انعكس تقريرا ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية بجريمة اغتيال الحريري وتقرير تيري رود لارسن مندوب الأممالمتحدة لتطبيق القررا 1559 على فرحة العيد في سورية حيث يشعر السوريون بأن الأيام القادمة ستكون سيئة في ظل سيطرة أمريكية كاملة على مجلس الأمن ورأوا بأن استناد القرار الرقم 1636 إلى البند السابع من الميثاق يعني احتمال تعرض سورية لعقوبات وربما ضربة عسكرية خاصة أن ميليس سبق له واتهم سورية بعدم التعاون رغم التأكيدات السورية بالتعاون التام . ويرى السوريون بأنه يجب عليهم استنادا إلى الأقوال المأثورة حفظ قرشهم الأبيض ليومهم الأسود وهم يتوقعون أن الأيام السوداء قادمة..حتى الأطفال في سورية كان لهم طريقتهم في التعامل مع تقرير ميليس حيث استبدلوا العبارات التي يرددونها وهم يمرحون على المراجيح والقلابات بعبارت جديدة تعبر عما يجول في رؤوسهم «شارون تحت الأرض وبشار فوق الأرض» ولم تقتصر عداوة ميليس ولارسن على شريحة معينة من المجتمع السوري بل شملت كل الشرائح بما فيها الشرائح الدينية التي غلب على خطابها الديني الدعاء لسورية لحفظها مما تتعرض له من ضغوط أمريكية وفرنسية وبريطانية..أما المواطنون العاديون فإن العيد كان آخر همهم حيث أكد أبو محمد (لدية سبعة أولاد) أن سورية في خطر وأنه يخشى أن يحصل فيها كما حصل بالعراق حيث القتل والتدمير وقال قررت عدم الاهتمام بالعيد لهذا العام كما جرت العادة وفضلت حفظ مالي للأيام المقبلة.. وقد اتفق أبو ياسين موظف مع الرأي السابق وأكد بأن فرحة العيد هذا العام فيها غصة وتخوف من المستقبل وأشار بأن بلاده قادرة على الصمود لكنه أشار إلى قيامه بشراء كميات من المازوت والطعام احترازا من الأيام المقبلة.. ويبدو أن تقريري ميليس ولارسن لم يستثنيا أي مهنة في سورية بما فيها الإعلام حيث استنفرت المؤسسات الإعلامية تحسبا لأي طارئ في حين يعزو أصحاب المحلات التجارية عدم وجود حركة شراء هذا العام بالرغم من تردد المواطنين للمحلات إلى تخوف الناس من المستقبل جراء تقريري ميليس ولارسن. وكعادتهم بدأ السوريون مواساة أنفسهم باللجوء إلى النكت و تأليف القصص عن ميليس وتقريره الذي تحول إلى مادة دسمة للتهكم، فإذا اختفى أي غرض في المنزل يصيح صاحبه سأستدعي ميليس للتحقيق في الأمر وهنا تحضرني حادثة طريفة جرت في المؤتمر الصحافي الذي عقده المستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية حيث فقد أحد الصحافيين آلة تسجيله وإذ به يصيح أطالب بلجنة تحقيق دولية يرأسها ميليس للتحقيق في اختفاء آلة التسجيل فأجابه زميله «الله يعين سورية لأنها ستتهم بجريمة جديدة» ...