أجمع مشاركون في المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد الذي اختتمت فعالياته أمس في الرياض، أنّ إقامة المؤتمر في المملكة يأتي من الاهتمام الذي توليه المملكة في مكافحة الفساد، والمشاركة في القضاء عليه، ما أوصلها الى نيل مراكز متقدمة في المؤشرات الدولية، مشيرين في حديثهم ل"الرياض" أن القضاء على الفساد في الدول العربية لا يأتي الا بالرجوع الى المبادئ والقيم الاسلامية، فبالقيم الاسلامية يمكن القضاء على الفساد موضحين أنّ الاعلام شريك أساسي وداعم مهم في توعية المجتمعات من خطر الفساد، مطالبين بتكاتف الحكومات العربية مع شعوبهم لتحقيق الرخاء الاقتصادي. الشيباني: المجتمعات العربية تمر بأزمة ثقافة وقيم وقال وزير الاعلام السابق في السودان الدكتور علي شمو إنّ جريمة واحدة تحدث في دول العالم الاول تساوي عدة جرائم تحدث في دول العالم الثالث، مبيناً أن البعض قاموا بالربط ما بين الدخل القومي والجريمة، وأنّ الفساد في الدول الضعيفة أكثر من الدول الغنية، موضحاً أن هذه الاقاويل مبنية على لغة الارقام، مؤكداً أنه لو تم مقياس الضرر الناتج عن الجريمة في دول العالم الاول لظهرت النتائج أنها تساوي كافة الجرائم التي تحدث في دول العالم الثالث، مبدياً أسباب تلك الجرائم الى عدة أسباب تتمثل في ضعف الدخل القومي، وعدم التوازن ما بين الدخل وقيمة الفرد المرتكب لجريمة الفساد، مطالباً بإعادة الهيكلة والنظر بطريقة موضوعية للوصول الى مستوى معافى يقل من خلاله الفساد المالي والاداري. د. علي شمو: جريمة واحدة تحدث في دول العالم الأول تساوي عدة جرائم في العالم الثالث وأشاد شمو بتميز الإعلام السعودي في الآونة الاخيرة، واصفاً أياه بالمتطور والمالك لعدد من الامكانيات والتقنيات التي تؤهله لنيل مراتب متقدمة في تصنيف الاعلام الدولي، مضيفاً أن المحتوى بات ذا قيمة واضحة تتمثل في مناقشته لعدد من القضايا المهمة، إضافة الى القدرات التي تتوافر في الاعلاميين السعوديين جراء الخبرات المتراكمة طوال الاعوام الماضية. وبيّن أنّ التعاون في مجال الاعلام السعودي والسوداني مازال قائماً منذ البداية حتى الآن، عبّر تواجد عدد من الاعلاميين السودانيين ممن يعملون في المملكة، إضافة الى متابعة الاعلام السعودي في السودان من قبل المهتمين في مجال الاعلام. وأشار شمو إلى أنّ الإعلام العربي بحاجة الى بعض التدريب لتنمية قدراتهم في مواجهة الفساد الحاصل في بعض الدول، من خلال مساعدتهم في كيفية استسقاء المعلومات الحقيقية من مصادرها وإخراجها للناس بشكل صحيح، وطرح وجهات النظر وتقديمها بكل مصداقية أمام الجمهور. بدوره أكد المدير الاقليمي لمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة في البلدان العربية التابع لبرنامج الاممالمتحدة الانمائي أركان السبلاني أن المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد والمقام في المملكة يتم النظر إليه على أنه محطة في مسار هيئة مكافحة الفساد منذ إنشائها عام 2011، ويتميز أنه يقام بحضور دولي، وطرحه لمواضيع هامة من شأنها إنتاج حراك ونقاش يؤدي الى خروج أفكار يمكن ترجمتها على أرض الواقع. وشدد السبلاني على أهمية مشاركة الإعلام في عملية مكافحة الفساد، كونه جزءاً لا يتجزء من المجتمع، موضحاً أنه يحمل دوراً اساسياً كونه يعبر عن مشاكل وهموم