نددت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية بما قامت به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تنقيب وسرقة للآثار شمال الضفة الغربية خاصة في بلدة دير قلعة الأثرى الواقع ضمن أراضي قرية دير بلوط الحدودية بمحافظة سلفيت جنوب غربي نابلس. وقال الوزارة في بيان لها إن خبراء آثار إسرائيليين قاموا في الآونة الأخيرة بحملات تنقيب واسعة في أراضي دير بلوط،، حيث تم الكشف عن سلسلة من الغرف والأرضيات الفسيفسائية الملونة والعادية، عليها رسوم، إضافة إلى الكشف عن قنوات مائية، وصهاريج ومعاصر عنب ومدافن. واتهمت وزارة السياحة سلطات الاحتلال، برفع بعض الأرضيات الفسيفسائية ونقلها من الموقع الأثري، معتبرة ذلك «اعتداء واضحا على تراثنا والمواثيق الدولية بهذا الخصوص». وأشارت إلى أن عملية التنقيب الإسرائيلية في الموقع متواصلة، ويشارك فيها أعداد كبيرة من العمال وخبراء الآثار الإسرائيليين. ويقع دير قلعة على قمة عالية تطل على الساحل الفلسطيني، في منطقة تقاطع الطريق القديمة بين القدس، وقيسارية على البحر المتوسط، واللد ونابلس. ويمثل الموقع ديرا بيزنطيا بطول 54 مترا، ويحتوي على ساحة داخلية، وتم تقدير تاريخ هذا الدير بالاعتماد على الدلائل السطحية، حيث يعود إلى القرنين السادس والسابع الميلاديين، ويعتقد انه شيد في عهد الإمبراطور جوستنيان. وقبل التنقيبات الإسرائيلية الأخيرة، كانت المسوحات الأثرية كشفت عن وجود بوابة رئيسية في الجدار الجنوبي، حيث تتناثر في المكان بقايا معمارية من أعمدة وتيجان تحمل رمز الصليب، كما تظهر في المكان بقايا الخزان المائي المركزي ويعتبر من اكبر الخزانات المائية المعروفة في فلسطين في الفترة البيزنطية. ويتفق الأثريون على أن دير القلعة، يمثل احد المواقع الأثرية المهمة في فلسطين، وله قيمة أثرية وتاريخية ودينية. وقالت الوزارة ان هذا الدير هو «جزء من التراث الثقافي للشعب الفلسطيني وبالتالي فان هذه التنقيبات الإسرائيلية الجارية تمثل انتهاكا واضحا للقانون الدولي خصوصا اتفاقية لاهاي لسنة 1954 وتوصيات المؤتمر الدولي التاسع في نيودلهي حول مبادئ التنقيب في الأراضي المحتلة لسنة 1956 والذي لا يجيز للسلطة المحتلة إجراء أي تنقيبات». كما تعتبر انتهاكا للاتفاقيات الفلسطينية - الإسرائيلية. وقالت مصادر فلسطينية، ان السلطات الإسرائيلية، تسعى من خلال هذه التنقيبات الى توسيع بؤرها الاستيطانية من خلال ربط موقع قلعة الدير بمستعمرة «بدوئيل» المقامة على أراضي البلدة من الجهة الشرقية.