علمت «الرياض» ان وزارة التربية والتعليم تسعى بالاشتراك مع وزارة الخدمة المدنية لوضع خطة من شانها تثبيت المعلمة التي تعين في الأماكن النائية كالقرى والهجر وما في حكمها على ان لا تنقل ولا تتحرك من المكان الذي عينت فيه ولا يحق لها المطالبة بالنقل الا وفق ظروف معينة، وهذه الخطة ترمي ان لا يتقدم على وظائف الاماكن النائية الا بنات تلك الاماكن وشغل وظائف المعلمات فيها دون منافس، وبهذا سيتم بإذن الله القضاء تدريجيا على تعيين بنات المدن في القرى والهجر. وأشار مصدر مسؤول بتعليم البنات ان تعيين معلمات المدن في القرى والهجر بسبب انهن يقدمن دلائل يثبتن من خلالها سكنهن في القرى، محملا المعلمات المعينات في هذه الأماكن وهن من خارجها سبب ما يتعرضن له من مشاكل وحوادث طرق، مؤكدا ان تعليم البنات ليس له ذنب فيا يتعرضن له جراء تكبدهن لمشقة ومشاكل الأسفار اليومية، مضيفا: ان بنات المدن يقدمن اثباتات سكناهن صحيحة فيحصلن بموجبها على وظائف معلمات في القرى والهجر ويحرمن بنات تلك الاماكن من التوظيف في مدارس هن اولى بها من غيرهن. يشار الى ان العديد من المعلمات ممن يسكن في المدن يداومن في مدارس تقع في اماكن نائية تبعد عن مقر سكناهن مئات الكيلوات مما يجعلهن يسافرن يوميا معرضات انفسهن للحوادث والأخطار وأحيانا الموت بسبب اتيانهن من اماكن بعيدة مما يؤدي لإرهاقهن وتأثرهن نفسيا لعدم قبول طلبات نقلهن المتكررة وتستمر هذه المعاناة طيلة العام الدراسي مما يضطرهن للتحايل على النظام للحصول على اجازات مرضية وإجازات استثنائية وتغيب وتأخير عن العمل، وكل هذه المعطيات من شانها ان تؤثر بلا شك على مسيرة التعليم في المدارس، والضحية الأولى هي الطالبة، ووزارة التربية والتعليم تحاول جاهدة القضاء على هذه الظاهرة بكل ما تستطيع وقد قامت بتأمين سكن للمعلمات في بعض القرى والهجر لكن العديد من المعلمات لم يقبلن السكن بعيدا عن اسرهن وفضلن التردد مئات الكيلوات يوميا من المدن الى القرى وبالعكس معرضات انفسهن للحوادث المميتة التي نراها تتكرر في صحفنا المحلية يوميا.