سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فرقة قتل إسرائيلية من «المستعمرين» تغتال«الجهادي»لؤي السعدي.. وحركة الجهاد تتوعد برد قاس وتعلن: لتذهب التهدئة إلى الجحيم حملة الاعتقالات المحمومة تطال 51 فلسطينياً وخاصة في الخليل
بعد شهور طويلة من الرصد والتعقب والملاحقة، تمكنت قوات الاحتلال في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية من الوصول الى قائد سرايا القدس في الضفة واغتياله، فيما اغتالت مقاتلا اخر من كتائب شهداء الاقصى، وذلك خلال عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة طولكرم. فقد استشهد الشاب لؤي جهاد السعدي (26 عاما)، قائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، عندما اطبق جنود الاحتلال الخناق عليه في احد المنازل في الحي الشرقي لمدينة طولكرم (مربعة حنون)، حيث امطروه بالرصاص واصابوه بعدد كبير الاعيرة ما ادى الى تشوه ملامحه. وقد سبقت جريمتها هذه بدقائق جريمة اغتيال ماجد سمير الاشقر (27 عاما) المقاتل في كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح، بينما كان يستقل سيارة خاصة في الحي المذكور، حيث اصابت مئات العيارات النارية السيارة وادت الى استشهاده على الفور. وفي تفاصيل الجريمة الاسرائيلية الجديدة حسب ما رواه مواطنون ومصادر من طولكرم، ل «الرياض»، فقد تسللت قوة من افراد وحدات القتل الاسرائيلية الخاصة تستقل شاحنة تحمل لوحة ترخيص فلسطينية منطقة «مربعة حنون» في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، تساندهم قوات كبيرة من الجنود والاليات، فيما لم تبرح طائرات الاستكشاف والمروحيات القتالية سماء المدينة. وعند العاشرة ليلا، بادرت هذه القوات الى فتح النار على السيارة التي كان يستقلها الاشقر وهو من ابناء قرية صيدا شمال المدينة، ما ادى الى استشهاده على الفور. في تلك الاثناء كانت قوات الاحتلال ووحدات «المستعربين» تحاصر منزلا يعود لعائلة ابو عابد في مخيم طولكرم، حيث كان السعدي الذي تعتبره سلطات الاحتلال المطلوب رقم 1 لها في الضفة الغربية، وعندما حاول الافلات على ما يبدو امطره الجنود بالرصاص فاستشهد على الفور. وقد تصدى رجال المقاومة للقوات الغازية وسمع اطلاق كثيف للرصاص طيلة ساعات الليل. وقد اعترفت قوات الاحتلال باصابة احد جنودها ووصفت جراحه بالطفيفة. يشار الى ان قوات الاحتلال تعمل ومنذ مطلع العام الجاري وبشكل حثيث على تعقب وملاحقة السعدي وهو من ابناء قرية عتيل وتنسب له الوقوف وراء عدة عمليات فدائية من ضمنها عملية ملهى ستيج على شاطئ تل ابيب في شباط الماضي وعملية نتانيا الاخيرة التي نفذها في تموز الاستشهادي احمد سامي ابو خليل، اضافة الى سلسلة من عمليات اطلاق الرصاص ضد اهداف اسرائيلية. وقد وضعت سلطات الاحتلال حركة الجهاد الاسلامي ولا سيما خلاياها العسكرية على رأس قائمتها حيث شنت عمليات دهم وملاحقة طالت عشرات الكوادر فيما اغتالت العديد منهم لا سيما في عتيل وصيدا وعلار. وانسحبت قوات الاحتلال من المدينة ومخيمها عند الثامنة صباحا مخلفة شهيدين ودمارا كبيرا في الممتلكات. وفي سابقة هي الاولى من نوعها وتعبيرا عن فرحتها الغامرة بقتل الشهيدين فقد سمحت قوات الاحتلال لطواقم صحافية فلسطينية بالوصول الى مقر الارتباط العسكري من اجل التقاط صور للشهيدين اللذين القيا على الارض والى جانبهما بندقيتان من نوع «كلاشنكوف» ومسدس وذخائر. وقد بدا رأس السعدي مهشما. وقد روى صحافيون فلسطينيون انهم شاهدوا جنود وضباط الاحتلال وهم يحتفلون بقتل الشابين، حيث قاموا بالتقاط صور تذكارية الى جانب الجثتين، مع اطلاق الضحكات وعبارات التبجح. يشار الى ان السعدي سبق واعتقل في العام 1997 وحكم بالسجن مدة 6 سنوات بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الاسلامي. وقد أصبح مطاردا منذ عام ونصف تعرض خلالها لسلسلة محاولات اغتيال، منها محاولة استشهد خلالها رائد عجاج قائد سرايا القدس في محافظة طولكرم. والمحاولة الاخيرة