وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الوزاري بشأن السودان    تعليم سراة عبيدة يحتفي باليوم الوطني السعودي 94    وزير الخارجية في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن: السعودية ملتزمة بتعزيز العمل الجماعي لتحقيق الأمن والتنمية    أغلى الكؤوس.. التعاون والنجمة والرائد والرياض يكملون عقد المتأهلين    عاشور: ننتظر دعم جماهيرنا في الرياض    مؤشرات البورصة الأمريكية تغلق على تباين    نائب أمير مكة يشهد حفل اليوم الوطني بالإمارة    السوق يقفز 75 نقطة.. التداولات 7.1 مليار ريال    «الكَبَد» متعة الحياة    وزير الداخلية والسفير الصيني يبحثان الموضوعات المشتركة    «الساطي» يلاحق «العقيد»    الشهري يكسب ثقة الاتحاديين بالتأهل لثمن نهائي «الكأس»    «القرش الشبح» يظهر في عمق «الهادي»    التعليم والمرحلة الجديدة    أمير الجوف يعزي أسرة البراهيم    الحب والروح    «إذا سقطت لا تقوم خلك مسدوح»!    ترمب: يجب «تدمير» إيران إذا «ألحقت أذى» بمرشح للانتخابات الأميركية    المملكة تعزز الشراكة في مجال الفضاء مع "Space X"    ميثاق المستقبل    زيلينسكي يتهم روسيا في الأمم المتحدة بالتخطيط لهجمات على محطات نووية في أوكرانيا    يا «نصر الله» هل تتذكر رسالة غازي كنعان؟    القصيبي يؤكد أهمية تنسيق منظومة نزع الألغام في اليمن    في الجولة الخامسة من دوري روشن.. الهلال والأهلي في ضيافة الخلود والقادسية    "هلال– نصر– اتحاد– أهلي" تحت مجهر البكري    أكد دعم القيادة للعمل الخيري الإسلامي وسرعة الاستجابة.. الربيعة: المملكة تولي اهتماماً كبيراً باللاجئين في العالم لعيشوا بأمان وكرامة    رحلة السعودية الرقمية !    جدة.. مناظر بانورامية بإطلالات ساحرة    « براد بيت» مزيف يحتال على امرأتين    الأمير سعود بن مشعل يطلع على برامج "البر" و"إخاء"    شاهد.. إحباط تهريب أكثر من 54 كيلوجرامًا من "الكوكايين" مُخبأة في إرسالية "موز"    أمير القصيم يرعى حفل جائزة الشيخ حمد الحركان للقرآن الكريم والسنة النبوية    احتفالات متنوعة    مؤسسة التراث تدشِّن كتاب «الملك سلمان»    ذكريات الليلة المرعبة    مسرى العُمر..!    مؤسسة التراث تدشن كتاب "الملك سلمان"    معرض لتحفيز الاستثمار في قطاع التمور بالمدينة    معرض "سيتي سكيب" في نوفمبر    قلب يُزرع في الرياض يردد العالم صداه !    عقوبات على 24 منشأة صيدلية لم تلتزم بتوفير مستحضراتها المسجلة    خارطة طريق للشورى    التواصل الحضاري ينظم لقاء بعنوان «نحلم ونحقق»    تدشين خدمة علاج القدم السكرية والغرغرينا بالأشعة التداخلية في «سعود الطبية»    خطبة الجمعة المقبلة تتحدث عن التساهل بالطلاق    نائب أمير تبوك يؤكد على نشر ثقافة العمل الأهلي    إسرائيل تتوعد حزب الله باستخدام قواتها الاحتياطية لمهمات جديدة    السلطان يشكر القيادة الرشيدة    8.2 ملايين عملية إلكترونية بمنصة أبشر خلال شهر    نصائح لحماية العلاقات من الغيرة    جسفت الخرج تحتفي باليوم الوطني 94 بأعمال فنية ورسم تشكيلي مباشر    السفارة السعودية في دمشق تحتفل باليوم الوطني ال 94    نعمة الوطن من جليل المنن، وعطية لا تقدر بثمن    إمارة منطقة مكة المكرمة تحتفل بمناسبة اليوم الوطني السعودي الرابع والتسعين.    محافظ مرات يدشن حملة التطعيم ضد الانفلونزا    94 عاماً من الشموخ    احتفال أهالي المدينة المنورة في يوم الوطن    فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يشارك في فعاليات اليوم الوطني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هكذا تنصت عبدالناصر على مكالمات كبار المسؤولين!
