحترام وتقديم ما لا يجب تقديمه. في برنامج قرقيعان وخصوصا في حلقة الرابع والعشرين من الشهر الكريم قدم الفنان ولد الديرة مشهدا كوميديا خلا من الفكاهة وامتلأ بقلة الأدب والسب والشتم وخصوصا عندما قام أحد المشاركين بالبرنامج واظنه داود حسين في تقليد صوت الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وفي مشهد لا يخلو من الطرافة قام الفنان ولد الديرة بسب وشتم صدام بقولته (يلعن يومك) و(ياكلب) وغيرها من الألفاظ التي لا يقبلها المشاهد وبدت غريبة بعض الشيء حتى وإن كان هناك عداء ولكنني اعتقد انه لا يليق بالفنان الكوميدي ولد الديرة تقديمه بهذه الصورة المزرية والكئيبة التي خلت من أي نقد هادف وهو الفنان الذي رسم كثيرا على شفاهنا ابتسامة جميلة من جراء طرافته ومعرفته بما يريده جمهوره. ترى من يعالج هذه الحالة السيئة التي بدت تمر بالدراما الخليجية وخصوصا في الأعمال التي تقدم كقفشات فنية وتقليد مبطن ومدروس ومن يهتم بمعالجة النصوص واجازتها حتى يتسنى للمشاهد متابعة العمل بشيء من الحشمة والتقدير. حتى في مسلسل طاش ما طاش كانت هناك تجاوزات امتدت الى موضوع السب والشتم بألفاظ شوارعية مثل «يا سلتوح وياكلب وغيرها من الكلمات التي تسيء للمشاهد وخصوصا الأطفال الذين نتمنى أن يشاهدوا كل ما يليق بهم ويجعلهم في تحصين شامل من هذه الممارسات والألفاظ التي تلتصق بألسنتهم وتخرج لنا جارحة وسيئة.