اعتبر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن تأييد غالبية الشعب العراقي للدستور من خلال الاستفتاء الذي جرى الأسبوع الماضي يعد خطوة مهمة في بناء العراق الجديد. وحث ملك الأردن أمس خلال اجتماع مع رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري الذي يزور الأردن حاليا جميع فئات الشعب العراقي للانخراط في العملية السياسية والى التوافق فيما بينهم حفظا لامن العراق واستقراره وشدد على أن سيادة العراق واستقلاله ووحدة أراضيه مصلحة أردنية مثلما هي مصلحة عراقية. وجدد ملك الأردن وقوف بلاده الى جانب الأشقاء في العراق في سعيهم لبناء مستقبلهم والحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا مشددا على إدانة الأردن لجميع الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين الأبرياء وتهدف الى زعزعة امن واستقرار العراق. وأعرب رئيس الوزراء العراقي عن تقديره للجهود التي يبذلها الأردن بقيادة الملك لحشد الدعم والتأييد الدولي للإسهام في إعادة الاستقرار الى العراق ومساعدة العراقيين في تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها. وأكد حرص بلاده على تمتين علاقات التعاون مع الأردن وتعزيزها في مختلف المجالات.. وقال إننا نتطلع الى بناء علاقات متينة وراسخة مع الأردن وبما يعود بالفائدة على شعبينا وبلدينا. وأشار الى انه سيبحث مع نظيره الأردني تشكيل لجنة وزارية عليا تتابع كل الملفات المتصلة بالعلاقات الثنائية. مشيرا الى أن الاردن تجسيدا لايمانه ببناء عراق قوي وموحد يساند عملية إعادة الاعمار وبناء المؤسسات حيث عمل على تدريب أفواج عديدة من عناصر الشرطة العراقية وصل تعدادها نحو 23 الف ضابط وشرطي بالإضافة الى ثلاثة الاف اخرين يتم تدريبهم في المملكة حاليا ضمن الخطط الموضوعة لتدريب ما مجموعه 32 الفا من عناصر الامن العراقي. مباحثات ثنائية وبعيدا عن الأعلام أجرى الجعفري في اول زيارة يقوم بها الى الأردن منذ استلامه موقع رئاسة الحكومة في العراق مباحثات مطولة مع نظيره الأردني الدكتور عدنان بدران تناولت ملفات الامن والحدود والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب الى جانب الجانب الاقتصادي. وقد وصف الجعفري مباحثاته في عمان بأنها ليست بروتوكولية انما جاءت لحسم الكثير من الملفات العالقة عبر الحوار المفتوح وانه تم مناقشة موضوع الإرهاب من كل جوانبه. وقد أكد رئيس وزراء الأردن عقب مباحثات ثنائية مع الجعفري الدكتور عدنان بدران ان الأردن والعراق يشكلان عمقا استراتيجيا لكليهما وان هناك الكثير من المصالح المشتركة التي تربط البلدين وانه يجب التركيز على القضايا التي تهم الشعبين من كل النواحي. وقال لقد بحثنا مجالات النقل والطاقة والأمن الحدودي والترانزيت والمجالات المالية والاقتصادية وجميع الملفات العالقة وكذلك فتح ملفات جديدة لمصلحة البلدين. وقال ان المباحثات تطرقت الى الوحدة الثقافية والاعلام مؤكدا على اهمية ان يصب الاعلام دائما في مصلحة تلاحم الشعبين الشقيقين العراقي والاردني نحو الهدف الواحد والمصلحة المشتركة. وردا على سؤال ان تناولت المباحثات الجانب الامني بين البلدين خاصة في مجال مكافحة الارهاب اكد الدكتور بدران ان هناك لجنة امنية مشتركة يرأسها وزيرا داخلية البلدين وان وكيل وزارة الداخلية العراقي ضمن الوفد الموجود حاليا في عمان