أكد وزير البترول والثروة المعدنية م. علي النعيمي أن المملكة ماضية في إجراءتها لزيادة كفاءة إستخدام الطاقة في جميع المجالات، مشيراً إلى أن المملكة تعمل على تنفيذ نظام استخراج النفط المحسن أو ما يعرف بCO2، بالإضافة إلى إستمرارها في العمل بشكل جدي من أجل التحول من الوقود السائل إلى الغاز، والذي أحرزنا فيه تقدماً كبيراً. وقال النعيمي في كلمته التي ألقاها في قمة "الأعمال والمناخ" التي أختتمت الخميس الماضي في باريس والتي تأتي قبل مفاوضات الأممالمتحدة للتغير المناخي التي ستعقد في نوفمبر المقبل بباريس، إن المملكة أقرت العديد من الأنظمة في هذا الجانب منها إستخدام المواد العازلة في المباني لتخفيف إستهلاك الطاقة، وكذلك في مجال الأجهزة الكهربائية ووقود السيارات وغيرها من المجالات، مشدداً في الوقت نفسه أن المملكة تستثمر في الوقت والمال لتصبح لاعباً عالمياً على في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مطالباً جميع الدول الأعضاء لزيادة الاستثمار في البحث والتطوير في مجال الطاقة النظيفة إذا ماأراد العالم تحقيق تقدماً في هذا المجال، داعياً في الوقت نفسه جميع الدول المهتمة للدخول في شراكة مع المملكة لتحقيق الأهداف المشتركة في هذا الجانب. وأضاف النعيمي "كل المؤشرات والأبحاث في مجال الاستثمار بالطاقة تؤكد أن هناك مجالين يجب العمل عليها، أولها العمل المبكر في التصدي لتغير المناخ أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار في الاتجاهات على المدى الطويل، والثاني جميع السيناريوهات تنص على أن الوقود الأحفوري سوف يهيمن على مزيج الطاقة في المدى القصير والمتوسط حتى ما بعد العام 2050م.. هذا يقودني إلى استنتاج مفاده أن الاستثمار في تكنولوجيات الوقود الأحفوري الأنظف هو أمر ضروري ويجب أن يكون من الأولويات، أشعر بأن هذا صحيح بشكل خاص في مجال كفاءة استخدام الطاقة واستخدام التقاط الكربون وتخزينه، وأعتقد أيضا أنه من المهم للاستثمار في الطاقة المتجددة على المدى المتوسط والطويل". وقال النعيمي "قبل ثمانين عاماً عشت 8 سنوات من طفولتي في الصحراء كانت الحرارة فيها لا تطاق ولا نستطيع حفظ الأغذية لوقت طويل وكانت الحياة صعبة للغاية، مبيناً أن هذه الظروف حقيقة واقعة بالنسبة لملايين الناس اليوم في بعض دول العالم، ووفقا للأمم المتحدة فإن هناك نحو 1.2 مليار شخص لا يستطيعون الحصول على الكهرباء وأكثر من مليار نسمة يحصلون على شبكات كهرباء لا يمكن الاعتماد عليها، لذلك يجب أن تكون أولويتنا الحصول على الطاقة للجميع، وهذا يعني الوصول إلى جميع أشكال الطاقة، والتحدي الذي يواجهنا هو جعل هذه الطاقة يمكن الوصول والإعتماد عليها وبأسعار معقولة وصديقة للمناخ"، مبيناً أن الطاقة التي نعمل عليها اليوم ساعدت في خلق قوة اقتصادية في أوروبا، بما في ذلك هنا في فرنسا، والولايات المتحدة، حيث حسنت حياة الناس في العالم المتقدم، وتغيرت أساليب حياة الناس بشكل كبير على مدى السنوات ال 100 الماضية، طريقة عيش الناس وطريقة سفرهم وغيرها، تطورت كل هذه الأشياء الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الطلب على الطاقة، لذلك يتعين على الدول المتقدمة أن تساعد الدول الفقيرة للحصول على الطاقة النظيفة بأسعار معقولة وموثوق بها لتحسين حياة مواطنيها كواجب أخلاقي، وأيضا كفوائد اقتصادية. وشدّد النعيمي في ختام كلمته على أن المملكة تدرك أن تغير المناخ يمثل تحديا، ولدينا فرصة جميعاً نعتقد أنه يمكن تلبيتها من خلال براعة الإنسان، والبحث والتقدم التكنولوجي، ومعاً يمكننا التغلب على التحديات والاستفادة من الفرص التي تمثلها.