الرسائل السرية لرئيس مخابرات عربي خلف القضبان (2 - 2)
نشر في الرياض يوم 25 - 10 - 2005

ليس هذا هو صلاح نصر أشهر مدير مخابرات عرفناه من خلال الصحف.. ليس هذا هو من كتب هذه الرسائل الفياضة بالمشاعر الرقيقة.
هذا هو أول إحساس تسرب إلى نفسي وأربكني أثناء قراءتي هذه الرسائل، فلقد عرفنا عن صلاح نصر أنه زير نساء وأنه كان يستخدم الجنس في التجسس، واتهمته اعتماد خورشيد بأنه سرق ونهب وتاجر بها وبغيرها ،، وأنه هو الذي شوه تاريخ ثورة 23 يوليو.
ابنه الطبيب هاني ينكر كل هذا، ومعه حق فهو يؤكده بالمستندات.. وحين اطلعت على رسائل صلاح نصر رأيته متديناً لا يستطيع أن يفعل شيئا حرمه الله ورأيته يستشهد بآيات القرآن الكريم في رسائله إلى زوجته وأولاده وقد كان في محنة حيث كان معتقلاً لا يملك خلف أسوار السجن سوى قلم ووريقات راح يخط فيها رسائل إلى أسرته بكل حب وإخلاص.. يطالبهم بالصبر على البلاء وهو الذي يحتاج إلى الصبر.
٭ وقد سألت هاني إن كان هناك أحد سوى صلاح نصر له سيطرة على جهاز المخابرات خلاف والده ؟
- فقال لي: كان هناك جهاز مخابرات خاص يقوده سامي شرف لصالح الرئيس عبدالناصر، وكان يستعين بأشخاص تم طردهم من جهاز المخابرات العامة لأسباب قد يكون فيها مجال للانحراف أو استغلال للنفوذ، وبعضهم اشترك بنفسه في التآمر على صلاح نصر، هناك أيضاً من كانوا يعملون من وراء صلاح نصر بتكليف من سامي شرف مثل عملية اختطاف العميل الإسرائيلي الذي كان يعمل في فترة من الفترات لحساب المخابرات المصرية في روما وتلك العملية المشهورة في ملف المخابرات باسم عملية «رجل الصندوق»،
٭ وسألت هاني: هل قام والدك بتعذيب مصطفى أمين تعذيباً لا إنسانياً حسبما كتب مصطفى أمين في الأخبار وحسبما نشر في كتابيه سنة أولى سجن وسنه ثانية سجن،، وقام برفع قضية ضد والدك؟
- أجاب هاني: هذه القضية بدأت ببلاغ قدمه المحامي عبدالحليم رمضان عقب حملة شنتها مؤسسة أخبار اليوم بعد عودة مصطفى أمين لرئاسة تحريرها عقب إفراج وعفو صحي أصدره الرئيس أنور السادات لصالح مصطفى أمين.. وللعلم فإن كل من تولوا جهاز المخابرات العامة كانوا يرددون بأنهم متأكدون من ثبوت تهمة التجسس ضد الصحفي مصطفى أمين، لأن ذلك ثابت باعترافه الذي تم بإرادته ودون تعذيب لأنه قبض عليه متلبساً. فالذي يعذب أحدا يريد الحصول منه على اعترافات لكن النيابة كانت موجودة واستمعت إلى التسجيلات الخاصة به، كما أنه أرسل اعتذاراً لجمال عبد الناصر في حوالي 60 صفحة ونشرها هيكل في كتابه «بين الصحافة والسياسة».. وكان لمصطفى أمين قيمة صحفية كبيرة لذا كان جميع رؤساء المخابرات قلقين من هذا الملف الحساس.
وبمناسبة الحديث عن مصطفى أمين أود أن أقول لك إن هيكل كتب أن السادات قال له إن الأمريكان يريدون منى الإفراج عن مصطفى أمين، وقال هيكل إن الإفراج كان صفقة بين السادات والأمريكان «كانوا عايزيني أجاملهم في مصطفى أمين».
٭ ولكن هل صحيح أن سامي شرف أنشأ جهاز مراقبة تليفونية في مكتبه؟
- أجاب هاني: نعم صحيح وكتب والدي في مذكراته قصة هذا الجهاز حيث تم تزويد مكتب الرئيس جمال عبدالناصر به وهو جهاز كان مصدره المخابرات الإيطالية.. وكان يعتمد على مراقبة عدد من التليفونات في نفس الوقت كان الرئيس عبدالناصر يدير الثلاثة أرقام اليمين من رقم الشخص المراد مراقبته فيتم تسجيل كل المكالمات التليفونية التي يجريها هذا الشخص . وعن طريق هذا الجهاز حصل الرئيس عبدالناصر على تسجيل خاص جداً يمس زوجة أحد كبار المسؤولين في الدولة.. ومن الواضح أن هذا السلوك كان ينتهجه الرئيس عبدالناصر في السيطرة على المقربين منه وحتى على أصدقائه.. بل واستخدمه على أقرب صحفي استعان به الرئيس عبدالناصر في توصيل فكره عبر الصحافة الشمولية في ذلك الوقت.
٭ تقصد محمد حسنين هيكل؟ !
- أقول لك أبرز وأقرب صحفي إلى الرئيس عبدالناصر ولا أزيد..!!
٭ إذن ليس سامي شرف هو المشرف على الجهاز بل الرئيس عبدالناصر حسب كلامك؟
- الذي حدث بعد ذلك أن عبدالناصر ترك مهمة تشغيل الجهاز لسامي شرف وتم الاستعانة بإحدى بنات الرئيس عبدالناصر حيث عينت في البداية في جهاز المخابرات العامة هي وزوجها ثم ألحقوا بعد ذلك بمكتب الرئيس وكانا من بين المسؤولين عن شرائط التسجيلات الخاصة التي كانت في حوزة الرئيس عبدالناصر. وفيما يبدو أن هذا كان أحد أهم الأسباب التي تم من أجلها فتح خزينة الرئيس عقب وفاته مباشرة. ويقال أن أحد هذه الشرائط تم به مساومة الرئيس الجديد لأن عليه تسجيلات خاصة جداً.
يقول صلاح نصر في هذه الرسالة التي خطها لابنه هاني في 23/12/1967م
« ابني الحبيب هاني
لقد كان يسعدني أن أشاركك عيد ميلادك العاشر الذي يذكرني بعيد النصر. والذي يبعث في قلب والدك ذكريات من كفاحه. ولكن شاءت إرادة الله أن أكون بعيداً عنك في عيد ميلادك كما بعدت في عيد ميلاد أخيك محمد في أكتوبر الماضي. ولكن مهما بعدت عنكم بجسدي فإن روحي تلازمكم في غدوي ورواحي. بل أنا لا أنساكم أبداً في كل نفس أتنفسه. ربما تكون هذه التهنئة يا ولدي العزيز لها قيمة أكثر من وجودي معك في حفل عيد ميلادك. إنها تعني الإيمان بالحق. والصبر على الشدائد. والتضحية في سبيل الوطن. إن الله مع المؤمنين فلنتوكل عليه وهو العزيز القدير على كشف الحق ونصرة كل مظلوم. ختاماً لك قبلات والدك ودعاؤه لأن يرعاك الله ويحقق لك كل ما ترجوه. إلى اللقاء
والدك صلاح نصر
23/12/1967م
وقبل هذه الرسالة كتب في 5 ديسمبر 1967 في الساعة الثانية ظهراً رسالة إلى زوجته يقول فيها:
« عزيزتي علية:
سلامي. أشواقي وتحياتي لك وللأولاد والأسرة جميعاً. وبعد فأرجو أن تكونوا جميعاً في أتم صحة وأحسن حال. وصلني الخطاب والأدوية فشكراً. أنا بخير والحمد لله وعال العال فلا تقلقوا عليّ واتكلي على الله. فهو خير نصير. ما أجمل أن يقضي الإنسان وقته في التعبد والتقرب إلى الله يدعو له ولغيره بالهداية والتوفيق. ويسأله أن يحفظ أرض الكنانة من كل شي ء. بسم الله الرحمن الرحيم. «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون». صدق الله العظيم. لقد أرسلت لفاتح التنازل عن التليفون.. أرجو أن يكون قد وصله. كما وقعت على عقد التليفون الخاص بالمنزل فأرجو دفع الاشتراك كما أرجو أن تخرجوا الزكاة