حين يتناول الإنسان الطعام، فإن ذلك الطعام يصل إلى المعدة لتبدأ عملية الهضم، وعند وصول الطعام فإن المعدة بطبيعتها تقوم بإفراز كمية محددة من سائل يتكون من مزيج من المواد الكاوية ومجموعة من الانزيمات ومواد كيميائية اخرى تساعد فى عملية هضم الطعام، وهذا السائل الحمضى تبقيه المعدة بين جدرانها ويحمي بطانتها غلاف مخاطي واق يمنع السائل الحمضي من اتلاف بطانتها، ويحدث أن تضعف عضلة المعدة العاصرة لأسباب عديدة عندها ينطلق السائل الحمضي إلى المريء مسبباً الحرقة، والمريء هو الانبوب الذى ينقل الطعام من البلعوم إلى المعدة، ويصل الفم بالمعدة واذا بقى السائل الحمضي طويلا في المريء فانه يحدث حرقا فى بطانته مما يؤدى إلى شعور بحرقة الجوف والتي يعرفها البعض بالتعبير الدارج بالحرقان، وتعرف زيادة حموضة المعدة بحرقة فم المعدة أو حرقة المرئ، فيبدأ الإنسان يحس بأعراض مثل ألم ومضايقة فى المعدة، واضطراب المعدة (الغثيان، الانتفاخ، شعور بالامتلاء في المعدة)، والتقيؤ، والتجشؤ المتكرر، وحرقة الفؤاد. هذه الأعراض السابقة عن خروج السائل الحمضي من المعدة إلى المريء والتي تسمى (الحرقان) مع إضافة عدة عوامل أخرى تجعل الحالة تزداد حدة، مثل تناول بعض المأكولات والمشروبات أوحتى الأدوية أحيانا، وهذا يجعل كثيرا من الناس يتساءل ما هي المأكولات والمشروبات التي يمكن أن تؤثر سلباً وتجعل الإنسان يحس بالحرقة أو الحموضة؟، إن أهم المأكولات والمشروبات التي يتحدث عنها الخبراء والباحثون في هذا المجال والتي يرون أنها تزيد من خطورة الحالة، عصائر البرتقال والليمون، الشوكولاتة، القهوة، الشاي، الكولا، المشروبات الكحولية، وغيرها، أما فيما يتعلق بالمأكولات فعلى رأس القائمة الدهون، الأطعمة الغنية بالبهارات والتوابل والبطاطا خصوصاً المقلية والخضروات الحمضية مثل الطماطم حيث تجعل الصمام بين المعدة والمريء مفتوحا، أما الأدوية فهي كالأسبرين والمضادات الحيوية والحديد وأقراص منع الحمل، فيتامين (ج)، مع مراعاة أن الحمل لدى النساء يمكن أن يصاحبه هذا الحرقان وذلك لأن الحمل يزيد من الضغط الباطني ويبقي الصمام مفتوحا. ويمكن قياس شدة حرقة المعدة بالفترة الزمنية التي تستمر فيها النوبة ومرات حدوث الحرقة وقوتها ونظرا لأن بطانة المريء حساسة جداً تجاه محتويات المعدة فإن التعرض المستمر ولفترة طويلة لهذه المحتويات قد يسبب تغييرات مثل الالتهاب، التقرحات، النزف وحدوث ندبات تؤدي إلى انسداد المريء. فإن استمرار أعراض حرقة المعدة يستدعي مراجعة الطبيب، وذلك تجنباً لمضاعفات خطيرة يمكن أن تحدث فمثلا قد يشعر الإنسان بألم شديد بالصدر يشبه إلى حد كبير الأزمة القلبية، كما يمكن ان تؤدي هذه الحرقة والحموضة إلى تضيق أو انسداد المريء أو تؤدي للنزيف في المريء، كما يمكن ان يحدث تغير في بطانة المريء وهو ما يؤدي بدوره إلى الأورام الخبيثة لا سمح الله، كما يمكن ان يحدث تلف شديد بالمريء تؤدي بدورها إلى صعوبة في البلع، تقيؤ الدم، صعوبة في التنفس بسبب ارتداد السائل الحمضي إلى القصبة الهوائية، بالإضافة إلى حصول سعال وبحة في الصوت أو نقص في الوزن، إن إهمال حرقة المعدة (الحموضة) المستمرة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لذا يجب عدم تجاهل الأعراض المستمرة للحموضة وكلما أسرع الإنسان بمعالجة أسباب الحموضة كلما تجنب المشاكل الأكثر خطورة. وهناك أمور ينصح بها الأطباء دائماً للابتعاد او تخفيف الحموضة من اهمها تغيير نمط حياة الشخص، وذلك مثل تناول وجبات صغيرة متوازنة بانتظام وعدم الشبع، والأمر يكمن في التوازن والانتظام، كذلك عدم النوم بعد الأكل مباشرة بل اعطاء وقت كاف للمعدة لتقوم بعملية الهضم والذي يفضله الأطباء بأكثر من ساعتين بعد الأكل بل أن بعضهم يذهب إلى أطول من ذلك، وأيضاً ينصح بتجنب الأطعمة المسببة للحموضة والتي منها ما ذكرناه سابقاً، كذلك يجب الإقلاع عن التدخين لأنه من العادات السيئة ذات التأثير السلبي المباشر على الجهاز الهضمي بكامله وتفاعلات الهضم، وأيضاً يعتبر الوزن الزائد من الأمور التي تسبب الحموضة لذلك دائما ما ينصح الأطباء بإنقاص الوزن، وتغيير عادات النوم كرفع رأس السرير، وأيضاً الابتعاد عن مسببات التوتر فى الحياة، ولكن النصيحة الأهم هي في القيام بالفحص الطبي واستشارة الطبيب المختص لمعرفة المسببات وايجاد الحلول المناسبة. * قسم التمريض - عيادة الباطنية