رشح هذا الفيلم لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي في العام 2014 كما رشح لجائزة الغولدن غلوب، وتدور أحداثه في مطلع تسعينات القرن الماضي على هامش الحرب الأبخازية الجورجية التي اندلعت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وبعد اختطاف الأبخاز لوزير خارجية جورجيا وإرسال حكومة جورجيا لأكثر من ثلاثة آلاف جندي داخل القطاع الأبخازي المجاور لها. وسط هذا الصراع المميت اضطرت الأقلية الأستونية التي تعيش في أبخازيا إلى المغادرة والعودة إلى بلادها عدا نجّار عجوز اضطر للبقاء مع جاره المزارع للعناية بمحصول فاكهة "اليوسفي". الفيلم يتابع حكاية هذا العجوز الذي يجد نفسه في خضم حرب طاحنة لا علاقة له بها ويسعى للنجاة بأي طريقة، لكنه رغم حرصه لا يستطيع الهرب بعيداً إذ تندلع معركة بين جنود أبخاز وجورجيين أمام منزله بالذات ولا ينجو من هذه المعركة سوى جنديين أحدهما جورجي والآخر شيشاني ينتمي للمليشيا الأبخازية. فيضطر النجار العجوز لحمل هذين العدويّن إلى منزله لينقذ حياتيهما، وكل واحد منهما يتوعد خصمه بالقتل بعد شفاء الجروح. وأمام هذا الصراع الثلاثي البسيط داخل المنزل، يكشف الفيلم عن قيمته الإنسانية الرافضة للحرب وذلك على لسان العجوز الحكيم الذي يبدو حائراً أمام لهفة البشر للتدمير بلا معنى وبمبررات لا قيمة لها، حيث يقول للجندي الشيشاني: هل يهمّ أن نعرف "سبب" موت الجندي طالما أنه مات. الموت في الحرب نتيجة عبثية مؤلمة، ولا وجود لأبطال في حضرته.