عني لأن الأطباء منعوني من الصيام لحالتي. ولا تنسي الزكاة التي نرسلها في هذه المناسبة لبعض الناس. أرجو أن ترسلي لي ميزان الحمام وبن و 2 جوز شراب بني. و2 زيتي. وكرافته بني على الأسود. ما هي أخبار الوالد وكيف صحته. أرجو أن تسألي عنه دائماً. سلامي إلى أخوتي واخواتك وأزواجهن وسلامي إلى جميع أفراد الأسرة والعائلة والأقارب والأحباب وكل من يسأل عني وإلى اللقاء. زوجك صلاح نصر وفي 16 ديسمبر 1967 الموافق 15 رمضان 1387 في الساعة العاشرة صباحاً كتب هذه الرسالة:
« زوجتي العزيزة - أبنائي الأعزاء سلامي وأشواقي لكم جميعأً وتمنياتي لكم بالصحة والتوفيق والسعادة. وصلني خطابكم بتاريخ 10 رمضان وقد كنت أرسلت لكم خطابي بتاريخ 11 رمضان. وقد شعرت من الخطاب أنكم قلقون على صحتي. أنا والحمد لله بخير ورجائي أن تكونوا واثقين في أنفكسم. وأن تداوموا يا أبنائي الأعزاء على الدراسة والاستذكار وخصوصاً أنني عرفت أنكم في موسم امتحانات. ولا تفكروا في أي شيء فإن الله سبحانه وتعالى يرعانا جميعاً بعنايته الإلهية. والحمد لله فأنا كما تعرفون مؤمن بقضاء الله دائماً اللهم انصر الحق. وبرّئ كل مظلوم. كل شيء يهون في سبيل البلد. وفي سبيل الثورة التي هي قطعة مني مهما حدث لي. أدعو لكم دائماً طوال الليل والنهار بأن يحفظكم الله من كل سوء. وأن ينزل السكينة على قلوبنا في هذه الفترة. أرجو ألا تقلقوا أبداً واعملوا دائماً بالعبارة التي كنت أرددها لكم في أي ظرف «خليك مع الله». واعتبروا أنني في سفر ومأمورية. إن سعادتي هي أسرتي وأن أسمع عنكم كل خير. سواء في المنزل أو الدراسة. لا أحتاج أي شيء غير دعواتكم ووجودي معكم. وما علينا إلا الصبر كقول الله سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم. «واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً» صدق الله العظيم. سلامي إلى كل أفراد العائلة فرداً فرداً. حفظ الله أمتنا وشعبنا من كل شر وأيدنا الله بقوته وأرشدنا إلى الطريق السليم وهدانا. إنه على كل شيء قدير».
صلاح نصر
وبعد ذلك بعشرة أيام كتب إلى زوجته وأبنائه قائلاً:
سلامي لكم جميعاً وحبي ودعواتي أن يحفظكم الله. وصلني خطابكم بتاريخ 23/12. أرجو أن تكونوا جميعاً في أتم صحة وأحسن حال. أنا والحمد لله بخير. وقد أسعدني إيمانكم. أرجو أن ينعم الله عليكم وعلينا بالصبر.. فليس هناك عطاء خيراً وأوسع من الصبر على الشدائد والضر.
أهنئكم بليلة القدر فهي خير من ألف شهر. أرجو أن يعيدها الله علينا وعلى أمة المسلمين بما يرضي الله ويرضاه لعباده.
لقد أرسلت لكم الشيك الثاني فأرجو أن يكون وصلكم ومعه خطاب. أدعو لكم وللأهل وللأحباب والمخلصين من كل قلبي أن يحفظهم الله ويجازيهم أحسن الجزاء. وعفا الله وغفر لكل من أساء لي. لا تقلقوا عليّ فالله معي يرعاني ويحفظني. من كل داء ومكروه وحقيقة فإن إيماني والحمد لله يؤيده الله. نسأله أن يعفو عنا ويغفر لنا ما قدمنا وأخرنا. وما أعلنا وأسررنا. وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم. وإن شاء الله سيظهر الحق. فأنا مهما كاد لي أي بشر. فإن الله أمكر الماكرين. وهو خير حافظ. ختاماً لكم جميعاً حبي وأشواقي. وخليكم مع الله وإلى اللقاء.
صلاح نصر
(بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.