تكفل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار سمو رئيس الاستخبارات العامة باستضافة 150 حاجاً من الداخل لحج هذا العام، كما تكفلت عائلة سموه المكونة من حرم سموه الأميرة فهدة بنت حسين العذل وأبنائه سمو الأمير عبدالله والأميرات عبير وياسمين وعاليا وحصة بنفقات 150 حاجاً آخر، وجميعهم من الراغبين في اداء حج الفريضة ولا يستطيعون تحمل نفقاته. وفي هذا الاستطلاع الذي اجريناه ميدانياً مع عدد من الحجاج الذين يؤدون الفريضة على نفقة سموه، عبروا وهم في الاراضي المقدسة، عن شكرهم وامتنانهم للفتة الكريمة التي توفرت لهم من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله وتهيئته وعائلته لهم لأداء فريضة الحج لأول مرة في حياتهم. في البداية قال حاج وزوجته سعودي الجنسية انه وبسبب ظروفه المالية الصعبة لم يتمكن من اداء فريضة الحج التي باتت تكلف الكثير هذه الايام وانه ظل على وعده لزوجته وام عياله بالقيام بالحج سوياً ولكن كان هذا الوعد يتأخر عاماً بعد آخر، حتى كاد يتسرب ولكن من دون ان ييأس او يصيبه القنوط من هذا الحلم الإيماني العظيم. وعن الطريقة التي تحقق بها حلمه هذا العام.. يقول: انه كانت تصله بعض الهبات و المساعدات العينية والمالية من احدى الجمعيات الخيرية.. وقد اتصلوا به اول هذا الشهر لا ليمنحوه فقط ما تعود عليه منهم.. ولكن ليزفوا نبأ سعيداً يتمثل في ترشيحه وزوجته لأداء فريضة الحج.. قال والدموع تنسكب من عينيه.. لم اكن لأصدق هذه البشارة لولا أنها قد اتت من هذه الجمعية التي يتمتع افرادها بالصدق والثقة، فحمدت الله كثيراً في نفسي.. ويضيف.. ثم قلت للأخ الموظف من هو يا ترى صاحب هذا الفضل الكبير لأقدم له الدعوات ولأدعو الله له بالزيادة والقوة ولعائلته بالسلامة.. فعرفني به وكان هو من سلالة الخير والجود الأمير فيصل ابن سمو ولي العهد حفظه الله وعائلته الكريمة.. ويضيف: أود ان اشكر ايضاً من تطوع على خدمتنا ونحن هنا في المشاعر المقدسة وعلى ما قدموه لنا من دعم كبير، من خلال الاعتناء بنا والسعي لراحتنا.. فهم الذين يتولون تنظيم الحملة التي تبرع بها سمو الأمير فيصل وعائلته وقد وجدنا من الجميع كل التعاون. انتقلنا بعد ذلك الى حاج يبدو انه من الجنسية الشرق آسيوية، وسألناه: كيف عرفت بهذه الحملة.. قال انا اعمل سائقاً خاصاً لدى عائلة سعودية منذ خمس سنوات وجدت عندها كل الحب والتعاون والاحترام من جميع افراد العائلة.. وكنت اتوق دائماً لاداء فريضة الحج على الرغم من انني ذهبت ثلاث مرات للعمرة.. وكان عائل هذه الاسرة الكريمة رجلاً كريماً طيب الاخلاق ويعلم مدى رغبتي في اداء تلك الشعيرة.. فقرر مساعدتي إذ لديه اصدقاء يعملون في احدى الجهات الخيرية وعلم منهم ان هناك حملة مجانية فسارع بتسجيل اسمي ضمن كشوفات هذه الحملة.. وكانت تلك من اسعد لحظات العمر.. ولن انساها ابداً طول حياتي. وعن مشاعره وهو يقوم بأداء الحج لأول مرة، قال: انه ومنذ ان قدم الى هذه البلاد وجد المجتمع فيها يحب الخير ويكثر من العطاء خصوصاً