اختار الصاعد الثاني ل(دوري عبداللطيف جميل) الوحدة الموعد المناسب زمانا ومكانا أمام جماهيره العريضة والمتعطشة للصعود، فاحتفت بعد أربعة مواسم بعودته للأضواء، اثر تغلبه على أوجاعه ومشاكله الإدارية والمالية وسوء الاستقرار الذي لازم الإدارة والأجهزة الفنية خلال الموسم الرياضي، فكانت انتفاضته القوية بالدور الثاني كافية لتأكيد أحقيته بمرافقة القادسية وتتويجا لما قدمته الأجهزة الإدارية والفنية والعناصرية بالدور الثاني، من جهود جبارة للارتقاء نحو الأضواء، على الرغم من شدة المنافسة وصعوبة المواجهات التي ميزت بطولة دوري الأولى، والسباق الذي تواصل بين أكثر من خمسة أندية على بطاقتي الصعود، وواجه تحدياً قوياً نجح من خلاله الفريق في تسجيل رقم مميز بتحقيق 13 انتصاراً بالدور الثاني، ساعدته بقوة على العودة من مراكز الوسط، والدخول بقوة في سباق المنافسة. وبدأ الوحدة الموسم الحالي باستعداد بمدينة الطائف لمدة أسبوعين تخللته عدة مباريات ودية مع فرق المنطقة، والتي كانت فرصة سانحة لتجهيز الفريق بشكل جيد، وتجربة عدد كبير من اللاعبين من الأندية، وبعض المواليد. ونجحت الإدارة الوحداوية في إبرام عدد كبير من الصفقات من اللاعبين البعض منهم فشلوا في إثبات وجودهم بالفريق مثل حاتم بلال من نادي أحد ومنتصر ربيع من مواليد مكة وهارون عيسى من التابعين لأكاديمية محمد نور وعبدالله القصباوي من حواري المدينة ومحمد الداهي من النهضة وعبدالعزيز مرزوق من الاتحاد وبدر الخراشي من التعاون ومحمد برناوي من الأهلي مع المحترف البرازيلي ليوناردو بونفيم والذين صرفت عليهم إدارة الوحدة مبالغ طائلة في المقابل كانت هناك صفقات ناجحة ساهمت بالصعود بعد تقديمهم مستوياتهم جيدة يتقدمهم مهاجم أحد علي عواجي وصقر عطيف المحترف في البرتغال ولاعبي الاتحاد مشعل السعيد ومنصور شراحيلي. وعانى الفريق خلال رحلة الصعود من تعاقب المدربين، ففي بداية الموسم تم التعاقد مع المدرب الجزائري جمال مناد الذي قاده لأربعة انتصارات متوالية أمام المجزل والحزم والطائي وأبها ثم أعقبها بتعادليين أمام حطين والدرعية فأصدرت إدارة حازم اللحياني قرارا خاطئاً بإقالة المدرب ألقى بظلاله على مسيرة الفريق، تلا ذلك تعيين المدرب التونسي بوراوي جمال لمباراة واحدة فقط، ثم الاستعانة بخالد القروني فتعرض للعديد من الهزات الفنية وفقد الكثير من النقاط ولم يتمكن من تحقيق الفوز في سبع جولات متوالية مما دفع إدارة حازم اللحياني لإقالة القروني وتكليف مدرب الاولمبي الجزائري كريم بوحلية، وكان للفرسان رأي آخر بالتغلب على الظروف وتحقيق الانتصار بعد عدة تعثرات، وفي تلك الأثناء طالبت الرئاسة إدارة حازم اللحياني بتكليفه لمدة شهر ريثما تعقد الجمعية العمومية وبالفعل وافقت إدارة اللحياني على العودة ولكن نظرا لاستمرار سوء النتائج قدمت اعتذارها من جديد بعد مضي ثلاثة أسابيع ثم أعقب ذلك تعيين المدرب الأرجواني خوان ردودريقز الذي سبق له قيادة اولمبي الشباب والذي يعتبر خامس المدربين الذين يتولون دفة الوحدة خلال الدور الأول وبعد اعتذار الإدارة عن الاستمرار، وتم ترشيح نائب الرئيس السابق وعضو مجلس الإدارة رامي تونسي من قبل مكتب رعاية الشباب بمكة برئاسة النادي حتى عقد الجمعية، ونجح في توقيت قصير من التصدي للمهمة مع بداية الدور الثاني وبدأ أولى الخطوات بتغيير الجهاز الإداري وتعيين كل من قائد الوحدة السابق عبد الهادي ايشان وبدر هوساوي وحينها واجه التونسي مشكلة فعلية خلفتها الإدارة السابقة تتمثل في عدم استلام اللاعبين لرواتب ست أشهر والعاملين لعشرة أشهر مما اثر على مسيرة فصرف راتب شهر للاعبين وراتبين للعاملين مما كان له ابلغ الأثر على النفسيات بالإضافة لالتفاف عدد من أعضاء الشرف حول الفريق يتقدمهم جمال تونسي والذي اجتمع باللاعبين وطالبهم بضرورة تحقيق هذا الهدف على أن تكون الانطلاقة الحقيقة مطلع الدور الثاني وعدم التعاون بأي لقاء لان فرصة الصعود تتطلب الانتصار في جميع المباريات ولامجال لاتفريط. إدارة بصنوي تتجاوز الأزمة نتيجة لإغلاق فترة الترشح للانتخابات ونظرا لعدم وجود إدارة تستلم زمام الأمور وبحكم وجود قضية منظورة لدى الرئاسة العامة صدر قرار الرئيس العام بتكليف الدكتور محمد بصنوي برئاسة النادي والذي نجح في إعادة زمام الأمور، وتطور المستوى والنتائج وإعادة توهج الوحدة والتغلب على جميع المشاكل التي واجهته خصوصاً بعد تلقيه دعم من جميع أعضاء شرف الحالبين والسابقين فنجح في توحيد الصف من اجل فرسان مكة وعودة الجماهير بكثافة للمدرجات واستقرار في جميع الأصعدة بعد الهزة التي كانت عليه بداية الموسم، فتمكن الوحدة من الصمود وكسر جميع الصعاب وتحقيق 62 نقطة. وفي بداية الدور الثاني جاءت النتائج مميزة وواصل الفريق سلسلة الانتصارات والنتائج المميزة بعكس الدور الأول الذي شهد حالة من الإحباط والتراجع الفني وكان للاستقرار الفني بقيادة المدرب خوان دور كبير في ذلك إضافة إلى تغلب إدارة بصنوي على كافة الظروف، إذ تمكن الوحدة من تحقيق 13 انتصارا وتعادل وحيد أمام حطين وخسارة من القادسية، نتج عن ذلك تحقيق 40 نقطة بالدور الثاني من أصل 62، وهو رقم لم يصل إليه جميع الأندية مما كفل له تحقيق المركز الثاني ومن ثم الصعود ل"دوري جميل".