انضم الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أمس الى الالاف الذين شاركوا في المسيرات المعادية لاسرائيل التي تنظمها الحكومة كل عام في آخر يوم جمعة من شهر رمضان تحت شعار يوم القدس العالمي وذلك بعد يومين فقط من تصريحاته المثيرة ضد اسرائيل التي أسفرت عن رد فعل غاضب من قبل تل أبيب وبعض الدول الغربية. وتهدف مظاهرات أمس في العاصمة طهران وغيرها من المدن الايرانية الى اظهار تضامن ايران مع الشعب الفلسطيني... وقد رافق نجاد في هذه المظاهرات العديد من الوزراء من بينهم وزير الخارجية الايراني مانوشهر متقي. وتكتسب هذه المظاهرات السنوية أهمية خاصة هذا العام بسبب التصريحات المعادية لاسرائيل التي أطلقها الرئيس الايراني في وقت سابق من الاسبوع الحالي. ورفض الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أمس الجمعة الادانة التي وجهتها بعض الدول لدعوته الى ازالة اسرائيل من الخارطة العالمية .. مؤكدا ان تصريحاته صائبة وعادلة. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن نجاد قوله انهم احرار فيما يقولونه وكلماتهم ليس لها اي اهمية.. ومن الطبيعي انه اذا كانت الكلمة صائبة وعادلة فانها ستثير رد فعل. واضاف ان كلماتي هي بالضبط كلمات الشعب الايراني. وكان نجاد قد قال في مؤتمر عقد في طهران الاربعاء الماضي ان توقع الزعيم الايراني الديني الراحل اية الله الخميني بزوال اسرائيل سيتحقق قريبا... وقال ان شاء الله سيتحقق زوال اسرائيل قريبا بفضل حكمة الشعب الفلسطيني.. ووصف نجاد اسرائيل بأنها نبتة امبريالية زرعها الغرب لمحاربة الاسلام. وحاول مانوشهر متقي وزير الخارجية الايراني تهدئة الامور وقال للتليفزيون الرسمي الايراني ان نجاد نقل فقط ما قاله اية الله الخميني قائد الثورة الاسلامية التي اندلعت عام 1979. واضاف أن رفض ايران لدولة اسرائيل أحد مبادئ السياسة الخارجية الايرانية منذ قيام الثورة الاسلامية لذا فانه لا يمثل شيئا جديداً. وشهدت مختلف المدن الإيرانية أمس الجمعة مسيرات جماهيرية حاشدة بمناسبة اليوم العالمي للقدس شارك فيها مئات الالاف من الايرانيين. وندد المتظاهرون الذين احرقوا العلم الاسرائيلي بالمجازر التي ترتكبها القوات الصهيونية ضد الفلسطينيين وطالبوا الدول الاسلامية تقديم كل أنواع الدعم للشعب الفلسطيني لمساندته في تحرير الأراضي الفسلطينية من المحتلين، وهتف المتظاهرون بشعارات منددة بالولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل داعين المسلمين الى بذل كل ما بوسعهم لتحرير القدس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وأكد المتظاهرون الذين اجتمعوا في ختام المسيرة في جامعة طهران حيث اقاموا صلاة الجمعة اكدوا في بيان بان الانتصار العظيم الذي تحقق مع تحرير غزة جاء نتيجة مواصلة الجهاد حتى تحرير كامل فلسطين من نهر الأردن حتى البحر الأبيض المتوسط، وانتقد البيان مساعي بعض البلدان العربية والاسلامية لالغاء مقاطعة البضائع الاسرائيلية والعمل على التطبيع مع اسرائيل ودعا الفصائل الفسلطينية الى توحيد صفوفها وكلمتها لتفويت الفرصة على الصهاينة الذين يحاولون بشتى السبل إلى تمزيق الصف الفلسطيني واشعال نار الحرب الأهلية بين الفلسطينيين. من جهة ثانية أعلنت اسرائيل أنها سوف تطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الامن لمناقشة الاجراءات التي ينبغي اتخاذها ازاء ايران عقب تصريحات نجاد. ذكر ذلك تليفزيون «بي. بي. سي» البريطاني أمس الجمعة.. دون اعطاء المزيد من التفاصيل في هذا الصدد. من جهة ثانية قال وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم أن هناك اجماعا دوليا على خطورة ايران وهو ما يجب أن تستغله اسرائيل للضغط على المجتمع الدولي وعزل ايران عزلا تاما «حسب تعبيره». أضاف شالوم الذي يقوم بزيارة حاليا الى باريس في «تصريحات خاصة أدلى بها للاذاعة الاسرائيلية أمس» ان هدف اسرائيل هو الرابع والعشرين من الشهر القادم حيث اجتماع اللجنة الدولية التي ستبحث البرنامج النووي الايراني ولهذا فان اسرائيل ستعمل على تحويل هذا الملف الى مجلس الأمن لفرض عقوبات على ايران. اضاف شالوم ان اسرائيل قررت القيام بحملة دبلوماسية واسعة بهدف عزل ايران دوليا على جميع الأصعدة بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس الايراني. وسلم سفير اسرائيل في الاممالمتحدة دان غيلرمان امس الأول الخميس سلطات الاممالمتحدة طلب نبذ ايران من المنظمة الدولية الذي اعدته حكومته، ردا على تصريحات الرئيس الايراني الذي دعا الى «محو اسرائيل من الوجود». وقال غيلرمان في رسالة وجهها الى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان والى رئيس مجلس الامن نظيره الروماني مينيا موتوك «ان اي دولة عضو تدعو الى العنف والدمار، كما فعل امس الرئيس الايراني، لا تستحق مقعدا في هذه المنظمة المتحضرة، الاممالمتحدة».