وانه تم البحث في النواحي الامنية الحدودية وان هناك ضبطاً كاملاً للحدود الاردنية وانه لايوجد أي تسلل عبرها وتحديث لمركز الكرامة الحدودي تكنولوجيا لضبط العبور بالنسبة للبضائع والافراد وقد اتفقنا مع الجانب العراقي على جملة اجراءات فنية لضبط الحدود لضمان عدم مرور متفجرات أو أي عمل ارهابي. وقال لقد طلبنا من الحكومة العراقية رسميا متابعة الافراد الذي قاموا بعملية العقبة الارهابية ولم يتم القبض عليهم بعد لكن هناك متابعة لهذه المجموعة مؤكدا ان هناك تبادلاً للمعلومات بين الجانبين ما ادى الى الاطمئنان من الطرفين خاصة في ضوء مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين. وقال ان اللجنة الامنية ستكون دائمة وان هناك خطاً ساخناً بين وزيري داخلية البلدين لمتابعة أي عملية قد تحدث. من جانبه قال الجعفري ان المباحثات تناولت عدة ملفات أبرزها الملف السياسي والمالي والامني والاقتصادي والنقل والبيئة عبر ثلاث جولات من المباحثات معبرا عن سعادته لما تم التوصل اليه من نتائج عبر الشفافية والحوار في كل القضايا التي تم بحثها لتكون نتائج الزيارة عملية ميدانية محددة النتائج ومجدولة زمنيا للدفع في العلاقات بين البلدين الى ميادين ارحب من الأخوة والتعاون. واشار الدكتور الجعفري الى العملية السياسية الجارية في العراق والتي تنبع من رحم الشعب العراقي الذي يصنع مستقبله مؤكدا على العزم على المضي قدما في هذه العملية عبر مراحلها المختلفة وصولا الى الاستفتاء على الدستور الذي تم ثم في الخطوة الأخيرة المتمثلة بالانتخابات التي ستجرى في الخامس عشر من كانون ثان المقبل. وقال الجعفري انني متفاءل ان العلاقة الأردنية العراقية تمضي بشكل سريع نحو الأفضل واصفا الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الأردن الى بغداد في أيلول/سبتمبر الماضي بالسبق التاريخي السياسي لكل العالم العربي وقال «لقد كانت المملكة الأردنية الهاشمية صاحبة السبق في انها هي الاولى في مجال المبادرة والوصول الى بغداد من رئيس الوزراء على راس وفد وزاري بخطة شجاعة وجريئة وتنم عن عمق وحب يترجم ليس فقط مشاعر الاردن ملكا وحكومة وانما كذلك الشعب الأردني». وقال«لذلك نحن بدورنا نبادل هذا الحب بحب مقابل وهذه المشاعر بمشاعر متبادلة ونحن نحمل ذات المشاعر من الشعب العراقي لكل من يقف الى جانبنا ونرسم ونحدد بوصلة التعامل السياسي على ضوء المصلحة الوطنية المشتركة التي تنبع من إرادة الشعبين والبلدين التي تسوداهما علاقات الاخوة». وردا على سؤال حول مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية حول المصالحة في العراق قال الجعفري إن زيارة الامين العام للجامعة العربية الى العراق حملت معنى سياسيا بان سجل حضورا الى العراق وان الامين العام حمل رغبة كبيرة لمشروع مصالحة حاورته به بشكل مفصل مشيرا الى أن هذا المشروع للقاء او الملتقى للفرقاء السياسيين العراقيين الذي يتحرك خارج إطار الحكومة الى الحكم رحبنا به. وأشار لكننا وضعنا شروطنا من طرفنا بالاتفاق على تحديد أهداف اللقاء او الملتقى ومواصفات من يحضر وجدولة وتحديد أبجدية التنفيذ وانه كانت لدينا تحفظات لم تجد رفضا من الامين العام للجامعة العربية بان لا يضم الملتقى أي ارهابين او بعثيين متورطين بجرائم قتل او مالية او سياسية بمعنى تسلم مواقع متقدمة في حزب (البعث) المقبور سابقا.