عندما بدأت الحملة الإعلانية التي أطلقتها قناة الشرق الأوسط (إم بي سي) للإعلان عن مسلسل جديد يخوض في رحم المجتمع السعودي ويمسّ وتراً حساساً في المجتمع وهو الإرهاب في السعودية، كان الجميع متلهفاً ومتطلعاً لرؤية هذا المسلسل خصوصاً وأن الدفة بين يدي مخرج عريق ومتمكّن كنجدة أنزور. وانتظر الجميع الحلقة الأولى بلهفة لمعرفة حيثيّات ومكنونات المُسلسل وبالأخص المشاهد السعودي.. ومع مرور الأيام.. بدأت خيبات الأمل ترتسم على الوجوه! المسلسل قائم على حياة أناس عاديين «في حالهم» ولا دخل لهم في أمور لا خاصة ولا عامة بل يعيشون عيشة «عادية» كأي منزل عربي.. أراد المخرج أن يوصل هذه النقطة بحرص وفي الحقيقة.. وصلتنا منذ الحلقة الأولى. وبعد مرور حلقات منه.. بدأت تتضح الرؤيا أكثر ويمكنك رؤية الملامح لتعترف أنّ الأحداث في المسلسل تُحشى حشواً وتمطّ مطّاً!.. وأحيانا بطريقة استفزازية.. بهدف خلق المتعة وال«آكشن» لزيادة التفاعل والترقّب.. حتى يَبلغ بك الحال في نهاية الحلقة إلى الغضب والتأفف لتضيع ساعة من الوقت لم يحدث في الحلقة أي حدث يمكن أن يعلق في الذاكرة أو تخبر به شخصاً فاتته الحلقة! فأحداث بسيطة.. صغيرة جداً قد تأخذ حلقات لمتابعتها فعلى سبيل المثال لا الحصر، مسألة زيارة الجيران «العروس» فرح.. أخذ أكثر من حلقة قبل أن يتمّ الموضوع. بالإضافة إلى ما سبق.. المشاهد العربي أصبح واعياً أكثر بمسائل التصوير والإضاءة والإخراج ومتابعة النص بل وحتى الأخطاء المحرجة التي يقع فيها بعض المخرجين كأن يتم المشهد بلون روج مختلف للممثلة عن المشهد الذي قبله. والأمر المستفز الذي وقع فيه نجدة وخصوصاً للمشاهد السعودي الذي من المفترض أن تدور الأحداث في أرضه هوَ أنه لم يصوّر البيئة السعودية كما يجب في المسلسل بل أحياناً يتيه عقل المشاهد عن أن الأحداث في السعودية ولا يتذكر إلا من المشاهد الخارجية؟ مثلاً، الشباب في المدرسة يرتدون الثوب فوق البدل.. وتظهر ياقات الأقمصة من تحت الثياب بالإضافة إلى البناطيل الواضحة حتى في مدرسة «حياة» من تحت المريول؟ ويظهر إغفال المخرج لأمور أكثر مثل أنّ غالبية الموظفين في شركة«حُسام» أجانب عرب والسعودي واحد فقط بلباسه الرسمي؟ وأيضاً مديرة مدرسة «أم فراس» الأردنية هي سورية الجنسية وهذا أمر غريب جداً لأنّ الغالبية العظمى إن لم يكن كل المدارس السعودية وخصوصاً الرياض مديراتها سعوديات. ولا يقف الأمر إلى هذا الحد بل قاعة الدكتور المصري «طلعت» في الجامعة معظم الطلبة سوريون أو أردنيون و المقاعد والطاولات مقاعد مدرسة لا جامعة؟ والأمر الغريب هوَ كتابة عنوان المحاضرة على السبورة بخط زخرفي؟!! التناقضات كثيرة وعجيبة وقد أفقدت المشاهد أهم شيء وهو إحساسه بالواقعية والاندماج في فصول المسلسل وحلقاته.. وأعتبرها سقطة كبيرة لنجدة الذي ركز على مواضيع عامة وتجاهل أموراً دقيقة ومؤثرة.