في إطار ردها على العملية الفدائية «براكين الغضب» التي وقعت مساء الأحد الماضي بالقرب من معبر رفح الحدودي وأسفرت عن مقتل خمسة جنود إسرائيليين واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية في عدة مناطق بقطاع غزة؛ حيث اجتاحت منطقة غرب خانيونس وهدمت عدة منازل سكنية وجرفت أراضي زراعية، كما توغلت شرق مدينة غزة. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدعومة بعدة دبابات وآليات وجرافات عسكرية قد توغلت في ساعة مبكرة من فجر أمس الثلاثاء، في المنطقة الغربية للحي النمساوي غرب مخيم خانيونس منطلقة من مستعمرة (نفيه دكاليم) اليهودية وحاجز التفاح العسكري غربي المخيم وذلك تحت غطاء كثيف وعشوائي من نيران الرشاشات الثقيلة باتجاه منازل المواطنين ووسط تحليق جوي من طائرات الاستطلاع الحربية في سماء المنطقة. وتصدى رجال المقاومة الفلسطينية للعدوان على المنطقة حيث دارت اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال المتوغلة، وتمكن رجال المقاومة من إطلاق عدة صواريخ وتفجير عبوات ناسفة في الآليات العسكرية. وقد أعلنت كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية عن قنصها جندياً إسرائيلياً اثناء تواجد آلية عسكرية تقوم بعملية استطلاع خلف مصنع الترتوري في المخيم الغربي ما أدى الى إصابته إصابة مباشرة. وخلال توغلها شرعت قوات الاحتلال بعمليات تجريف واسعة النطاق في المنطقة للأراضي الزراعية، كما هدمت عدداً من المنازل السكنية طالت 12 منزلاً دون أن تسمح لسكانها بإخلائها ونقل حاجياتهم وأثاث منازلهم وهدمتها على ما فيها ما أدى الى تشريد أكثر من مئة مواطن وأصبحوا بلا مأوى وسط أجواء من البرد القارس. وادعت مصادر الاحتلال أن قوات الجيش الإسرائيلي هدمت خمسة منازل في مخيم خانيونس بقطاع غزة تم منها إطلاق قذائف هاون على المستعمرات اليهودية في المنطقة. وبعد استكمال مهمتها العسكرية في المنطقة انسحبت قوات الاحتلال مخلفة وراءها تدميراً واسعاً في المنازل والبنية التحتية. الى ذلك استشهد مساء الاثنين الماضي الفدائي ماجد إبراهيم خليل ابو سالم 5-2 عاما- من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في منطقة خانيونس اثر انفجار هائل وقع في منزله خلال إعداده عبوة ناسفة حيث تحول جسده الى أشلاء متناثرة ومتفحمة بفعل شدة الانفجار. على صعيد متصل، توغلت قوات الاحتلال صباح أمس في منطقة الحاجة حمدة شرق حي الشجاعية بمدينة غزة معززة بعدة دبابات وآليات وجرافات عسكرية وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي من الرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية باتجاه منازل المواطنين العزل. وشرعت تلك القوات بعمليات تجريف واسعة للأراضي الزراعية المحاذية للخط الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48. وذكرت مصادر طبية في مستشفى الشفاء بالمدينة انه أصيب عشرة مواطنين جراء إطلاق النار العشوائي والمكثف من قبل قوات الاحتلال ووصفت جراحهم بأنها ما بين متوسطة وطفيفة. إلى ذلك وفي إطار الرد الإسرائيلي على العملية الفدائية «براكين الغضب»، صادق رئيس الوزراء الإسرائيلي مجرم الحرب اريئيل شارون، مساء الاثنين على سلسلة من المخططات العدوانية التي أعدها الجيش الإسرائيلي انتقاما للعملية الفدائية التي استهدفت موقعا عسكريا إسرائيليا في رفح وأسفرت عن مقتل خمسة جنود من الوحدة البدوية. ووصفت مصادر إسرائيلية الخطوات التي صادق عليها شارون بأنها «موضعية وليست عملية واسعة». وقد سبق جلسة المشاورات التي عقدها شارون، جلسة مشاورات أمنية عقدها وزير الحرب، شاؤول موفاز، الذي صادق هو الآخر على الخطوات العسكرية قبل عرضها أمام شارون. وقالت الإذاعة الاسرائيلية، انه تقرر خلال الاجتماع في مكتب وزير الحرب الإسرائيلي، القيام بعمليات عسكرية «في الوقت القريب» بهدف وضع حد للأنفاق المفخخة. وأضافت الإذاعة نقلا عن مصادر إسرائيلية أن شارون طالب القيادة العسكرية «باستخدام كافة الوسائل المتوفرة لوقف ظاهرة الأنفاق وبكل ثمن». ونوهت إلى أن «ظاهرة الأنفاق تحولت من تهديد تكتيكي الى تهديد استراتيجي»، وتابعت المصادر أن شارون سيطالب الأجهزة الأمنية الاسرائيلية ب«البحث في كافة أنحاء العالم» عن حل ناجع للكشف المسبق عن الأنفاق. وأشارت إلى أن احد الاقتراحات المعروضة على طاولة البحث هو الاستعانة بخبراء في مجال الأنفاق الموجودة في روسيا، والاستعانة بمقدراتهم المهنية. وأوضحت الإذاعة الاسرائيلية، أن النية لدى الأجهزة الأمنية الاسرائيلية تتجه نحو القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة.