اختتمت أمس الخميس الندوات العلمية عن تاريخ الملك فهد "الفهد.. روح القيادة"، وخصصت الجلسة الصباحية التي ترأسها الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الربيعي عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، للبحث في السياسة السعودية في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز. ووثّق الأستاذ الدكتور عويد بن سلطان المشعان من قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت "دور الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود التاريخي في تحرير الكويت"، وتحدث عن الدور الدبلوماسي الحثيث للملك فهد قبل حرب تحرير الكويت لرد الحق بعد حشد المواقف العربية والإسلامية والدولية. كما تطرق الباحث إلى دور القوات المسلحة السعودية في تحرير الكويت، وموقف الشعب السعودي المشرف إبان الغزو العراقي، ودور الجمعيات والهيئات الخيرية في المملكة العربية السعودية، وموقف الإعلام السعودي الواضح والفاعل والمثمر في التحرير. وفي جانب التعاون الثقافي على مستوى الوطن العربي، طرح الدكتور أحمد السعيدي من كلية الآداب بجامعة عبدالمالك السعدي ورقة بعنوان "التعاون الثقافي والعلمي المغربي السعودي في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود.. جامعة الأخوين أنموذجاً"، رصد فيها أوجه التعاون الثقافي والعلمي على المستوى الأكاديمي بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية، وقدم شاهداً على هذا التعاضد والإسهام السعودي باستحداث جامعة "الأخوين" في إفران بالمغرب، نسبة إلى قائدي المملكتين الملك الحسن الثاني والملك فهد بن عبدالعزيز، واستحضر أيضاً شواهد أخرى لهذا التعاون وما تبعه من التوثيق الإعلامي المغربي لصور هذا التعاون ونماذجه باللغتين العربية والفرنسية. وفي الورقة العلمية التالية طرح الأستاذ الدكتور عبدالله بن سراج منسي أستاذ التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز المسار التاريخي لاتفاق الطائف الشهير (1410ه/1989م) بين أطراف الأزمة اللبنانية آنذاك، مشيراً إلى أن الملك فهد بن عبدالعزيز كان له الدور الأكبر في جمع الفرقاء اللبنانيين في مدينة الطائف واتفاقهم على مجموعة مبادئ نصت إجمالاً على أن لبنان وطن حر ومستقل، وهو ما يضاف إلى مبادرات الملك فهد لحل المشكلات العربية. وتحدث الدكتور محمد مراح (الجزائر) الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، عن السياسة الخارجية للملك فهد بن عبدالعزيز من خلال علاقاته بالجزائر، واستدل على نمو العلاقات السعودية - العربية في عهده، بالتحول النوعي في العلاقات السعودية الجزائرية حيث توالت زيارة الملك فهد للجزائر منذ عام 1982م، إضافة إلى دوره في جمع الزعيمين المغربي والجزائري عند الحدود الجزائرية المغربية برعاية شخصية منه، ما أثمر عن عودة العلاقات بين البلدين. وبعد الظهر أقيمت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور توفيق السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، التي ركزت على توثيق جوانب تنموية في التعليم بصفة عامة، وطرح الأستاذ الدكتور علي بن محمد الغامدي (المملكة العربية السعودية) من كلية التربية بجامعة طيبة ورقة عن "إسهام الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله في نشر وتطوير التعليم العام"، رصد خلالها جهود الملك فهد في بناء أسس التعليم النظامي في المملكة حين كان وزيراً للمعارف وما بذله من دعم واهتمام بمجال التربية والتعليم حين تولى الحكم، وأثر ذلك على رقي المملكة العربية السعودية. وفي الورقة الثانية استعرضت قماشة بنت إبراهيم الحبيب من وزارة التعليم، نماذج لقصائد ألقاها شعراء سعوديون وعرب وثقت لكثير من الإنجازات الحضارية في عهد الملك فهد، مثل دوره في توسعة الحرمين الشريفين، واهتمامه بالمصحف الشريف، والقفزة التعليمية التي شهدتها المملكة في عهده، وإطلاق مهرجان الجنادرية وغيرها من المناسبات التنموية والسياسية والثقافية داخل المملكة وخارجها. وسلط الباحث من المملكة العربية السعودية الدكتور أحمد بن محمد الحسين من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الضوء على "تطور تعليم الكبار ومحو الأمية بين عامي 1373 - 1422ه في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود"، ورصد البحث الجهود المبذولة في استراتيجية تعليم الكبار ومحو الأمية في المملكة والخطة الدراسية لها، كما قدم الباحث مسحاً كمياً لتطور أعداد مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية والفصول والدارسين والناجحين والموظفين ليدلل على اهتمام الملك فهد بالتعليم ونشر العلم والمعرفة ومكافحة الأمية في المجتمع. وقدمت الباحثة المصرية الدكتور منال بنت محمد خضري من جامعة الحدود الشمالية رصداً لجهود الملك فهد في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة من الموهوبين والمعوقين في المملكة منذ أن كان وزيراً للمعارف، ثم في المناصب التالية التي تولاها حتى تولى سدة الحكم، فأصبحت المملكة تتبوأ مكانة الريادة بين دول المنطقة في تربية ورعاية هذه الفئة الغالية من المجتمع. وأقيمت أربعة بحوث في الجلسة السابعة التي أقيمت بعد صلاة المغرب، تحدث في مستهلها الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي عن أسس الحوار ونهجه في فكر الملك فهد بن عبدالعزيز من خلال الحوارات مع طلاب الجامعات ومسؤولي الإعلام وأعضاء مجلس الشورى، كما تطرق للإصلاحات الإدارية والتنظيمية المتعلقة بتطوير السلطات الدستورية الثلاث والفصل بينها في عهده. وقدمت الدكتورة هيا بنت عبدالمحسن البابطين من قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ورقتها العلمية "الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رجل السلام" عرضت من خلالها دور الملك فهد في توطيد السلام والاستقرار إقليمياً ودولياً بما عرف عنه من دبلوماسية حاضرة في المواقف الحرجة. واستعرضت الدكتورة نعيمة قوينس الأستاذة بكلية الحقوق والعلوم القانونية بجامعة الملك سعود الإصلاح الدستوري والإداري في عهد الملك فهد، وربطت بين الأنظمة الصادرة في عهده بما تمثله من منظومة متكاملة والتطوير المجتمعي وتوفيرها لشروط النقلة النوعية للاستراتيجية العامة للمملكة العربية السعودية. واختتمت الجلسة بورقة علمية عن "سياسة الملك فهد بن عبدالعزيز في الدراسات الاستراتيجية الفرنسية" للدكتور نور الدين الصغير من قسم التاريخ والحضارة بكلية الآداب بجامعة الشارقة، وتطرق الباحث إلى المكانة العالية لشخصية الملك فهد في الدراسات الفرنسية وما خصته الوثائق الفرنسية العديدة وما صدر من البحوث والدراسات والتعليقات حول مختلف مراحل سياسته.