الآباء والأمهات وحتى الصغار في ايام الأعياد والمناسبات في رمضان، وهو ما جعلني اعيش في سعادة مستمرة واعتبر ان هذا هو وطني الثاني.. فالشكر للحكومة السعودية وللأمير فيصل (ابو عبدالله) ولحرمه واولاده وللسعوديين كلهم.. والحمدلله الذي وفقني للحج خصوصاً وان تكلفته تعتبر عالية وهي ليست بمقدور الأسر والأفراد الفقراء. وعبر حاج وزوجته من احدى الدول العربية المجاورة عن سعادته وتقديره لسمو الأمير فيصل وعائلته وتمنى ان يجعل الله ذلك في ميزان حسناته وان يحميه الله ويحفظ له عائلته ووالديه. وقال انه يعمل في وظيفة بسيطة تكفيه بالكاد واسرته شهرياً فالاطفال لهم التزاماتهم والاهل في البلد ايضاً لهم نصيب من ذلك المرتب المتواضع.. واوضح انه لم يتمكن من اداء الحج على الرغم من انه مكث الآن سبع سنوات ونصفاً سافر فيها الى بلده مرة واحدة قبل ست سنوات.. وقال انه ظل يتردد على الحملات منذ العام الماضي ولكنه كان يصطدم بارتفاع اسعارها حتى علم بالصدفة من احد افراد جاليته ان الأمير فيصل كان قد قام بالتبرع في العام الماضي من نفقته الخاصة لعدد من الحجاج وطلب مني ان اتحرى هذا الامر لعل وعسى ان يكون هناك تبرع سخي من سموه الكريم لهذا العام.. وبالصدفة ايضاً وعند مطالعتي لإحدى الصحف وجدت خبراً عن حملة الخير لأمير الخير.. وقمت على الفور بزيارة الغرفة ووجدت الاخوة في ادارة خدمة المجتمع جزاهم الله خيراً فرحبوا بي واطمأنوا من انني لم أحج من قبل، وأثبتّ لهم ذلك، فقاموا بتسجيلي وعندما ذكرت لهم ان عائلتي معي وزوجتي لم تحج ايضاً.. بادروا ايضاً بتسجيلها في هذه الحملة.. واضاف قائلاً ان الفرحة لم تسع ام الاولاد وهللت وكبرت كثيراً.. ودعت بالصوت العالي لسمو الأمير فيصل بن عبدالله ولحرمه واولاده وقالت انها تتمنى مقابلة هذه العائلة الكريمة لتقدم لها الشكر والتحية على هذا الدعم الانساني الذي يعبر بكل الصدق عن اصالة معدنهم وعن دعمهم واحساسهم بأحوال المسلمين وخصوصاً من الفقراء او الذين تحول اوضاعهم الاقتصادية دون اكمال دينهم بأداء فريضة الحج وتمنى هذا الحاج ان يتقبل الله منهم الحج وان يجزي الثواب لسمو الأمير واسرته الكريمة. هذا وقد وصف الأستاذ عبدالرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز بتحمل تكاليف اداء فريضة الحج لغير القادرين من أصحاب الظروف الخاصة، بأنها صورة رائعة من صور التكافل والتراحم التي تميز بها مجتمعنا السعودي، ونموذج مبتكر للعمل الخيري والإنساني. وقال المشرف على ادارة خدمة المجتمع في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ومستشار مجلس ادارة غرفة الرياض الاستاذ عبدالله بن سليمان المقيرن، ان ادارة خدمة المجتمع في غرفة الرياض تسلمت تبرع سمو الأمير فيصل بن عبدالله وعائلته، وبدأت في عمل الترتيبات اللازمة لتحقيق رغبة سمو الأمير فيصل في تقديم كل ما يعين هؤلاء الحجاج على أداء فريضتهم، واستعداد سموه للتكفل بأي مصاريف اضافية. وبين ان سمو الأمير فيصل بن عبدالله كان قد بادر إلى العمل نفسه في