دائماً ما تثير الجدل الكاتبة فجر السعيد وهذا ما تعود عليه الجمهور والمشاهدون ففي كل عام تقدم لنا نموذجاً جميلاً في الكتابة والصياغة، وقد قدمت في العام الفائت مسلسل(دنيا القوي) والذي اخذ أبعاداً كبيرة وجدلاً بين الفنانين في الكويت والنقد اللاذع الذي طاله في الصحافة الخليجية إلا انه وبكل تأكيد قد نجح وتفوق على ما قدمه الفنانون الآخرون بفكر جديد ونال جوائز عدة ،أما في هذه السنة قدمت لنا وكالعادة مسلسل(عديل الروح) كتجربة جديدة وفي رؤيا حول الأسر الارستقراطية والزواج التقليدي والحفاظ على الثروة للوصول إلى أعلى المراتب، هذا هو ما حققه خالد الذي تجاهل حب زوجته الأولى ليتجه إلى حب جديد وزواج سري تعتمد عليه ببناء مشعلها وقيادته وهي بهذا الجانب تتحول إلى ست متحررة جداً(بدرية احمد) الفنانة الأقل تقديماً لمثل هذه الأدوار إلا أن ما تمليه عليهم فجر السعيد يؤثر بلاشك على الطاقم الفني ليقدم ما في جعبته،الأولاد الخمسة كل منهم يقدم نموذجاً هاماً من الشخصيات لكنهم يدورون في فلك الأسرة المتفككة ريم سيدة مجتمع من الطراز القديم تسعى إلى لم الشمل وترى أن حياة المرأة هي بيتها وتربية أولاده،أما رانيا على النقيض من أختها مستهترة ولا تعبأ بالعادات والتقاليد أما رنا الثالثة في البنات والتي جاءت بعد راكان تأتى تصرفاتها كالولد أما رشا فهي التي تمر بمرحلة سن المراهقة لذلك تجدها تائهة بين أخواتها، أم الابن راكان وهو الابن الوحيد الذي اعتبر نفسه الأب والأم لاخواته لكنه انغلق على نفسه ويعاني من عقدة ابن المسؤول الكبير الذي يحترمه الناس تقديراً لمركز والده وليس لشخصه،هذه النماذج التي تقدم في مسلسل (عديل الروح) ليست بعيدة عن أفكار الكاتبة التي دوماً ما تقدم لنا نماذج من شرائح هي تدخلها لتتعرف على ما يدور فيها،بالتأكيد شخصية الفنان خالد النفيسي أتت لتلائم تاريخ النجم العملاق الذي مازال يختار الأدوار المحافظة على تاريخه وبالفعل تمت صياغة الدور لتناسب قيمته الفنية، أيضا الفنانة بدرية احمد وعبير احمد قدما افضل أدوارهما على الإطلاق ولم يكررا نفسيهما بل إن النماذج التي قدماها وبشخصيات مختلفة بل متناقضة بين الاثنتين وهذه النماذج تعتبر نقطة مفصلية في حياتهما الفنية،(عديل الروح) لم يأت لنشاهده فقط بل أتى بكل وسائله لينال الافضلية بين ما يطرح وليكون في تجربة جديدة حول ما يطرح خليجياً، لاسيما وانه يناقش القضايا الحساسة ويطرح في إطار سياسي وبكل جراءة العديد من المواضيع كالانتخابات من خلال معالجة تراجيدية محاط بكوميديا الموقف من كل جانب وبلغة فنية جديدة لم يسبق وان خاضها أي عمل درامي في الخليج.