لكي نعي السبب خلف عودة الألم عند دخول فصل الشتاء في المناطق التي تعرضت للإصابة سابقاً، يجب علينا أولاً أن نفهم كيف ينتقل الألم قبل حدوث الإصابة وبعدها؟ ففي أطراف جسم الإنسان تنتشر نهايات كل من الأعصاب الحسية والحركية، وتتشعب بتداخلات متناغمة كتشعب أغصان الشجر ببعضها، وبهذه الطريقة تضمن تغطية كل مساحات الجلد والعضلات والمفاصل، وتعمل نهايات الأعصاب الحسية على نقل الرسائل من الأطراف للدماغ وبذلك يتكون لدينا الإحساس بالبرودة والحرارة والألم. وبنفس طريقة التشعب هذه يضمن الدماغ قدرته على التحكم في حركة الأطراف بإرسال الأوامر لها، ومن المحتمل أن تصابْ التشعبات العصبية أيضا حين يتعرض الطرف الذي يحويها لإصابة ما، وتتراوح هذه الإصابات بين الجرح البسيط في جذع الخلية العصبية إلى التلف أو القطع التام، ومن نعم الله سبحانه وتعالى علينا، أن جعل لهذه الخلايا المقدرة على إعادة بناء نفسها من جديد ولكن ليس بنفس مستوى جودة الأعصاب غير المصابة، وتكون حسّاسة للبرودة والألم إذ أن نهايات الأعصاب الجديدة التي تنبت من التفرعات المتشجرة تكون أنحف وأضعف من العصب الأصلي المصاب، وأيضاً قدرتها على التوصيل تكون أبطأ، ولذلك يعود الألم في فصل الشتاء في منطقة الأعضاء المصابة قديماً لأن حساسية الأعصاب للألم والبرودة تكون عالية جداً بالإضافة إلى أن البرودة تقلل من سرعة انتقال السيالات العصبية من الأطراف للدماغ، وفي معظم حالات ازدياد آلام المفاصل في الشتاء يلجأ المعالجون الفيزيائيون لتنشيط المنطقة وضخها بالدم وذلك بالتمارين الحركية وتمارين تقوية العضلات، بالإضافة لنصح المرضى بتدفئة المنطقة المصابة قديماً بالكمادات الدافئة ولبس الجوارب والملابس الواقية من البرد الشديد. * قسم العلاج الطبيعي