خرج الايطالي (ريناتو كوتوزو) 1911 - 1986م على كل النظريات التقليدية ذات الرؤية الضيقة للمستقبل الإنساني.. وفي فترة الخمسينيات والستينيات اتسعت القاعدة التعبيرية الأوربية على يديه.. وكان يشعر بحاجة ايطاليا إلى نوع من الفنون تكون قادرة على منح الناس وعياً بحياتهم.. علاقاتهم.. كيف يتحركون.. ومن يعرقل تطورهم، فكوّن مع (الفنان فينتوري) ثنائياً مثلا فيه الطليعة الايطالية الجديدة، وذلك بعد الحرب العالمية الأولى.. ولعبا دوراً بارزاً في تصوير الحياة القومية. ٭ ارتبط (كوتوزو) بعلاقة حميمة مع الاسباني (بيكاسو) وتحملا مسؤولية الوقوف مع شعبيهما ضد العنف والديكتاتورية فوقف (كوتوزو) ببندقيته في وجه (موسوليني) كما هو حال (بيكاسو) ضد ديكتاتور اسبانيا الجنرال (فرانكو) أو كما يدعوه (بيكاسو) «عدو الإنسانية والثقافة جمعاء». ٭ من أشهر أعمال (كوتوزو) الهرب من أتنا (1939م) ولوحة المنجم وجسر الأميرالية والاجتماع العام، وهذه اللوحة التي أسماها (سوق الخضار)، حيث جسد فيها الميزة الحية للصورة الفنية بكل إحساسها.. إدراك حسي وتصوير دقيق للشخصيات توزيع وتنوع في الخطوط.. ألوان براقة وصارخة.. أضواء وظلال بتقنية عالية.. إنه التراث الواقعي الإنساني في نظر (كوتوزو).