نشرت البحرين طائرات مقاتلة في الاردن لدعمها في جهودها لمحاربة تنظيم "داعش" المنتشر في العراق وسوريا. وافاد مصدر عسكري اردني، فضل عدم الكشف عن اسمه ان "عددا من طائرات سلاح الجو الملكي البحريني وصلت الى الاردن ظهر امس الأول للمشاركة في جهود محاربة الارهاب"، من دون ان يوضح عدد ونوع تلك المقاتلات. من جهته، قال محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الاعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة الاردنية ان "الاردن يثمن هذه الوقفة البحرينية كما تلك الوقفة الاماراتية، وهذا يأتي ترسيخا للعلاقات الاخوية الصادقة بين البلدين والقناعة المشتركة بان الحرب على الارهاب هي حرب العرب". واضاف المومني ان "العرب والمسلمين يخوضون هذه الحرب دفاعا عن الدين الحنيف ومستقبل الاجيال وامن الشعوب". وتاتي مشاركة قوة دفاع البحرين في إطار التعاون الدفاعي الثنائي المشترك بين مملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة واستناداً إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك والتزاماً بجهود التحالف الدولي للقضاء على الإرهاب، وضمن ما يربط المملكتين الشقيقتين من أواصر القربى والتلاحم الممتدة جذورها عبر التاريخ. والبحرين هي ثاني دولة خليجية بعد الامارات ترسل الدعم الجوي الى الاردن للمشاركة في الحرب على "داعش"، ويأتي ذلك بعد اعدام التنظيم المتطرف للطيار الاردني الاسير لديها معاذ الكساسبة حرقا. من ناحية أخرى، أكد ل"الرياض" الدكتور محمد أبو رمان الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية بالأردن بأن تنظيم داعش الإرهابي قام بقلب الرسالة الإعلامية للأسفل حيث يهدف من خلال رسالته إيصال بأنه تنظيم قوي متوحش وليس تنظيم ضعيف. ولفت بأن التنظيم سيكرر سيناريو عمليته الإجرامية والوحشية في احراق شهيد الواجب الطيار الأردني معاذ الكساسبة داخل قفص حديدي على من يقوم في القبض عليهم في العراق وسوريا، وقد يزيد من ذلك في ظل سياسته الإعلامية في الترهيب والتخويف من قوته. وذكر بأن التركيز على الجانب العسكري ضد التنظيم الإرهابي خطأ فادح، لأن التنظيم مشكلته الحقيقية الأزمة السنية في العراق وسوريا، وما يحدث من اغتيالات وقتل في العراق وسوريا كل هذه المعطيات معطي قوة للتنظيم، وشدد بأنه لا بد أن يكون هناك حل للمشكلة السنية في العراق وسوريا والتعامل معها بشكل صحيح، لكي تكون هناك قوة لأضعاف هذا التنظيم. وبين بأنه طالما المشكلة متواجدة في البلدين سيبقى هذا التنظيم قوياً، وأضاف بأن المعركة البرية ضد التنظيم ستبقى معقدة، مشيراً على أن تحسين البيئة السياسية في كل من العراق وسوريا ستساعد في أضعاف هذا التنظيم المتطرف والذي أصبح يستغل ظروف الانهيارات الأمنية في هذه البلدان.