سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المشروع الأمريكي - الفرنسي في مراحله الأخيرة.. وميليس يتحدث عن «تهديدات» ويطالب سورية بمزيد من التعاون مجلس الأمن يبدأ مناقشة الخطوات التالية لتقرير ميليس
أوضح المندوبان الأمريكي والفرنسي لدى الأممالمتحدة أنهما يوشكان، خلال ساعات قليلة، على توزيع مشروع قرار على الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن يطالب سوريا بالتوقف عن إعاقة تحقيقات لجنة ميليس حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وأن تتعاون تعاوناً كاملاً وجوهرياً مع اللجنة. وقال المندوب الأمريكي جون بولتون للصحافيين «إننا نريد إشارة قوية من مجلس الأمن تجاه حكومة سوريا بأن إعاقتها للتحقيق يجب أن تتوقف في الحال ونريد منها تعاوناً جوهرياً في التحقيق». وأضاف: «إننا نريد من سوريا توفير الشهود وتسليم الوثائق ونريد تعاوناً حقيقياً وليس التظاهر بالتعاون». وقال بولتون إن مشروع القرار الأمريكي - الفرنسي يجعل الضوء مسلطاً على سوريا بأن عليها التوقف عن إعاقة التحقيق والتعاون الكامل مع لجنة المحقق ديتليف ميليس. ومن جانبه قال المندوب الفرنسي، جان مارك دولاسابلييه بأنه على ثقة بأن مجلس الأمن سيعالج بجدية بالغة خلاصة تقرير ميليس حيث طالب جميع أعضاء المجلس أثناء مناقشاتهم المغلقة مع ميليس بالوصول إلى الحقيقة ومحاسبة كل من تورط في جريمة اغتيال الحريري وجلبهم للمثول أمام العدالة. وقال المندوب الفرنسي في تصريحاته للصحافيين: «إنه للحصول على كامل الحقيقة فإن ذلك يعني أن تتعاون سوريا تعاوناً كاملاً ويجب أن لا نسمح بما هو أقل من التعاون الكامل». وجاءت تصريحات المندوبين الأمريكي والفرنسي، بعد الجلسة العلنية التي عقدها مجلس الأمن أمس التي استمع فيها إلى موجز من المحقق ديتليف ميليس للتقرير الذي أعده عن نتائج تحقيقاته في ملابسات اغتيال الحريري وهي التحقيقات التي قال بأنها لا تزال تستلزم المزيد من الوقت وهو قد يتيح الفرصة - كما قال - أمام السلطات السورية بأن تظهر تعاوناً أكبر وذي معنى وأن توفر أي أدلة جوهرية ذات صلة بالاغتيال. واستمع المجلس إلى الأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين في لبنان السفير بطرس عساكر الذي شكر لجنة ميليس على عملها مؤكداً على موقف لبنان في التعاون الكامل وهو التعاون الذي أثنى عليه ديتليف ميليس في كلمته أمام المجلس. أما المندوب السوري لدى الأممالمتحدة، فيصل المقداد، الذي كان آخر المتحدثين في جلسة مجلس الأمن حول تقرير ميليس فقد فند في كلمته كل ما يتعلق بسوريا في التقرير نافياً أي ضلوع سوري في اغتيال الحريري حيث قال: «إن ارتكاب هذه الجريمة البشعة هو ضد المبادئ التي تؤمن بها سورية من جهة، وإن هذه الجريمة كانت ضد مصالح سورية بشكل أساسي من جهة أخرى». وقال المقداد إن تقرير ميليس متأثر بشكل واضح وأساسي بالأجواء السياسية التي سادت لبنان عقب اغتيال رفيق الحريري. وقال سفير سوريا في الاممالمتحدة انه كان على لجنة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري «الا تضع اي شخص في دائرة الاتهام» ما دام التحقيق لم يكتمل واتهم مقداد اللجنة الدولية باختراق «مبدأ السرية» بتسريبها التقرير قبل تسليمه الى سوريا. واضاف ان سوريا تعاونت مع التحقيق «بكل صدق واخلاص»، مؤكدا ان ذلك «لم يكن نابعا فقط من التزام سوريا بالشرعية الدولية ولكن ايضا من رغبتها الجادة في كشف الحقيقة». ووعد بأن سوريا «ستواصل تعاونها مع اللجنة خلال الفترة القادمة وستقدم اي معلومات يمكن ان تساعدها على استكمال تحقيقاتها وكشف الحقيقة». من جهته قال ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، ان فريق التحقيق الذي يترأسه تعرض للعديد من «التهديدات». واضاف ميليس ان فريقه «تلقى عددا من التهديدات دلت تقديرات مسؤولينا الامنيين على انها حقيقية». وشدد ميليس، الذي اطلع المجلس على نتائج التحقيق الذي استغرق اربعة اشهر في اغتيال الحريري، انه بعد ان تقرر تمديد مهمة فريقه حتى 15 كانون الاول/ديسمبر، فإن الاولوية تعطى لضمان امن افراد الفريق. واشار الى انه منذ بدأت لجنة التحقيق عملها، اتخذت اجراءات امنية استثنائية لحمايتها بمساعدة قوات الامن اللبنانية. وقال «الا انه يجب الاشارة الى انه رغم الاجراءات الاحتياطية، فإن مستوى الخطر المرتفع سيزداد، خاصة بعد اصدار التقرير». وحول طبيعة تلك التهديدات قال ميليس في مؤتمر صحافي اعقب كلمته امام مجلس الامن، ان التهديدات صدرت عن «جماعات غير معروفة» وانه لم يرد اي مؤشر على ان الحكومة كانت ضالعة فيها. واوضح «كان يتم توزيع منشورات في جنوب لبنان تهدد اللجنة وتهددني... ووردت تهديدات اكثر فردية من مجموعات او من مجموعة سابقة... ولكن تلك التحقيقات لم تأت بالتأكيد من اي طرف رسمي». واكد انه «يتم القيام بكل ما يمكن (لحماية فريق التحقيق الدولي)». ودعا رئيس لجنة التحقيق الدولية سورية الى «تعاون اكبر واكثر فائدة» مع فريق التحقيق، في الوقت الذي يدرس فيه مجلس الامن الدولي احتمال اصدار قرار يطالب سورية بالتعاون مع التحقيق.