ادى نحو مائة وخمسين الف مسلم اليوم صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان في المسجد الاقصى المبارك، فيما تحولت مدينة القدس الى ثكنة عسكرية خاصة ان هذه المناسبة تتزامن مع احتفالات اليهود باعيادهم. فبالرغم من الاجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال على كافة مناطق الضفة الغربية عقب الهجوم الفدائي قرب «غوش عتصيون»، الا انها سمحت لمن هم فوق الخامسة والاربعين من العمر من الرجال بعبور الحواجز والوصول الى المدينة دون الحاجة لتصاريح خاصة، وهو الاجراء الذي اتبعته في الجمعتين الاوليين من الشهر الفضيل. وقد انتهز عشرات الالاف من ابناء محافظات الضفة المحرومين من الوصول الى المسجد الاقصى هذه «الاجراءات المخففة»، واندفعوا منذ ساعات الصباح الى المدينة المقدسة للصلاة والتعبد ، فيما سيرت الحركة الاسلامية عشرات الحافلات من مناطق فلسطينالمحتلة عام 48 الى القدس. وقد قدر مسؤولو الاوقاف ومواطنون عدد الذين ادوا الصلاة أمس بنحو مائة وخمسين ألف مصل، وهي النسبة الاعلى في مثل هذا الوقت منذ خمس سنوات. ومع ذلك فقد حالت اجراءات قوات الاحتلال التي انتشرت بالمئات في الشوارع وعلى مداخل المدينة والبلدة القديمة، دون تمكن اعداد كبيرة من المصلين خاصة من هم دون الخامسة والاربعين من الوصول للمسجد ما اضطرهم لاداء الصلاة في الشوارع وعلى مداخل البلدة القديمة. وانتهت الصلاة أمس دون اية اشكالات تذكر. وعلى صعيد العدوان الاسرائيلي، اعلنت قوات الاحتلال انها اعتقلت الليلة قبل الماضية وفجر أمس سبعة مواطنين فلسطينيين بزعم انتمائهم لحركتي حماس والجهاد الاسلامي. وقالت ان اربعة مواطنين اعتقلوا في قرية جبع قرب جنين فيما اعتقلت خامسا في مدينة البيرة بدعوى انتمائهم لحركة الجهاد الاسلامي. اما المعتقل السابع فقد اعتقل في بلدة بير زيت. الى ذلك، استأنفت قوات الاحتلال العمل في اقامة جدار الفصل العنصري الذي كانت قد بدأت بإقامته في الحي الشمالي لمدينة بيت لحم ومحيط مسجد بلال بن رباح كخطوة نهائية لانهاء العمل في المقطع الاخير من الجدارعلى مدخل بيت لحم و لضم أجزاء كبيرة من المدينة لبلدية الاحتلال في القدس. وقد شوهدت شاحنات إسرائيلية كبيرة وهي تنقل قطعا إسمنتية ضخمة للجدار، وذلك تحت حراسة مشددة من جيش الاحتلال الذي أغلق الشوارع أمام حركة السير والمواطنين من الجهة المؤدية إلى مستشفى الكاريتاس للأطفال. ويتركز العمل الان في الشارع الرئيسي القدس - الخليل قبالة مسجد بلال او ما يسمى «قر راحيل» الذي تحول الى ثكنة عسكرية إسرائيلية ويتضح من مسار الجدار في تلك المنطقة انه جرى ليستثني مقر مديرية الأوقاف الإسلامية ومحطتين للوقود ومحطتين لبيع التحف السياحية من الجدار، وذلك في ضوء الضغوط الدولية التي مورست على اسرائيل لعدم المس بالمدخل التاريخي لبيت لحم حيث تمر الطريق التاريخية من القدس الى بيت لحم مهد السيد المسيح. من جهة اخرى، شن رجال المقاومة الليلة الماضية سلسلة هجمات على مقر الارتباط العسكري الاسرائيلي غرب طولكرم، حيث اطلقوا النار عليه عدة مرات والقوا عبوات ناسفة محلية الصنع تجاهه. وقد شب حريق هائل في محيط مصنع «غيشوري» للمواد الكيماوية ولا يعرف ان كان الحريق ناجم عن هجمات المقاومين ام لا غير ان قوات الاحتلال شنت عمليات تمشيط واسعة واطلقت قنابل الانارة في سماء المنطقة. وفي تداعيات الكشف عن مخطط سلطات الاحتلال لتنفيذ خطة الفصل في الضفة بدء بحركة المركبات، نفى وزير الحرب الاسرائيلي شاؤول موفاز ما اعلن عن حظر حكة السيارات الفلسطينية الخاصة على الطرقات الرئيسية في الضفة الغربية بشكل دائم». وقال ان الامر اجراء مؤقت. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن موفاز الذي عقد مؤتمراً صحافياً أثناء تواجده في لندن ان الخطوة التي اتخذتها اسرائيل مؤخراً هي بمثابة إجراء مؤقت، مؤكداً أنه ليس هناك أي منطق من الناحية الأمنية لفصل الطرق في الضفة لوسائط النقل الإسرائيلية والفلسطينية. واضاف: « في اللحظة التي سيعلم المخربون أي المقاتلون الفلسطينيون- بأن سيارات إسرائيلية فقط تتحرك على طرقات الضفة فهم سيعتدون على كل سيارة مارة».