كانت عند محاصرته في بنسيون ناصيف جنوب مدينة طولكرم في آب الماضي. واسفرت الحملة الاجرامية ايضا عن احراق منزل المواطن محمد ابو فريد في مخيم نور شمس بطولكرم، فيما اعتقلت هذه القوات نحو عشرة مواطنين اخرين بينهم ستة من عائلة ابو عابد حيث كان الشهيد السعدي يتواجد قرب منزلها. والمعتقلون هم: ناصر ابو حديد، ويوسف دعاس، واشرف زيدان، وعبد الناصر ونضال وعبد الله ياسر ابو عابد، ومحمود واحمد محمد ابو عابد، ومحمود احمد ابو عابد. وبذلك يرتفع عدد شهداء الاجرام الاسرائيلي في الضفة الى اربعة خلال 48 ساعة، بعد قتلها فتى في دير نظام ليلة السبت وشابا في عنبتا ليلة الجمعة. واعتبرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي أمس جريمة اغتيال لؤي السعدي إنهاء للتهدئة. وقالت السرايا في بيان صحافي «إن العدو بإقدامه على اغتيال السعدي في ظل التزام الحركة بالتهدئة يعني حرصه الاكيد على إنهاء هذه التهدئة والتي لن نأسف عليها مطلقاً». وتوعدت السرايا بالرد على اغتيال السعدي قائلة: «لن نقف مكتوفي الايدي ودماء مجاهدينا تستباح في كل مكان ولن يرى العدو منا إلا ما رآه من شهيدنا لؤي السعدي». وأضاف البيان: «سيخرج استشهاديونا من كل مكان ليحولوا ليل الاحتلال إلى نهار وسيندم على جريمته حيث لا ينفع الندم ولتذهب التهدئة إلى الجحيم بلا رجعة فنحن لا ننام على دماء مجاهدينا وفينا عرق ينبض». وقال خالد البطش عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الاسلامي بغزة «إن اغتيال السعدي هو ضربة مؤلمة للمقاومة الفلسطينية» مضيفا «أن هذه هي جريمة بكل المقاييس لن تمر دون عقاب من أبناء سرايا القدس وتلاميذ لؤي السعدي وأبنائه». وأكد أن «العدو الاسرائيلي يرتكب حماقة خطيرة ويرتكب جريمة نكراء بشعة وكبيرة بحق أحد أبرز رموز المقاومة الفلسطينية على الاطلاق وهو الشهيد لؤي السعدي، هذه جريمة لن تمر دون عقاب». ودعا البطش السلطة الفلسطينية إلى استنكار جريمة اغتيال السعدي بشكل رسمي ومضى يقول «إن هذا العمل الجبان يحب أن يقابله استنكار رسمي من خلال السلطة ومن قبل كل الدول في العالم ومن قبل مسؤول الاممالمتحدة حتى نشعر بأن العالم يقف مع الحق». من جانبه أكد الشيخ نافذ عزام أحد قادة الجهاد الاسلامي أن اغتيال السعدي هو ضربة إسرائيلية جديدة ضد الجهود التي تبذل لاستقرار المنطقة. وقال عزام في تصريحات للاذاعة الفلسطينية إن ما حدث هو «جريمة جديدة تضاف لسلسلة الجرائم التي ترتكبها (إسرائيل) ضد الشعب الفلسطيني» موضحا أن (إسرائيل) من خلال عملية الاغتيال تريد أن توصل رسالة «بانها غير معنية بهذا الاستقرار وتستهتر بكل هذه الجهود». الى ذلك واصلت قوات الاحتلال حملات الاعتقال المسعورة في محافظات الضفة الغربية لا سيما محافطة الخليل، حيث اعتقلت فجر أمس خمسة عشر اخرين خلال حملات تفتيش واسعة النطاق للمنازل في بلدات الشيوخ وبيت أمر وحلحول وبيت كاحل. ففي بلدة الشيوخ اعتقلت هذه القوات كلا من: الشقيقين محمد ونائل حامد الحلايقة ومحمود عبد ربه الحلايقة وأحمد حامد الحلايقة ومجدي محمود المشني وحجازي حسين الحلايقة، وبدر بدران إبراهيم الحلايقة. وفي بلدتي بيت أمر وحلحول اعتقلت كلا من: يوسف بدر خليل ومحمد أحمد خميس، وأحمد زكي بحر، وخالد العلامة واحسان جاد الله عمران. واعتقلت في بلدة بيت كاحل كلا من: عبد المهدي بدوي الزهور وإبراهيم علي محمد العصافرة، ومحمد عبدالله نمر العصافرة. وزعمت قوات الاحتلال ان جميع المعتقلين هم من كوادر حركة حماس. وفي محافظة نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال كلا من: محمد جميل خطاطبة ورائف عزام خطاطبة وكريم بسام خطاطبة، وعلى صلاح الدين جابر. وزعمت سلطات الاحتلال ان المعتقلين الاربعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. من جهة اخرى، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، عدة بركسات ومنشآت بالقرب من قرية عاطوف شرق طوباس، تعود للمواطن جهاد بني عودة من بلدة طمون.