مع اقتراب ساعة الحسم، وإسدال الستار على الموسم الرياضي السعودي الشاق والطويل، بلقاء "ديربي" الرياض على أرض الجوهرة في جدة، تعود بنا الذاكرة إلى أجواء موقعة الهلال والنصر، التي احتضنتها المنطقة الغربية سابقاً، وتحديداً عروس البحر الأحمر، وعلى ملعبها استاد الأمير عبدالله الفيصل. "دنيا الرياضة" التقت نجمين من الزمن الجميل في ذلك الوقت، اللذين أثريا وقدما الغالي والنفيس للقلعتين الزرقاء والصفراء، خلال لقائين ختامين الأول اكتمل فيه الهلال بدراً عام 1409ه وكسب جاره النصر بثلاثية نظيفة، فيما حضر النصر وانتصر في المواجهة الثانية موسم 1415ه. قائد الهلال السابق حسين الحبشي والمدرب الحالي، استرجع جزءاً من ذكريات الماضي، خلال المواجهة التي قص فيها شريط الأهداف الزرقاء عام 1409ه، قال:" اللقاء سيبقى عالقاً في الذاكرة، لكونه جمع الهلال والنصر على كأس الملك آنذاك، استطعنا الإمساك بزمام الأمور منذ انطلاقتها، وطبقنا تكتيك المدرب البرازيلي الشهير كندينيو". وحول التفاصيل الدقيقة المصاحبة للمباراة، أجاب: "الاجتماع الفني الذي سبق المباراة، لم يتجاوز ال 15 دقيقة، اختصر فيه كندينيو تعليماته بالتأكيد، على أن النصر اعتمد طوال الموسم على اسلوب ونهج واحد وهو الاعتماد على الارتداد السريع، فطلب منا قلب الطاولة عليهم واعتماد ذات الأسلوب واستدراجهم للمناطق الأمامية، ونجحنا في إنهاء المباراة لصالحنا بنتيجة كبيرة". ناصر الفهد وحول ارتباط أسماء هدافي المباراة بالمدافعين قال الحبشي: "لم تكن تعليمات المدرب أن يتقدم المدافعون، ولكن التوفيق كان حليفنا، ولكني أذكر أن رباعي الدفاع (النعيمة، البيشي، التخيفي، إضافة إليه) كانوا في الصف الأمامي ويتلقون التعليمات المباشرة من كندينيو ومساعديه بشكل خاص". وعن تخصصه في شباك النصر على الرغم أنه يعد عنصر دفاعي في الهلال قال: "التوفيق وحده هو ما يمنح اللاعب الأفضلية، أما الأمور النفسية واستعداد اللاعب فليس لها أي علاقة بتألق نجم في لقاءات الديربي". وحول المواجهة المقبلة في نهائي الكأس، شدد الحبشي على أن المعطيات الفنيّة ليست حكماً على نتيجتها بالمجمل، وأضاف: "بعد لقاء الفريقين الماضي التي تواجدت من خلالها في الملعب، لن أنظر إلى المعطيات لأن الهلال أفضل من النصر وبفارق كبير من حيث العناصر، في التشكيلة الأساسية والاحتياطية، دكّة الأزرق مملوءة بالعناصر المميزة، أما النصر فالراهب يعد الورقة الرابحة الأقوى فقط". وعن رسالته إلى لاعبي الهلال قبل المباراة، قال الحبشي: "يجب أن يحضر أهم عنصرين، التركيز والروح العالية، وأشدد كثيراً على نقطة الروح الهلالية التي إن حضرت سترجع كفّة الأزرق لكسب اللقاء". ويرى الحبشي أن استمرار اليوناني دونيس على رأس الدفّة الفنية للأزرق بالموسم المقبل، أمرٌ ليس في صالح الفريق، نظراً للطريقة المتبعة من قبله بتواجد ثلاثة مدافعين في الخلف. وزاد: "ليس تقليلاً من إمكاناته كمدرب، ولكن الطريقة التي ينتهجها فيها إجحاف للجانب الهجومي في الأزرق، وأتمنى أن يغير طريقته ويلعب برباعي في الخط الخلفي، ليعطي قوّة أكبر للمهاجمين خلال الارتداد السريع والهجمات المنظمة، فتشكيلة الهلال تتضمن أسلحة هجومية لا توجد في الخصم (النصر)". على الجانب الآخر، تحدث لاعب النصر السابق ناصر الفهد ل "دنيا الرياضة" عن النهائي الذي رد فيه الأصفر الدين لجاره الأزرق عام 1415 في جدة، حين كسبه بثلاثة أهداف مقابل هدف، وقال: "منذ خسارتنا عام 1409ه أمام الهلال، والخسارة عالقة في ذهني وكنت أتمنى ملاقاتهم في ذات الملعب لرد الدين وكسب بطولة أمامهم، وساقت الصدف الفريقين إلى نهائي عام 1415ه مرّة أخرى، ومن خلاله عوضنا الجماهير بتحقيق كأس غالية وفي ذات المدينة والملعب". وتابع:" الفريقان كانا يمتلكان ترسانة من النجوم، مثل الثنيان وسامي وغيرهم في الهلال، ومحيسن وماجد في النصر وباقي الكتيبة المميزة، كان زمن جميل ونخبة الكرة السعودية تتواجد في الناديين". أما عن أحداث المباراة وما سبقها فكشف الفهد أنه خاض نهائي 1415ه من دون الوصول للجاهزية التامة، وأضاف: "الإصابة غيبتني فترة طويلة حتى لقاء الاتفاق في دور الأربعة من البطولة، ولم أصل لكامل استعدادي البدني والصحي إلا أني دائماً ما أظهر بشكل مميز أمام الهلال، لكون اللقاء جماهيري وتنافسي على مستوى كبير.. وهي فرصة لأي لاعب لإثبات قدراته أمام الجميع". وبيّن الفهد أن الجهاز الفني الوطني الذي كان يقود النصر آنذاك بتواجد يوسف خميس وعلي كميخ، كان قد طلب منه التواجد في المناطق الخلفية والتغطية الدفاعية لنجوم الهلال، وبالأخص يوسف الثنيان". وعن التنافس الكبير آنذاك بينه وبين يوسف الثنيان قال: "كانت مباراة داخل مباراة، ودائماً ما تكون هناك مواجهات مباشرة بيننا، هو لاعب كبير وذكي ويحاول إخراج الخصم من أجواء المباراة، ولذا يجب التعامل معه بشكل هادئ ونجحت كثيراً في ذلك". وعن موقعة الجوهرة المرتقبة، ومدى رؤيته الأصفر قبل المباراة أجاب ناصر الفهد: "أتمنى من لاعبي فريقي أن لا يدخلوا للمستطيل الأخضر يوم الجمعة، وفي أذهانهم اللقب الذي حققوه (دوري جميل) التهيئة النفسية والرغبة هي سلاح النصر للنصر، قد يكون الخصم أفضل فنياً وعناصرياً في بعض اللقاءات مثل النقص الحاصل حالياً لفريقنا؛ يجب أن يعالجه اللاعبون بالنظر إلى المباراة بأنها لقاء الموسم دون غيره". وتابع: "لا مجال للاسترخاء أمام خصم سيتغير كثيراً عن المواجهة الماضية في الدوري التي كان فيها النصر متميزاً على جميع الأصعدة؛ أما على صعيد النجومية فأرى أن المتخصص محمد السهلاوي سيكون حاضراً إن شاء الله عطفاً على تألقه طوال الموسم إلى جانب البولندي آدريان؛ فالعنصر الأجنبي يجب أن يظهر في لقاءات الحسم والكأس".