المجتمع من خلال دورين رئيسيين، يتمثلان في التوعية على القيم والبحث عن قصص النجاح وتسليط الضوء عليها بشكل موضوعي، بالإضافة الى البحث عبر الصحافة الاستقصائية عبر المواضيع العلمية والمهنية وتقديمها الى الرأي العام والسلطات المعنية، مشيراً الى أنّ أدوار الإعلام لن تكتمل دون توفير بيئة الحرية له والدعم لكي يعمل بشكل أمن، إضافة الى توفير المعلومة الصحيحة له، مبيناً أن تلك الأسباب من أهم التحديات التي تواجه الاعلام في المنطقة العربية. ولفت إلى أن مكافحة الفساد في برنامج الاممالمتحدة الانمائي اخذ على عاتقه بناء علاقات قوية ما بين الاعلام وهيئات مكافحة الفساد، لأجل التعاون كشريكين لهدف واحد، إضافة الى إقامته بعض الدورات المتخصصة في الاعلام للصحفيين والتركيز على الصحافة الاستقصائية للحصول على المعلومة، وربطهم مع إقرانهم في دول المنطقة وتزويدهم بالأدوات والمعايير لتعزيز قدراتهم في المهنة، ودعم للقيام بمشاريع بحثية تصب في مصلحة مكافحة الفساد. وأبان السبلاني أن المملكة في الآونة الاخيرة اولت جل اهتمامها المباشر قضية مكافحة الفساد، معتبراً ذلك بالخطوة الايجابية والصحيحة، تمثلت في إنشاء الهيئة، وعبر الطريقة التي تعمل بها، مما أنعكس بالإيجاب على المؤشرات الدولية، كمؤشرات الشفافية ونحوها ونيلها مراكز متقدمة، إضافة الى انضمامها لاتفاقية الاممالمتحدة لمكافحة الفساد، لافتا الى أن صلاحيات وإمكانيات هيئة مكافحة الفساد الحالية استطاعت أنّ تحقق نتائج ملموسة، مستدلاً بإقامة المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد، عبر طرحه للمواضيع الحساسة. السبلاني: للإعلام أهمية في التوعية بالقيم والبحث عن قصص النجاح من جانبه أوضح المختص الاداري في جهاز الرقابة التابع لسلطة عمان، بدر الشيباني أنّ المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد جاء بوقت مهم لدول العالم، نظراً للحاجة الماسة التي تمر بها المنطقة العربية، من دعوات لإعادة القراءة لمكافحة الفساد، إضافة الآمال الكبيرة المنعقدة على المؤتمر في الخروج بالقرارات الحاسمة من اجل تحديد مدة زمنية معينة تستطيع من خلالها دول المنطقة في قطع نسبة كبيرة وإيجابية في مكافحة الفساد. وأكد الشيباني أن الجهات الرقابية في المملكة تعمل وبشكل واضح على مكافحة الفساد، مبديا امله في استمرار النجاح للمملكة في التصدي للفساد عبر المؤسسات الحكومية، وقطع شريان الفساد المنتشر في كافة دول العالم، لافتا الى أنّ المجتمعات العربية تمر بأزمة ثقافة، وتعيش ازمة حقيقية بين القيم ذات الموروث الحقيقي، وبين ما يعيشه العالم من تصارع قوى، مبيناً ان التوجه المالي في دول العالم يفرز مثل هذه التوجهات، مبيناً أنه في حال تم الاعتماد على مبادى وقيم الدين الاسلامي، بإمكان الدول العربية الاسلامية تجاوز أزمة الفساد، مطالباً بتكاتف الجميع للخروج بانتصار بنسبة كبيرة في مكافحة الفساد. وأشار الشيباني إلى أن العلاقة الاجتماعية ما بين المؤسسات الرقابية في الدول وشرائح المجتمع يجب تفعيل دورها لتحقيق منظومة تكاملية تهدف الى الوصول الى مكافحة الفساد والتركيز على الادوار الايجابية والفاعلة، بما يضمن عدم استمراره للأجيال المقبلة، مطالباً بالتكامل ما بين الحكومات العربية ومجتمعاتهم بغية التكاتف لتحقيق السلام والاستقرار الاقتصادي لهم.