من مباراة إلى أخرى يثبت مهاجم الأهلي عمر السومة أنه من مواليد منطقة الجزاء، فالمهاجم السوري الهداف الذي قدم من الكويت لعب دوراً كبيراً في مشوار فريقه "الأخضر" ولم يكتف بقيادته نحو التتويج بكأس ولي العهد ولا التأهل إلى دوري أبطال آسيا بل أنه في طريقه إلى أن يساهم في حصد الأهلي لقب دوري "عبداللطيف جميل" وهو الحلم الذي طال انتظاره من قبل الأهلاويين، ونال رضا وإشادات واسعة من المتابعين لكرة القدم السعودية بفضل إمكاناته التهديفية التي رجحت كفته عن غيره من المهاجمين سواء المحترفين الأجانب أو المحليين، ولعله وجه رسالة لرؤساء الأندية جاء فيها: "إما إن تكون تعاقداتكم هكذا وإلا فلا". بنظرة على مشوار الأهلي في دوري "عبداللطيف جميل" نجد أن نصف أهداف الفريق 44 هدفاً في الجولات ال 21 الماضية سجلت بإمضائه الذي يتربع على صدارة الهدافين ب 22 هدفاً، وهنا تظهر قيمة المحترف الأجنبي الذي لابد أن تفوق إمكاناته وقدراته التهديفية اللاعبين المحليين بمراحل لمحدودية المحترفين غير السعوديين في تشكيلة الفريق. إدارة الأهلي أكدت للجميع أن لديها نظرة فنية مميزة، فالسومة لم تستقطبه من أوروبا أو من البرازيل ولم تدفع في عقده ملايين الدولارات، بل خطفته من الدوري الكويتي الذي يعد أقل من دورينا بمراحل، في البداية استغرب كثيرون خطوة الإدارة الأهلاوية، ومنهم من أشار إلى أن أزمة مالية قادتهم إلى هذه الصفقة؛ لجهلهم بإمكانات "العقيد"، إلا أن الحال اختلف تماماً بعد أول ظهور له بشعار الأهلي، وأذهل الجميع بقدراته المميزة التي أكدت أن "الراقي" كسب مهاجما بارعا وهدافا، وهو ما دفع الإدارة الأهلاوية إلى تمديد عقده خوفاً من رحيله إلى أحد المنافسين، خصوصاً أنه خطف أنظار الجميع سواء في دورينا أو في الخارج. الأهلاويون لم يتوقعوا أن يأتي مهاجم يُنسيهم "السفاح" البرازيلي فيكتور سيموس، أو العماني عماد الحوسني، إلا أن عمر السومة قال لهم "أنا موجود"، فالفترة الماضية أثبتت أنه مهاجم من طينة الكبار، ويمثل رعباً حقيقياً للخصوم الذين باتوا يحسبون له ألف حساب؛ لأنهم لا يعلمون كيف سيسجل ومن أين سيصل إلى شباكهم، فالكرات الرأسية "عشقه" والتسديدات القوية من خارج منطقة الجزاء "هوايته"، أما الكرات التي تصل إليه داخل منطقة الجزاء فحدث ولا حرج لأنها "لعبته". هنيئاً للأهلاويين بالعقيد الذي تنتظره مهمة ليست بالسهلة بعد أن استحوذ على قلوبهم، فالجماهير الأهلاوية ارتفع سقف طموحها وباتت لا تفكر إلا في لقب الدوري السعودي، وهنالك هدف آخر يسعى إليه "العقيد" وهو خطفه لقب هداف الدوري مع كسر الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجل باسم مهاجم الاتحاد السابق حمزة إدريس 33 هدفاً خصوصاً أن ذلك متاح له عطفاً على تسجيله 22 هدفاً قبل النهاية بخمس جولات ولا يفصله عن رقم حمزة سوى 11 هدفاً.