استعدت السلطات هنا لمواجهة أي طارئ أمني يوم عيدالفطر الذي قد يوافق اليوم الجمعة أو غدا «السبت» هنا وفق رؤية الهلال التي تعلنها لجان رؤية الهلال في مختلف المدن الهندية بعد ثبوت الرؤية الفعلية. والاستعدادات الأمنية هذه المرة أضخم من السنوات السابقة نظراً للتفجيرات التي وقعت عشية عيد الأنوار الهندوسي في الاسبوع الماضي والتي راح ضحيتها 62 شخصاً وجرح بسببها نحو مائتي شخص بينهم سياح أجانب و90 من الجرحى لا يزالون في المستشفيات. والأعياد الدينية في الهند عموماً تشهد مصادمات بين المسلمين والهندوس بسبب نزاعات صغيرة مثل استخدام مكبرات الصوت أو الطريق الذي يسلكه المشاركون في المهرجانات أو رمي المساجد بالأحجار ولذلك يشاهد تواجد أمني مكثف خلال الأعياد. وبدأت الشرطة مبكراً هذه المرة تسيير دورياتها عبر الأحياء الإسلامية لاظهار استعداداتها لمواجهة الطوارئ وتثبيط همم الطائفيين الذين يستغلون هذه المناسبات لبث الفتنة بين الناس مما يتحول سريعا إلى مصادمات. وهناك تحسب بين المسلمين ان بعض العناصر الطائفية الهندوسية قد تستغل هذا العيد للثأر من تفجيرات الاسبوع الماضي التي يعتقد ان تنظيما باكستانيا «إسلاميا» - هو لشكر طيبة - قام به واختار لذلك توقيتا معينا لكي لا يصاب أحد من المسلمين لأن كل التفجيرات وقعت عند موعد الافطار تقريبا حين يكون كل المسلمين قد عادوا إلى بيوتهم خلال شهر رمضان. وقد أنكر متحدث باسم لشكر طيبة في باكستان أن يكون له علاقة بالتفجيرات. ولوحظ ان الأسواق في الأحياء الإسلامية خالية من المتسوقين هذا العام على عكس السنوات الماضية وذلك بسبب مخاوف من تكرار التفجيرات. ومن جهة أخرى تستمر الشرطة الهندية في تفتيشها عن المجرمين الذين نفذوا تفجيرات الاسبوع الماضي. وهناك ألف ضابط وشرطي يعملون ليل نهار لحل لغز التفجيرات إلا ان السلطات حتى الآن لم تعلن شيئاً بصورة رسمية وربما يعود هذا إلى قرب عيد الفطر ولا تريد السلطات تعكير الأجواء من جديد. وقد أصدرت الشرطة رسوماً لثلاثة شبان مشتبه فيهم حسب بيانات أدلى بها بعض الشهود الذين شاهدوا المجرمين وهم يضعون شنطاً في الأسواق وأحد الأوتوبيسات ثم يختفون من المكان. وكان عيد الأنوار - وهو أكبر أعياد الهندوس - باهتاً هذه السنة بسبب أجواء الخوف الناتجة عن التفجيرات وعدم اقبال الناس على التسوق حيث ان أكبر سمة لهذا العيد هو تبادل الهدايا بين الأقارب والأصدقاء.