العازف الموسيقي هو من أكثر البشر مسالمة وبعداً عن العنف "إنه رقيق وعاطفي تعوّد حمل آلة جمال لذا هو من حيث المبدأ سفير محبة وسلام"؛ هكذا ينظر عازف العود العراقي صادق جعفر إلى الفنان الموسيقي ويحلم بمجتمعات عربية تعيد الاعتبار للفنون وتلتفت لموروثها الموسيقى الكبير بل ويعتقد أنه رغم كل الحروب التي طحنت وطنه العراق وبلدان عربية أخرى، لا يزال الرهان على الموسيقى قائماً، لأنها "تلك اللغة الجميلة التي تجمعنا بعيداً عن كل اختلاف". أما فيما يخص موسيقاه، فيصر صادق جعفر على إضفاء معنى جديداً لآلة العود؛ من خلال تقنية عزفه المبتكر ومقطوعاته المستلهمة ببراعة وتوحد من الروح الشرقية، لتصل الجمهور وهي من مؤلفات متفرقة بدأ وضعها منذ خمسة عشر عاماً. صادق جعفر الذي عزف في كثير من المهرجانات الموسيقية، آخرها مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية، أكد أنه امتداد لتاريخ فن العود في العراق، ممثلاً مع رفاق جيله الموجة الجديدة من عازفي ومؤلفي الموسيقى وهو الفنان الذي التحق الفنان بمعهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1987، وبدأ دراسته الأكاديمية على يد الأستاذ الكبير الحاج معتز محمد صالح، الذي كان له الفضل والأثر الكبير في مسيرة الفنان صادق جعفر الموسيقية. وعن بداياته يتذكر جعفر: "في سن الثانية عشرة وبينما كنت عائداً من المدرسة لفتني دكان وورشة جارنا العوّاد العراقي عدنان عبدالرحمن (قضى في تفجيرات بغداد الأخيرة)، فدخلت ووقفت أتعرف إلى المكان بينما العازف والعواد عبدالرحمن يعمل، مع الأيام نشأت بيننا صحبة جميلة وككرم منه، صنع لي عوداً صغيراً على حجم صبي في الثانية عشرة، وبدأ رحمه الله، بتعليمي ومضت الأيام، ولم أعرف أن هذا العود سيكبر معي ويأخذني مع شغف العود لدراسة الموسيقى في معهد الفنون الجميلة نهايات الثمانينات". وفي عام 1998 سافر صادق إلى العاصمة الأردنية عمّان والتقى مجموعةً من الفنانين ليبدأ مشواره الفني، وفي عام 1999 سافر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، مشاركاً في أحد مهرجاناتها الموسيقية، لينتقل بعدها بين عدد من المدن مستقراً آخر المطاف في دبي. أما عن من تأثر بهم من أعمدة فن العود العراقي، فيسمي صادق جعفر بلا تردد: "جميل بشير، كان له وقع خاص في روحي"، مؤكداً أن الفنان لا يصل لمرحلة الاحتراف إلا إذا توصل إلى صوته الخاص الذي من خلاله يعلن هويته الموسيقية "التي أظن أنني أحاول الإعلام عنها من خلال أعمالي والمؤلفات التي قدمتها". وكان صادق قد أصدر ألبوماً موسيقياً بعنوان: ليالي العود العربية (Arabian Oud Nights)، ويتكون من مؤلفاته الموسيقية التي لقيت اهتماماً نقدياً لدى أساتذة الفن في الوطن العربي وسافرت إلى عواصم الفن في العالم. وحول هذه التجربة يقول سفير العود العراقي: "منذ سنوات كانت لدي فكرة جمع المؤلفات الموسيقية في ألبوم خاص، إلى أن جاءت اللحظة المناسبة وبدأت بوضع النقاط على الحروف وترتيب الألبوم وفعلاً تم التسجيل بين القاهرةودبي واسطنبول".