العام الماضي مما كان له عظيم الأثر في نفوس من يسر الله لهم سبل الحج مما جعل سموه يعاود تنفيذ الفكرة لهذا العمل الخيري الجليل هذا العام أيضاً. وفي اتصال بسمو الأمير عبدالله بن فيصل بن عبدالله لمعرفة مشاعره وهو يشارك والده في مثل هذه المبادرات الخيرة من مدخرات سموه الشخصية على الرغم من صغر سنه، قال: إن الأسوة الحسنة نبينا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام وخلفاءه الراشدين وأخيار هذه الأمة ثم الميامين من الأجداد والآباء وعلى رأسهم مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وخادم الحرمين الشريفين وفقه الله وسمو سيدي الوالد عبدالله بن عبدالعزيز الذي اتشرف بحمل اسمه يحفظه الله وسمو سيدي العم سلطان بن عبدالعزيز سلمه الله وبقية الأعمام يحفظهم الله، علمونا على حب فعل الخير وبذل ما نستطيع في سبيل الله وخدمة المسلمين، معتبرا سموه تكفل والده الأمير فيصل وعائلته باستضافة 300 مسلم من السعوديين ومن جنسيات أخرى مقيمة في المملكة لحج هذا العام واجبا دينيا تمليه تعاليم الدين الإسلامي الذي يحث على تعاون المسلمين وتعاضدهم وعلى تقديم الدعم والمساعدة الى المحتاجين، وأبدى سموه سروره لمشاركته في هذا العمل الخير، وقال: السعادة تغمرني كلما تذكرت ابتسامات ودعوات أولئك الذين سيتمكنون من اداء الفريضة نتيجة هذا التبرع، وما أتمناه هو الأجر والمثوبة من المولى جلت قدرته. أما حرم سمو الأميرة فهدة بنت حسين العذل فنوهت بأريحية سمو الأمير فيصل بن عبدالله التي شجعتها على المساهمة في هذا العمل الخير ليكون نواة لمشروعات خيرية واجتماعية أخرى تنوي العائلة دراستها وتنفيذها عندما تتاح الفرصة لذلك والتي تمنت سموها أن تكون في وقت قريب بإذن الله تعالى، وشددت الأميرة فهدة العذل على ضرورة اتاحة المزيد من الفرص ما أمكن الأمر لأكبر عدد من النساء لأنهن بحكم ارتباطهن بشروط المحرم يحرصن على اداء الفريضة في اول فرصة متاحة ولأن الشروط قد لا تكتمل لها في كل الأحيان وخاصة فيما يتعلق بالنفقة وتكاليف الحج وهو ما ستوفره هذه المبادرة بإذن الله. ومن جانبه فقد أثنى الدكتور عبدالعزيز بن علي المقوشي مساعد الأمين العام للشؤون الإعلامية بالغرفة وأمين عام جائزة خدمة المجتمع التي تقدمها الغرفة للأعمال الخيرية التي يقوم بها الأفراد والمؤسسات في منطقة الرياض للمجتمع، اثنى على الدعم السخي الذي قدمه سمو الأمير فيصل وعائلته الكريمة وقال إن ذلك يعتبر امتداداً أصيلاً لما عرفت به العائلة المالكة حفظها الله من حب الخير والسعي لتقديم العون بأشكاله كافة لأفراد المجتمع السعودي وخصوصا من شرائح الفقراء والمعوزين. ورفع الدكتور المقوشي شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل ولسمو حرمه وأولاده على هذه اللفتة الإنسانية التي تعبر بحق عن صدق مشاعرهم تجاه أفراد هذا المجتمع داعيا الخيرين والموسرين للاحتذاء بهذه التجربة النبيلة التي من شأنها أن توسع من دائرة السرور والرضا النفسي والمجتمعي على اكبر نطاق ممكن.