تُعد المملكة في مصاف دول مجموعة العشرين "تنافسية" من حيث متوسط الوقت لتمكين رواد الأعمال للبدء بالنشاط التجاري، وقد أدركت المملكة مبكراً أهمية ريادة الأعمال واحتضان رواد الأعمال ودعم مساهماتهم المتواصلة في الانطلاق بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة، والتي تشكل جزءاً حيوياً من الأعمال والمنشآت المتنوعة والمتعددة في المملكة. ومن أجل تلبية متطلبات القطاع الاقتصادي المزدهر وتعزيز التسارع في إطلاق أعمال جديدة في المملكة تحدث ل"الرياض" وليد الشبيلي رئيس قطاع تطوير الأعمال والمنّظم الرئيسي لجائزة رواد الأعمال في مكتب إرنست ويونغ "EY" بالرياض عن ريادة الأعمال. مقومات * ما المقومات التي تتمتع بها المملكة لاحتضان ريادة الأعمال؟ -الشبيلي: حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان سلمه الله تدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال مجموعة كبيرة من المبادرات التي تساعد رواد الأعمال لإطلاق ونمو المشاريع والمنشآت الجديدة، فعلى سبيل المثال أصبحت الإجراءات المصاحبة مقتصرة على أربع خطوات بعدما كانت ثلاث عشرة خطوة للبدء في مشروع ما، وهذه السلسلة الإجرائية هي الأقل بين دول مجموعة العشرين حيث لم يستغرق الانطلاق في مشروع جديد في المملكة سوى خمسة أيام وذلك في 2010 بعدما كان يستغرق تسعة وخمسين يوماً في 2005. وقامت المملكة بوضع إطار مشجع لتمويل بدء تلك المنشآت من خلال برامج داعمة لهم، كبرنامج "كفالة"، بقيمة إجمالية تساوي 200 مليون دولار، كما تدعم المملكة المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تواجه تعثر السداد بتشجيع البنوك المحلية في تقديم القروض لتلك المنشآت المتوسطة والصغيرة، فتم إنشاء صندوق الأهلي للمنشآت الصغيرة لتزويد الشباب السعودي بالمعرفة والمهارات اللازمة لتأسيس مشاريعهم الخاصة ومساعدة المنشآت المتوسطة والصغيرة في الحصول على القروض من موارد تتعاون مع البنوك التجارية، كما أنه يتم دعم المنشآت المتوسطة والصغيرة القابلة للاستمرار من خلال تقديم الضمانات المطلوبة من قبل الجهات المقرضة، وينظر إلى الأنظمة والضرائب في المملكة من قبل رجال الأعمال بإيجابية من حيث بدء المنشآت التجارية. توفير فرص عمل * ما الدور الذي تلعبه ريادة الأعمال في التنمية؟ -الشبيلي: تعتبر ريادة الأعمال من المواضيع المهمة لتوفير فرص العمل، والتنويع الاقتصادي، وتطوير القطاع الخاص، كما تشكل سوقاً مبتكرة أكثر تنافسية وتستفيد من المواهب الشابة والإبداع والابتكار، وتعزّز من إمكانات النمو في القطاع التقني، وفي المملكة يحظى روّاد الأعمال بتشجيع الحكومة أيدها الله للمساعدة على بناء اقتصاد أكثر حيوية، وفي الوقت الحاضر يميل المواطنون المتخصصون إلى العمل في القطاعات ال، وبحسب مؤشر لروّاد الأعمال في مجموعة العشرين لشركة "EY"، يشير التقرير إلى أن الخوف من المخاطر يعد تحدياً يصعب التغلّب عليه في الثقافة المحلّية في المملكة، سواءً لدى روّاد الأعمال أو المستثمرين، ومن المهم إيجاد نماذج يحتذى بها لتشجيع روّاد الأعمال المستقبليين. التمويل والبيئة * كيف للمملكة أن تعزز دور ريادة الأعمال؟ - الشبيلي: المملكة في وضع جيد يسمح لها بتشجيع رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بالموارد المطلوبة، كونها مركزا صناعيا في المنطقة تتمتع باقتصاد قوي ومتنامٍ فإن السنوات العشر القادمة تبشر بالخير في تطوير هذا القطاع، وهنا ينبغي الاستمرار في تعزيز مفهوم ودور رواد الأعمال مع توفير خيارات التمويل القوية، والثقافة المساندة، وتوفير بيئة عمل مواتية، وأنظمة تعليم متميزة تشجع العقول على الريادة وخلق بيئة مناسبة لمشروعات وأعمال جديدة، والبنك الدولي يدعو للمساعدة في تعزيز ريادة الأعمال، عبر القيام بالإصلاحات الهيكلية، وخفض البيروقراطية، والتنوع الاقتصادي وتقوية السياسات المواتية للعمال والمنشآت، وجذب تدفقات الاستثمار الاجنبي وتوسيع القنوات التجارية وتقوية التعليم والإبداع. تعزيز روح المبادرة * ما الجوانب التي يتناولها البرنامج هذا ال في المملكة؟ - الشبيلي: إطلاق برنامج تكريم رواد الأعمال في المملكة، الذي سيُعقَد هذا ال للمرة الثانية، هو محاولة دؤوبة لمواصلة تكريم رواد الأعمال السعوديين ومنحهم التقدير الذي يستحقونه وأخذهم للعالمية، بما يُظهِر مدى التزام "EY" وسعيها نحو تعزيز روح المبادرة في ريادة الأعمال التي تشكل دافعاً رئيسياً ومحركاً للنمو الاقتصادي في المملكة وجميع أنحاء العالم، وسنقوم بالتركيز في برنامج هذا ال على تحفيز المنشآت الصغيرة، كونها الداعمَ الرئيس لاقتصاد المملكة، وإحدى أهم المحركات الرئيسية للنمو بشكل، فضلاً عن دورها في توفير فرص العمل، ودعم المجتمعات المحلية، وبناء مجتمعات ناجحة. خطوات رئيسة * ما التوصيات الخاصة بتفعيل دور ريادة الأعمال في توفير الوظائف؟ -الشبيلي: نحن نوصي دائماً بأربع خطوات رئيسة لمعالجة قضية توفير الوظائف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أولاً تشجيع ريادة الأعمال وخلق البيئة المناسبة للشركات الجديدة، وثانياً تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، ثم تطوير التعليم والتدريب، وأخيراً الإنفاق لهذا ال الموجه على البنية التحتية، وبحسب صندوق النقد الدولي "IMF"، فإن الاستثمار في البنية التحتية يمكن أن يحمل تأثيراً كبيراً على خلق فرص العمل، إذ يمكن توفير حوالي 40 ألف فرصة عمل سنوية جديدة مباشرة وغير مباشرة على المدى القصير مع كل 4 مليارات ريال يتم إنفاقها على مشاريع البنية التحتية. دعم الرواد * أطلقت شركة "EY" برنامجاً لدعم رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، ما ظروف إطلاقه؟ وما طبيعته؟ - الشبيلي: التزمت شركة "EY" بتقديم الدعم لرواد الأعمال، وهنا لابد من القول إن تعزيز روح الريادة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة هو الخيار الأقوى لإيجاد فرص العمل والتكامل مع الاقتصاد العالمي وتدعيم المنطقة المحتملة كمحور بين الشرق والغرب، والواقع أن رواد الأعمال هم رواد التغيير والإبداع.