وصل قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف إلى العاصمة الأفغانية كابول برفقة رئيس جهاز الاستخبارات العسكري الباكستاني المشترك (أي.إس.أي). وأوضح بيان صادر عن مكتب العلاقات العامة للقوات المسلحة الباكستانية، بأن قائد الجيش الباكستاني سيبحث مع القيادتين العسكرية والمدنية الأفغانية مجموعة من الملفات الأمنية والاستراتيجية الهامة. بينما كشفت تقارير إعلامية باكستانية بأنه سيتم مناقشة ملفي مكافحة الإرهاب بالتركيز على نشاط الجماعات الإرهابية المتنقلة بين الحدود الباكستانية الأفغانية المشتركة، إلى جانب البحث عن مجالات التعاون في المجال العسكري بين البلدين. ويلاحظ أن هذه هي الزيارة الثانية من نوعها يجريها قائد الجيش الباكستاني إلى أفغانستان ما بعد الزيارة المفاجئة التي قام بها فور الهجوم الذي استهدف المدرسة العسكرية بمدينة بشاور مؤخراً والذي راح ضحيته ما لا يقل عن 140 شخصاً أغلبهم من طلاب المدرسة، وكان الجنرال الباكستاني قد طالب خلال زيارته من السلطات الأفغانية بمساعدة باكستان في اعتقال زعيم حركة طالبان الباكستانية الملا فضل الله المختبئ في منطقة تقع في الجانب الأفغاني من الحدود المشتركة. وأضافت بعض التقارير بأن قائد الجيش الباكستاني سيقوم بتبادل بعض المعلومات السرية مع الجانب الأفغاني تتعلق بتنقلات الإرهابيين إلى جانب ذلك سيتم دراسة موضوع تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود المشتركة ما بين باكستانوأفغانستان. هذا وتتزامن زيارة قائد الجيش الباكستانيلأفغانستان مع الهجوم الإرهابي الذي وقع بالقرب من المقر الرئيسي لشرطة مدينة لاهور بشرق باكستان والذي راح ضحيته نحو 8 أشخاص وأصيب ما لا يقل عن 23 آخرين بجروح. من جهتها، اعلنت الاممالمتحدة أمس ان النزاع الافغاني لا يزال يوقع عددا متزايدا من الضحايا المدنيين حيث سجلت هذه الحصيلة ارتفاعا كبيرا في العام 2014 بلغت نسبته 22% وخصوصا بسبب تكثف المعارك على الارض. وتزايدت وتيرة المعارك في البلاد فيما كان حلف شمال الاطلسي يستعد لسحب قوته القتالية من افغانستان. وقالت بعثة الاممالمتحدة في افغانستان ان النزاع الافغاني اوقع 10548 ضحية بين قتيل وجريح في 2014، وهي سنة جديدة قياسية بعد 2013 (8637). وبين الضحايا في عام 2014 هناك 3699 قتيلا (+25% مقارنة مع 2013) و6849 جريحا (+21%) بحسب الارقام النهائية التي نشرتها بعثة الاممالمتحدة. وهي اعلى حصيلة للضحايا تسجلها الاممالمتحدة منذ ان بدأت احصاءاتها في افغانستان عام 2009 وقد احصت اجمالي 17774 قتيلا مدنيا و29971 جريحا في السنوات الست الماضية. وفي تقرير نصف سنوي نشر في يوليو 2014 اكدت بعثة الاممالمتحدة على ارتفاع كبير لعدد الضحايا المدنيين مرتبط بتكثف المعارك على الارض بين القوات الحكومية الافغانية والمتمردين. وبحسب الاممالمتحدة فان المعارك الميدانية اصبحت في عام 2014 السبب الرئيسي لسقوط قتلى وجرحى مدنيين (34%) بعد انفجار القنابل اليدوية الصنع (28%). وهذا الارتفاع في عدد الضحايا المرتبط بالمعارك ناجم بحسب قولها عن الاستخدام المتزايد لقذائف الهاون والصواريخ والقنابل في مناطق مأهولة. وسنة 2014 شهدت نقل المسؤوليات الامنية من حلف شمال الاطلسي الى القوات الافغانية التي اصبحت الان تتولى عملية مكافحة التمرد على الارض.