صالح الشهري اسم لامع بل لمع كثيراً كلما مر الزمن ليثبت قدرته على مواصلة الإبداع والسير نحو تقديم الألحان بأصوات الكثير من نجوم الأغنية العربية، الملحن صالح الشهري قدم خلال العام 2005 م قرابة خمسة وعشرين لحناً موزعة على أصوات منها الخليجية والعربية حتى انه لقب ب( منجم الألحان) الشهري والذي عرف عنه بطيبة القلب حدثنا في الحوار معه عن قدرته التلحينية والتواصل مع الفنانين وعن الأغنية التي قام بتلحينها خلال أيام العيد عدا الحديث عن ذكرياته خلال هذه المناسبة، صالح الشهري الذي وزع مجهوداته وألحانه على الأعمال العاطفية والأعمال الوطنية قال انه يعمل ويلحن بدون توقف وبدون سبب، أيضا ذكرياته مع الأصوات عبر الأجيال وعلاقته بالإعلام المقروء وغير ذلك بكثير، الشهري كان معنا خلال العيد وفي حوار منوع وجميل دعونا نستمتع به في هذا الحوار. ٭ ما هو السر في اعتماد الملحن صالح الشهري على الجمل الصغيرة (الأغاني القصيرة)؟ - أبداً أنا قدمت العديد من الألوان والأنواع الموسيقية لكن المستمع في الوقت الحالي لا يمكن أن يستمع أغنية مدتها (نصف ساعة) ثم أن هذه المدة قد لا تجد القبول من الإذاعات في الوقت الحاضر، ولهذا ان القائمين على الأغنية أو الفنانين تجدهم حريصين جداً على البحث عن الأفكار الغريبة والقصيرة وبلاشك هذه النوعية من الأعمال اصعب بكثير من الأغاني المكبلهة أو الطويلة، والأغنية القصيرة لها شروط السلطنة والبحث في المقام والتطريب بشكل اكبر والفكرة أيضا في الإيقاع. ٭ يعتبر صالح الشهري من أكثر الملحنين السعوديين عبر الأجيال تقديما للأغنية وقيل بأنك (منجم الألحان)، ما هو السر في ذلك؟ - اعتقد أنني أكسلهم، ولكن الناس تقول بأنني اقدم أعمالي بشكل مكثف وكبير وهذا بفضل التوفيق من الله ولكن أنا اعتمد على الكيف وليس بالكم وهذا هو السبب في عدم تحديد أعمالي، وأنا قلت قبل عام بأنني سوف اقدم خلال 2005م عملا أو عملين إلا أن ذلك لم يحدث فانغمرت في الموسيقى ورحت ابحث عن ما سوف أقدمه سواء في الأغنية العاطفية أو الوطنية أو غيرها والنقاد يقولون لي بأنني اقدم أعمالي بكثافة مطلقة وهو ما لا اعلمه، ٭ تقديمك لمجموعة من الألحان في البوم رابح 2005 وهو الذي دائما ما يلحن لنفسه، ماذا يعني ذلك؟ - رابح صقر فنان جميل واعتبره مثل أخي وهو فنان كبير بمعني الكلمة ولا أخفيك بان رابح فنان متكامل وموسيقي من الدرجة الأولى، فحين يطلب مني الحانا ويقدمها بصوته تجدني اسعد الناس لأنه بالفعل اقتنع بها وصاغها بصوته وهو من الفنانين الذين انغمروا في الجمل الشعبية وقدمها بوجه جديد وخيال موسيقي رائع، وبالتالي أنا اعرف هذا الشيء الجميل في رابح صقر فتجد الحاني من هذا الفكر الشعبي الذي يقدمه أبو صقر بأسلوبه الموسيقي والخيال الواسع في الإيقاعات وهو ما يعني لي الشيء الكثير فتجد أعمالي مع رابح تأخذ حظها من التوزيع والأداء وخلافه. ٭ ذكرت في دردشة سابقه بيننا، بأنك خلال الفترة القادمة سوف تصدر كتابا يحمل مذكراتك، هل هذا صحيح؟ - هي محاولات ربما تكون حقيقة أو واقعاً أكون فيه أول ملحن سعودي يكتب مذكراته وينشرها بل أتمنى ذلك، وقد شدني مطالعتي لسلسلة لقاءات عملت معي في إحدى المجلات الخليجية ونشرت بشكل تدريجي وعندما قرأتها فكرت في أن اصدر كتابا يحمل مذكراتي ولكن !! هذا لن يحدث إلا بالاستعانة بشخص موثوق له قدره إعلامية ويعرفني جيداً كما يعرف ماذا قدمت خلال هذه المسيرة واكون مرتبطاً معه لفترة طويلة خصوصاً وان هذا يحتاج إلى أرشفة وتدوين وغير ذلك بكثير، وبالتالي إذا حدث هذا فلا أمانع في إصدار كتاب يحمل مذكراتي على مستوى الحياة والرحلة الموسيقية. ٭ ما مدى علاقتك بالإعلام المقروء، خصوصاً انك بعيد عن صفحات الفن في الفترة الماضية ؟ - علاقتي سمن على عسل واتصالاتي بهم متواصلة وهم يعرفون عني كل صغيرة وكبيرة (ماشاء الله عليهم) لكن تعاملي معهم كالاخوة ولا أحب أن أكون ثقيلاً عليهم وبالأخص العزيزين علي، ثم لا ننسى أن تواجدي مستمر وأخباري مازالت تتناقلها الصحف وبدون تميز ومنهم من يكتب عني كنقد أو غير ذلك وعندما أقرأ الجريدة في اليوم التالي تجدني اتصل عليه لأشكره على ثقته الكبيرة في فني وشخصي، وللحقيقة أكون مبتعداً قليلا عن بعضهم لأني لا أريد أن ادخل في معترك التراشق الإعلامي الذي يبحث عنه الآخرون. ٭ هل تتذكر أغنية قد قمت بصياغتها لحنيا خلال أيام العيد؟ - بكل تأكيد هناك أعمال كثيرة استنبطتُ أفكارها في صباح العيد، منها (اعترف) لخالد عبدالرحمن في البوم قمراي وغيرها من الألحان، واعتقد أن التآلف بين الناس وابتسامتهم والألفة والوصل فيما بينهم والحب الواضح هو دافع كبير لأخذ الأفكار وتقديمها على اكمل وجه، سواء أنا أو غيري من الفنانين أن كان تشكيليا أو شاعراً.حتى أن غالب القصائد كان في واقعها لم تأت إلا في مثل هذه المناسبات أعادها الله علينا وعليكم بالبركات، فالأجواء تختلف عن غيرها في أيام العيد وهي موصل حقيقي لأي فكرة تريد تقديمها موسيقياً، والأغنية هي تعبير عن السعادة من وجهة نظري الخاصة وليست تعبيرا كليا عن الحزن بكل تفاصيله إلا فيما ندر منها، ٭ الرسائل التي كنت تبعثها لزملائك الفنانين في أيام العيد، هل باستطاعتي التعرف عليها؟ - الحقيقة إنني دائما متواصل مع زملائي الفنانين وأصدقائي سواء في العيد أو في غيره، ولكن في هذه المناسبة يختلف الشوق في ما بيننا وتجدني ابحث عنهم وأكون أول المتصلين ولا اترك منهم أحدا حتى أن منهم من يستغرب اتصالي به من نجوم الأغنية والتلحين والذين يعتبرون الأصل في الأغنية السعودية كالأستاذ طارق عبد الحكيم وسراج عمر وسامي إحسان وغيرهم، لاسيما في هذه المناسبة السعيدة التي تأتي بعد شهر كريم يحثنا على الوصل والإحسان والتكاتف وأنا ابحث عن هذا فالود بيني وبين زملائي وأصدقائي قد لا يوصف ورسائلي دائما ما ابعثها لهم وبشكل متواصل ولا اخفي عليك سراً باني ورغم عملي وسفرياتي المتواصلة إلا أني ابحث عنهم لاسيما وان البعض منهم يستغرب اتصالي عليه ويقول لي حتى وأنت منشغل لابد وان تكون الأول فينا، ٭ يعتبر صالح الشهري الرابط الوحيد بين جيلين، فهل لي أن اعرف أهم الأصوات في هذه الأجيال؟ - الأصوات في هذه الأجيال كثيرة وكبيرة، إلا أن هناك أصواتا مميزة وعلى ما اذكر مثلاً الفنان سعد إبراهيم أتذكر أن الناس في وقته لا يسمعون إلا هو وبالتالي هو صوت جميل ويتمتع بأسلوب رائع وجديد في ذلك الوقت، وذكرياتي مع صوت سعد إبراهيم قد لا تختلف عن غيره من النجوم حيث كان منافساً لطلال مداح في وقته، أما هذا الجيل فغالبهم نهضوا بالأغنية واوصلوها عربياً فالفنان محمد عبده والذي يتمتع بالخبرة هو الفنان الوحيد الذي عمل مع الأجيال السابقة والحالية وهو الأكثر والأفضل إمكانيات وقدره صوتيه وكذلك عبدالمجيد عبدالله والذي يعتبره النقاد مطربا حقيقيا وغيرهم من نجوم الأغنية في الوقت الحالي يتمتعون بالقدرة على الأداء والجمال الصوتي ٭ كلمة تريد التحدث بها عن طريق صفحة العيد (ثقافة اليوم) ماهي ؟ - الكلمات دائما ما تعجزني أو أن اعبر بها لأنها ليست مقياساً حقيقياً لما اكنه في قلبي وبالتالي ما في قلبي يعجز عنه لساني، ولكن من خلال هذه المناسبة أهنئ الأسرة الحاكمة والشعب الأصيل الوفي والوسط الفني والصحافي في عيد الفطر المبارك أعاده الله عليهم باليمن والبركات، أيضا يكاد أن يكون موسم الأغنية قد شارف على الانتهاء إلا فيما ندر من الفنانين الذين اجلوا دخول أعمالهم لسوق الكاسيت خلال أيام العيد أو بعده أتمنى لهم التوفيق والنجاح وان يقدموا لنا أعمالاً تكون على حجم أسمائهم وبالتالي أن يكون التنافس في تقديم العمل الأفضل والجيد الذي يمتاز بطول الأجل، هذا بلاشك يعتبر قاعدة للأجيال القادمة التي ستبحث عن ما قدمناه خلال تواجدنا وان نكون ارثا حقيقيا لمستقبل مزدهر بالأغنية الخليجية التي مازالت تنعم بالتعدد الإيقاعي والمخزون التراثي.